«غاندى هذا العصر».. هكذا يصفه كثير من الحقوقيين حول العالم، وذلك نظراً لشجاعته الاستثنائية.. هو «شين جوانشينج»، الناشط الصينى اللاجئ إلى السفارة الأمريكية فى بكين، بعد هروبه الذى وُصف إعلامياً ب«المعجزة» من الإقامة الجبرية فى منزله. ظهر «جوانشينج»، المحامى الضرير ذو ال40 عاماً، على الساحة الدولية خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد كشفه عمليات الإجهاض القسرى والتعقيم للمرأة الريفية تحت سياسة «الطفل الواحد» فى الصين. واصل «جوانشينج»، الذى علّم نفسه بنفسه، حملته ضد هذه الممارسات دون كلل حتى عام 2006، حينما حكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمة تدمير الممتلكات العامة وتجميع الحشود وتعطيل حركة المرور، وتم الإفراج عنه فى 2010، إلا أن قرار الإفراج لم يعن حريته؛ حيث قامت السلطات الصينية بوضعه تحت الإقامة الجبرية فى منزله بمقاطعة شاندونج. ومكث «جوانشينج» فى منزله لمدة 19 شهراً، تعرض خلالها للضرب المبرح والتعذيب هو وزوجته وأبناؤه، إلى أن تمكن من الهرب من منزله بمعاونة بعض الحقوقيين واللجوء إلى السفارة الأمريكية فى بكين، وقام ببث مقطع فيديو على الإنترنت، الجمعة الماضى، يحكى فيه تعرضه لمعاملة «وحشية» من قبل الشرطة الصينية. أثارت قضية «جوانشينج» الرأى العام فى الصين وخارجها حتى أصبح أحد أبرز الشخصيات التى تتناولها الصحف العالمية، وباتت هذه الصحف تنظر إلى الصين من خلال منظور واحد، هو معاناة هذا الرجل الضرير الضعيف، حتى إن بعض الصحف الأمريكية صنفته كأهم منشق صينى، وأعلن كثير من الحقوقيين حول العالم تضامنهم معه.
