لم تكن واقعة طرد المهاجم الدولى أحمد حسام ميدو، لاعب الفريق الكروى الأول بنادى الزمالك، من مكتب ممدوح عباس بضاحية المهندسين، هى الأولى لرئيس النادى خلال توليه المسؤولية، حيث تمت قبلها واقعتا طرد أخريان، الأولى للمهاجم عمرو زكى عام 2008 فى مكتبه بمنطقة وسط البلد، والأخرى مع نائبه رؤوف جاسر قبل شهر، عندما دخلا فى مشادة كلامية خلال اجتماع بالنادى. ويسعى أعضاء مجلس الإدارة لعقد جلسة خاصة مع «عباس» لمطالبته بتغيير أسلوب إدارته وتعامله مع معارضيه، ومن يخالفونه فى الرأى حتى لا تشتعل الأزمات داخل النادى، وقال عضو مجلس الإدارة- رفض ذكر اسمه- هناك استياء داخل المجلس من طريقة «عباس» فى التعامل مع المعارضين، سواء داخل المجلس أو فى الجلسات الودية لدرجة أن إبراهيم يوسف وأحمد جلال إبراهيم، عضوى المجلس، قررا مقاطعة الجلسات الودية لرئيس النادى حتى لا يلقى أى منهما مصير جاسر، عندما اختلف مع عباس، وقال عضو المجلس بالحرف الواحد: «لو تعرضت لمثل هذا الموقف لقدمت استقالتى». وكشف عضو المجلس أن عباس يثق فى خمسة أشخاص هم: «عمرو الجناينى وعبدالله جورج ومعتز مدحت وهانى شكرى ومحمد صبرى أبوعلم». فى عام 2008، توجه المهاجم الدولى عمرو زكى إلى مكتب رئيس النادى بوسط البلد، بصحبة مدير أعماله محمد سعيد فى ذلك الوقت، لإقناعه بالموافقة على عرض ويجان الإنجليزى، ولم يكن قد حصل على مستحقاته المالية، ودار حوار بين الطرفين تعالت خلاله الأصوات انتهى بجملة «اطلع بره»، وفوجئ لاعبو الفريق وهداف أفريقيا فى أمم أفريقيا غانا 2008 فى ذلك الوقت ب«البودى جارد» الخاصين برئيس النادى يصطحبونه ومدير أعماله إلى خارج المكتب، وأصدر «عباس» تعليماته بمنع دخول محمد سعيد، مدير أعمال اللاعب، النادى بدعوى تحريضه «زكى» على الرحيل، واتخذ المجلس وقتها قراراً بإيقاف اللاعب مؤقتاً، وأكد عمرو زكى فى تصريحات إعلامية فى ذلك الوقت أنه فوجئ ب«البودى جارد» يصحطبونه ووكيله من مكتب «عباس» إلى الشارع بعد أن طرده رئيس النادى. الواقعة الثانية شهدها اجتماع مجلس الإدارة فى الأسبوع الأول من شهر فبراير الماضى، عندما دخل رؤوف جاسر يحمل أوراقاً خاصة بالجلسة، وطلب من رئيس النادى فى بداية الجلسة ضرورة العمل الجماعى والابتعاد عن القرارات الفردية والديكتاتورية التى لم يعتد عليها النادى عبر تاريخه، وفوجئ جاسر برئيس النادى يرد عليه بالحرف الواحد «إنت هتعلمنى إزاى أدير النادى؟ اطلع بره»، فرد جاسر عليه قائلاً: «دى مش عزبتك»، ثم انصرف خارج غرفة مجلس الإدارة لكن الأعضاء تدخلوا وأعادوه مرة أخرى لاحتواء الموقف بين رئيس النادى ونائبه، وأقسم الجميع على المصحف بعدم نشر تفاصيل الواقعة خارج الغرفة حتى لا تتداولها وسائل الإعلام. وما حدث مع «زكى» فى 2008، تكرر مع ميدو فى 2012، لكن هذه المرة كان فى مكتب عباس بالمهندسين، حيث توجه ميدو إلى مكتب رئيس النادى ليعرض مشروعاً ترفيهياً للأطفال أعضاء النادى يدر ربحاً يقدر بعشرة ملايين جنيه. وعندما استفسر «ميدو» عن موعد صرف مستحقاته المتأخرة، البالغة 7 ملايين جنيه فوجئ برئيس النادى يرد عليه «فلوس إيه يابنى اللى بتتكلم عنها.. إنت مالكش فلوس.. إنت مالعبتش غير دقيقتين.. شوية مصاب وشوية وزنك زايد»، فرد ميدو «يا أستاذ ممدوح أنا ماقدمتش شكوى زى اللى عملوا.. ومش ميدو اللى يعمل كده مع نادى الزمالك» فرد رئيس النادى قائلا: «امشى اطلع بره» وتجمع ال«بودى جارد» حول ميدو الذى غادر المكتب سريعاً، واستقل سيارته بصحبة سمير عبدالتواب، وكيل اللاعبين، وحاول هانى شكرى، عضو لجنة تنمية الموارد، تهدئته وطالبه بعدم اتخاذ قرارات انفعالية، ورد اللاعب قائلاً: «حقى هاخده.. يعنى هاخده»، وأصدر عباس تعليماته بمنع سمير عبدالتواب من دخول النادى بدعوى أنه سرب تفاصيل الجلسة رغم أنها شهدت حضور نائبه رؤوف جاسر، إلى جانب هانى شكرى وعمرو أدهم، عضوى لجنة تنمية الموارد، وكاد ميدو يتقدم بشكوى يوم الأحد الماضى ضد النادى للمطالبة بمستحقاته، لكنه تراجع بعد تدخل أيمن عباس، نجل رئيس النادى، وعمرو الجناينى، عضو المجلس. الغريب أن على أبوالنجا، المتحدث الرسمى للمجلس، نفى واقعة طرد ميدو، رغم تأكيد اللاعب نفسه لها، وهو ما حدث من قبل أيضاً فى واقعة عمرو زكى!!
