قال الدكتور إبراهيم هاشم زيدان، الباحث بهيئة المواد النووية، إن خسائر مشروع فوسفات «أبوطرطور» بلغت 13 مليار جنيه، منذ بداية المشروع عام 1979، وأرجع هذه الخسائر إلى أن مناجم المشروع تعمل بطاقة إنتاجية بسيطة لا تزيد على مليون طن سنويا. وأوضح زيدان، خلال الملتقى الثانى لاقتصاديات المناجم والمحاجر فى الوطن العربى، الذى عقد أمس الأول، أن هذه الإنتاجية لا تتناسب وحجم البنية الأساسية المصاحبة للمشروع، الممثلة فى 5 آلاف فيلا مغلقة منذ 1990، و30 عمارة فاخرة، ومحطة كهرباء تبلغ طاقتها 150 ميجا فولت تكفى لإنارة القاهرة، وخط سكة حديد بطول 700 متر يصل بين الموقع وسفاجا، فضلا عن 13 بئر مياه معدنية. وأكد ضرورة تطبيق سياسة التعدين الشاملة فى منطقة أبوطرطور، للاستفادة من الطبقات الصخرية التى تغطى خام الفوسفات، عن طريق المناجم السطحية المكشوفة بدلا من المناجم السفلية، والتى تعرف بالأنفاق، ذات التكاليف الباهظة، والتى لا تتناسب وطبيعة التراكيب الجيولوجية للمنطقة. وحول عيوب دراسات الجدوى التى قدمتها بيوت خبرة فرنسية وروسية وبلجيكية وألمانية لمناجم أبوطرطور، قال زيدان إن هذه الدراسات اختارت الأنفاق تحت السطحية التى تعتمد على إنشاءات حديدية وخشبية تفادياً للانهيار، منوها بأن تكلفة هذه الأنفاق مرتفعة، كما أن الدراسات نفسها لم تتطرق للاستفادة من طبقات الصخور التى تعلو طبقات الفوسفات، والمتمثلة فى الحجر الجيرى الصلب، الذى يمكن أن يستخدم فى الرخام، فضلا عن الحجر الجيرى الذى يستخدم فى الأسمنت والطفلة المستخدمة فى الزراعة. وأضاف: «إن دراسة الجدوى وفقا لما سبق أكدت أن طبقة الفوسفات متجانسة والشوائب بها قليلة وليس لها تأثير فى الإنتاج، ثبت عكس ذلك، لأن الشوائب داخل طبقات الفوسفات كثيرة جدا متمثلة فى الطفلة والدولومايت المتداخلة مع طبقات الفوسفات، بنسبة تصل إلى 50% مما أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج». وعن الحلول المقترحة للاستفادة من مشروع فوسفات أبوطرطور، شدد على ضرورة استغلال الطبقات التى تعلو الفوسفات فى إقامة مصانع أسمنت، وعدم تصدير الفوسفات واستغلاله بنسبة 100%، فضلا عن الاستفادة من المدينة السكنية المهجورة.
