سيطرت حالة من الغضب على السويسرى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، بعد التحقيق الذى أجرته صحيفة «تايمز» حول انتشار تذاكر مزورة لمباريات كأس العالم، فضلا عن انتشار ظاهرة المراهنات غير الشرعية عبر الإنترنت والتى ادعى البعض أنها تحت مظلة الفيفا. وأكد التحقيق، الذى أجرته «تايمز» أن الآلاف من التذاكر المزورة أو الوهمية لنهائيات كأس العالم تم طرحها فى سوق مواقع، ويسعى من خلالها مجموعة من البائعين لتحقيق ربح عن طريق المشجعين اليائسين من الوصول إلى تذاكر، ليتعارض ذلك مع تصريحات مسؤولى الفيفا مؤخرا، والتى أكدوا فيها أن هناك معاناة فى بيع تذاكر المباريات. وأوضحت «تايمز» أن الفيفا أعلن أن التذاكر الورقية للبطولة لن تتم طباعتها إلا قبل أسابيع من انطلاق البطولة المقررة فى شهر يونيو المقبل، وأن التذاكر التى تباع عبر الإنترنت غير متوفرة إلا من خلال موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم fifa.com. وقامت الشؤون القانونية التابعة للفيفا بالاتفاق مع السلطات الدولية لمراقبة شبكة الإنترنت لمثل هذه العروض غير القانونية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحتها، ومع ذلك فإن الشركات فى بريطانيا والخارج قامت بشكل علنى بإعادة بيع تذاكر المباريات. وتنص قواعد الفيفا على أن التذاكر لايمكن استخدامها إلا من قبل حامل التذكرة والمدون عليها اسمه، وستتم طباعة الاسم على التذكرة فى وقت الشراء، إلا أن بعض البائعين بدأوا فى محاولة لتغيير الاسم إلى المشترى الجديد عن طريق استغلال سياسة الفيفا فى نقل التذاكر بين الأشخاص، والتى تم اعتمادها فى حالات المرض. كان موقع «EBAY»، الخاص بالبيع والشراء قد علق حسابات بعض المستخدمين على الموقع بعد الاشتباه فى تورطهم بقضايا النصب والاحتيال فى بيع التذاكر، وتم منع السماح لأحد بأن يضع قائمة ببيع أو شراء تذاكر من هذا القبيل على الموقع، وقد تم منع المستخدمين أيضا من شراء التذاكر من الباعة من خارج المملكة المتحدة، خصوصاً بعد أن شهد الموقع فتح المزاد على التذاكر الخاصة بالمباريات النهائية للبطولة ووصل سعر تذكرتى مباراة النهائى إلى 3400 دولار كسعر مبدئى لفتح المزاد أو 5400 دولار لشرائهما مباشرة. كما شهد موقع «gumtree.com» الأمريكى موقفاً مشابهاً عندما تم وضع بعض التذاكر الخاصة بالشخصيات المهمة «VIP» بسعر 2500 جنيه إسترلينى للتذكرة الواحدة، إلا أن الموقع أكد إزالة إعلانات هذه العمليات. فى سياق مشابه، حذر «الفيفا» عبر موقعه الرسمى على الإنترنت الجماهير من المشاركة فى شبكات المراهنات الخاصة ببطولة كأس العالم، وأصدر الفيفا بياناً نفى فيه أى علاقة له بمن وصفهم ب«الغشاشين». وقال البيان: بعض الأشخاص ادعوا أنهم فازوا بجوائز من المراهنات عبارة عن مبلغ مادى ضخم، ويحثون الجماهير على تقديم عروض المراهنات على مباريات كأس العالم، بالإضافة إلى تسجيل بياناتهم الشخصية ودفع مبلغ مادى كرسوم لقبول طلبهم. وناشد الفيفا الجماهير ضرورة عدم الالتفات إلى أى رسالة إلكترونية تصل إليهم لحثهم على المشاركة فى هذه الأنشطة وعدم دفع أى أموال أو تسجيل بيانات شخصية لأى من هذه الشركات. من جانبه، انتقد الجنوب أفريقى جون موشوى الذى لعب فى صفوف منتخب جنوب أفريقيا الفائز بكأس أفريقيا 1996 نظام بيع التذاكر عبر الإنترنت، وقال: من الصعب أن يجتذب عشاق اللعبة من الفقراء السود. وأضاف: إن فقراء بلاده ليست لديهم القدرة المادية ولا المعرفة اللازمة لشراء التذاكر عبر الإنترنت من خلال نظام الحجز المسبق، وأضاف: «كان يجب مراعاة طبيعة الأفارقة.. نحن لسنا فى أوروبا». كان دانى جوردان، رئيس اللجنة المنظمة المحلية ومسؤولون آخرون، أعربوا عن أسفهم إزاء الافتقار إلى الحماس المحلى بأول بطولة كأس عالم تقام فى القارة الأفريقية، واعترف مسؤولون بالمشكلة وقالوا إنهم سوف يبيعون تذاكر مباشرة إلى الجمهور بدءاً من أبريل المقبل، كما تم الإعلان عن طرح مئات الآلاف من التذاكر المخفضة للمقيمين فى جنوب أفريقيا.