.... وخلى بالك كمان إن الكلمة مؤثرة فالتراكم الكمى يؤدى إلى تغيير نوعى ونقطة الماء تثقب البلاط فحضرتك مثلاً إذا ادخرت، كل شهر، ربع مليون جنيه من مرتبك سوف يحدث عندك تراكم «كمى» يؤدى إلى تغيير «نوعى» وتبطل تقرا لى وتبدأ فى قراءة مجلات الأزياء والموضة والسيارات ولن تطالب وقتها «بتعديل» الدستور وسوف تكتفى «بتلوينه» فى شم النسيم لذلك ترقد الطيور على بيضها «ليفقس»، ويرقد الحكام على شعوبهم «لتفطس» فلا تعرف إن كان الحكم بنظام «المداولة» أم «المناولة» وعندما تتحدث حضرتك عن المثل العليا مع جائع سوف يطلب منك أن تشويها وتكتر الفلفل.. فالفلوس تغير النفوس وتحدد الموقع الاجتماعى دون رادار.. لذلك تقبل مصر النقد الأجنبى «لبنوكها» إذا كان معونة وترفض النقد الأجنبى «لسلوكها» إذا كان نصيحة.. أما السبب أننى أكتب اليوم من «طرف المناخير» وليس من «سن القلم» فهو أننى اشتريت «بانيو»، فقد قيل لى إن الطبقات فى مصر ثلاث: «الطشت» و«البانيو» و«حمام السباحة»، فقررت أن أصعد إلى الطبقة الوسطى دون معلم بشراء «بانيو» أنقع فيه ما أكتب حتى يتخمر فهو مفيد للكلى.. وطبقاً للفصل الثانى من الدستور الذى يقول فيه «فؤاد المهندس»: (حارة بعضشى كلها حرامية) فقد جاء تفسير المحكمة لعبارة «يحمّوك فى كنكة» على إنه «ساكن العشوائيات» وقررت ضمه إلى حضن الوطن لتصبح الطبقات أربعاً: «طشت» و«بانيو» و«بيسين» و«كنكة».. ولأننى محدث نعمة فمنذ هذه الواقعة كلما جاءنى تليفون أرد: (آلو.. أيوة أنا فى «البانيو»).. نريد العدل لا مزيد، فمن غير المعقول أن توقظنى زوجتى على رنين التليفون لتقول لى إن أخاك الطبيب اتصل بك من «الكنكة» وأختك المهندسة طلبتك من «الطشت».. وتعمل الشمس 12 ساعة فى اليوم لتذهب الأرباح إلى الجالسين فى الظل وتغيب الشمس عن أوروبا بالشهور، لكنها تخاف أن تغيب عن مصر لأنها لو غابت (15) يوماً يفصلوها.. لو عوزتنى أنا فى البانيو. [email protected]