وزارة النقل والمواصلات حرفيا شغالة بالكهربا، أى أن وزير الكهرباء يدير وزارة النقل والمواصلات منذ استقالة أو إقالة الوزير محمد منصور، فهل وصّل وزير الكهربا كوبرى لوزارة النقل فاشتغلت بالكهربا، أو هل هيه «فيشة» الكهربا موصلة للنقل، ليست عبقرية من الوزير حسن يونس، ولكنه تأثير الكهربا، فهل هناك وزارات أخرى يمكن أن تشتغل بالكهربا أيضاً، أم أن بقية الوزارات «يدوى»، أو تعمل بزيت المازوت الملوث للبيئة. وإذا كان حسن يونس يستطيع أن يدير وزارة النقل بالكهربا، فهل يستطيع محمد البرادعى أن يدير البلد بالطاقة النووية، طاقة سلمية طبعاً، وليست لأغراض أو استخدامات أخرى على غرار التجربة النووية. هناك أشياء كثيرة فى مصر تعمل بالكهرباء، «توماتيكى»، قد تعمل «بدون» من يظنون أنهم يديرونها. تجربة وزارة النقل «اللى شغالة بالكهربا» تحتاج إلى دراسة لأنها صورة معبرة للوطن، وطن شغال بقوة الدفع الذاتى، «توماتيكى، بالكهربا». التعليم مثلاً شغال بالكهربا، رغم أن هناك وزيراً للتعليم يظن أن وزارته تعمل من تلقاء نفسها، التعليم وهو بلغة الكمبيوتر «السوفت وير» الذى تركّبه المدارس فى رؤوس الأطفال، سوفت وير قديم لا يصلح لا لسوق العمل، ولا للحياة، يخلق مواطنا يظن أنه يعمل بكفاءة كاملة رغم أن ما تركّبه الوزارة فى «راسه» أشبه بالنسخة الترويجية لمنتجات شركة مايكروسوفت، نسخة للتسويق ولكن ليس بها كل الأدوات ولا تؤدى كل الوظائف، ولكن إذا ما رأيتها ظننتها النسخة الأصلية، ما تنتجه وزارة التعليم المصرية، بكل أسف فيه شكل التعليم دونما محتوى حقيقى، ولأننا لا نناقش أوضاعنا بنظرة تقدير، فلا نقبل إلا أن يستمر الوضع كما كان منذ الستينيات، «شغال توماتيكى»، شغال مثله مثل وزارة النقل، «شغال بالكهربا». ليس التعليم فقط وإنما الصحافة والسياسة، أفكار قديمة نتداولها، ننفض عن بعضها التراب، ونعيد تسويقها، غير قادرين على إنتاج أفكار جديدة، لأننا «شغالين بالكهربا». من يشاهد برامج التليفزيون المصرية لا تفوته ملاحظة أنه يتفرج على مجتمع ساذج فى طرحه للأمور ومع ذلك لا يستطيع أحد منا أن يقول إن ما يسمعه هو كلام ساذج ومكرر وسخيف، لأننا نخاف من مصير ننتظره، فمن يقل بذلك ستنطلق عليه الأصوات الإعلامية «اللى شغالة بالكهربا» تقطّع هدومه. رأينا ذلك فى وصلة الردح التى حدثت بعد مباراة الجزائر، رأينا ذلك أيضا فى وصلة «فرد الملاية» التى استقبلت طرح البرادعى للإصلاح أو للتغيير، انطلقت الأبواق الإعلامية «اللى شغالة بالكهربا» للهجوم على الرجل. ربما هى ذات الأصوات التى سترى فى حديث عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، للمصرى على أنه موسوى - زعيم المعارضة الإيرانية - وليس موسى، لأن «حد ما» داس على الزرار، فاشتغلت المحطات الفضائية والأرضية والصحف والإذاعات، اشتغلت كلها «بالكهربا»، موسى ليس موسوى، ولكن ماذا تقول لناس شغالة «بالكهربا»؟!