كما وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند في برنامجه الانتخابي، فقد حقق المساواة والعدالة بين الجنسين عندما شكل حكومته، لأول مرة في تاريخ فرنسا مناصفة، بين 17 وزيرة، و17 وزير. وتولت نساء من أصول أجنبية 4 حقائب وزارية. والوزيرات من أصول غير فرنسية هن الشابة المغربية الأصل نجاة فالو- بلقاسم (34 سنة)، وزيرة حقوق الإنسان، والناطقة باسم الحكومة، والمخرجة الفرنسية الجزائرية يمينة بن جيجي التي كلفت بملف الفرنكفونية، فيما نصبت كريستيان توبيرا، ذات الأصول الأفريقية، والنائبة عن مقاطعات ما وراء البحار، على وزارة العدل، وتعتبر فلور بيليران وزيرة مفوضة لشؤون الشركات الصغيرة والمتوسطة والابتكار والاقتصاد، أول وزيرة من أصول آسيوية تدخل حكومة فرنسا. وكانت وكالة «يورونيوز» الأوروبية الإخبارية قد وصفت تعيين الوزيرات بأنه «تلميع للنساء في الحكومة الجديدة»، مشيرة إلى أن الرجال احتفظوا بمناصبهم الوزارية ذات الأهمية القصوى، رغم «التمكين» للوزيرات. وأضافت أن الحكومة الفرنسية أعلنت تقليل رواتب وزرائها 30% بالفعل قبل بداية توليها شؤون الحكم، وتعتبر تلك هي المرة الأولى في تاريخ فرنسا التي تشكل النساء نصف الحكومة، رغم وجود قوانين فرنسية تحتم المساواة بين الجنسين. ويعتقد المحللون أن هولاند أراد بذلك أن يؤكد للفرنسيين أنه مختلف عمن سبقوه، خاصة وأنه دخل الإليزيه برفقة السيدة الأولى، فاليري تريرفيلر، صديقته التي لا يربطه بها أي ارتباط رسمي، إلا إنهم أشاروا إلى أن تلك الحكومة ربما لن تصمد بعد الانتخابات البرلمانية، إذ أن فوز اليمين الفرنسي بأغلبية البرلمان يحتم أن يقوم بتشكيل الحكومة، وبالتالي تصبح حكومة هولاند خارج الحسابات. وتضم حكومة هولاند أيضا ميرسول تورانوزيرة الشؤون الاجتماعية والصحة، و سيسيل ديفلو وزيرة للمساواة والإسكان، ونيكول بريك وزيرة للبيئة، و أوريليه فيليبتى وزيرة للثقافة والإعلام، جونوفيف فيوراسا وزيرة للتعليم العالى والبحث، كما تضم برنار كازينوف وزيرة مفوضة للشئون الأوروبية، ماريليز لابراشو وزيرة مفوضة شؤون الإصلاح، فاليرى فورنيرون وزيرة الرياضة، و ديلفين باتوو وزيرة مفوضة لشؤون العدل. كريستيان توبيرا.. وزيرة العدل توبيرا من أصول أفريقية، وهي نائبة البرلمان عن شؤون مقاطعات ما وراء البحار، مرتبطة بالاشتراكيين لكنها تدير حزبها الخاص «والواري»، والذي يدافع عن استقلال الأراضي اللاتينية. أصبحت توبيرا عضوا في البرلمان الأوروبي عام 1994، وكانت مرشحة لرئاسة فرنسا في 2004 عن حزب اليسار الراديكالي، رغم أنها لم تكن عضو به. منحت توبيرا (60 سنة) اسمها لقانون فرنسي تم تمريره عام 2001، والذي جرم تجارة العبيد عبر الأطلنطي، واعتبره جريمة ضد الإنسانية. وتعتبر توبيرا، وزيرة العدل الفرنسية حاليا، شخصية آسرة، وترددت أنباء عن محاولات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ضمها لحكومته المحافظة عام 2007، إلا أنها رفضت. نجاة فالو- بلقاسم.. وزيرة حقوق المرأة بلقاسم (34 سنة)، من أصول مغربية. عملت بالسياسة مع المجلس الاشتراكي العام ومستشارة لحملة سيجولين رويال، المرشحة للرئاسة عام 2007، كما عملت نائبا لعمدة مدينة «ليون». اختارها هولاند لتولي حقيبة وزارة حقوق المرأة، بالإضافة لكونها المتحدث الرسمي باسم الحكومة. يمينة بن جيجي.. وزيرة الفرنكفونية بن جيجي (55 سنة) مخرجة سينمائية من أصل جزائري. اختيرت لمنصب الوزير المنتدب لشؤون الخارجية الفرنسية في الخارج وفي الدول الناطقة بالفرنسية. كانت بن جيجي قد انتخبت نائبًا لعمدة مدينة باريس في 2008، وهي معروفة بأفلامها المنخرطة في السياسة والتي تتناول الهجرة والذاكرة والعنف ضد النساء والاغتراب.
