اعتبر الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، الحكم ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور جاء ب«الحِيل»، مشددا على «حق الأغلبية في صياغة الدستور». وقال، خلال لقاء معه في برنامج «ممكن» مع الإعلامي خيري رمضان، مساء الثلاثاء، إن: «الحكم ببطلان (تأسيسية الدستور) جاء بسبب استعمال حيلة قانونية لها مآرب أخرى تتنافى مع الديمقراطية»، معتبرا أن القضية «لا علاقة لها بالاستئثار، لأن الأغلبية من حقها كتابة الدستور، لأنه من واجباتها الأساسية التي اختيرت من أجلها قطعا ويقينا». وأشار «برهامي» إلى حاجة البلاد إلى تحديد صلاحيات الرئيس بطريقة أسرع، لإجراء انتخابات الرئاسة في موعدها» مع ضرورة «التوافق عليها من كافة مؤسسات الدولة، لأن صلاحيات الرئيس غير مكتملة». وعن انتخابات الرئاسة، قال إن «تقديم مرشح سلفي للرئاسة هو قرار مجلس إدارة الدعوة السلفية لخدمة المشروع الإسلامي، لأن دورهم هو حراسة الدين»، معتبرا «مسؤولية الرئاسة فوق طاقة الدعوة الآن». كما شدد على أن «اختيار مرشح الرئاسة يجب ألا يستند للعاطفة أو الانحياز الإعلامي لمرشح بعينه، بل يعتمد على محاور عديدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في ظل مخططات لتقسيم البلاد»، مؤكدا رفضه والدعوة ل«كل من شارك في النظام السابق»، كما كشف وجود «ميل» للمهندس خيرت الشاطر و«مشروعه الإسلامي» قبل استبعاده. وفيما يختص بالشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المستبعد من الترشح لانتخابات الرئاسة، قال إنه «ليس مرشح الدعوة السلفية، فهو إخواني رغم كونه سلفي الاعتقاد»، معتبرا «هيئة الشيخ حازم والخطاب الإعلامي هى سبب التفاف السلفيين حوله». ورفض «برهامي» فكرة «البَيْعة» لشخص بعينه، واصفا إياها ب«الفكر المنحرف والأمر المرفوض، حيث لا يرجع للمجتمع ومؤسساته»، موضحا أن «هذا ما كان يحدث في الجماعات التكفيرية». وأوضح أن «الديمقراطية لا تعني أن الحكم المطلق للشعب، فهذا أمر مرفوض، لأن الحكم والسيادة لله، ولا يصح لأحد مخالفة شرعه»، مشددا على وجوب أن «تكون إيجابية الخروج على الحاكم أكثر من مفاسده»، واعتبر في ذات الإطار أن «الثورة إيجابية، ورفعت قدرا هائلا من الظلم في بلاد الوطن العربي». ونفى وجود خلاف في الروئ بين السلفيين والإخوان، معتبرا «الحوار تحت مظلة الأزهر شرف»، لكنه أكد إصراره على «ثوابت الشريعة الإسلامية، وأن الشعب المصري يريد تطبيقها». كما فسر انتخاب الشعب لأغلبية إسلامية «مع وجود المفاسد الكبيرة في حياتنا»، حسب قوله، بأن ذلك بسبب «المعاناة التي لاقاها المجتمع في العهد السابق»، مشيرا إلى أن «تواجد الإسلاميين في الشارع والفضائيات من خلال بعض الدعاة الموثوق بهم، أدى إلى ثقة الناس بالتيار الإسلامي». وقال «برهامي» إن «السياسة بالنسبة للدعوة السلفية هي السياسة التي لا تقوم على الكذب والخداع»، مشيرا إلى أن الدعوة لديها طريقة لممارسة السياسة فيما أسماه «السياسة الشرعية»، مضيفًا: «نحن نمارس اللعبة السياسية بأخلاقنا».