وسط الزحام الشديد والإجراءات الأمنية المكثفة، اختتمت الطرق الصوفية احتفالاتها بمولد الحسين، الثلاثاء ، فى أجواء مختلفة عن كل عام، فالأحداث التى تشهدها البلاد حالياً فرضت نفسها على ذلك الاحتفال الدينى الروحانى، وأصبحت السياسة هى الضيف الجديد الذى استقبله جميع الزوار بترحاب، فبين الإنشاد الدينى وقصائد رثاء الحسين، ظهرت السياسة بأوجه مختلفة: رؤساء أحزاب يشاركون فى الليلة الختامية وأسماء أحزاب جديدة تبحث عن توكيلات، ومرشحون محتملون للرئاسة.. وغيرها. ساحات مسجد الحسين تحولت إلى نقاشات سياسية ساخنة، وظهرت وجوه جديدة تجمع توكيلات لتأسيس أحزاب سياسية، وكان من بين السرادقات المنتشرة فى المولد، سرادق خاص لمحمد صلاح زايد، رئيس حزب النصر الصوفى، المرشح لرئاسة الجمهورية، الذى أعلنت حملته أنه مرشح الصوفية، واستغلت هذا التجمع الصوفى للتعريف بمرشحها. التشديدات الأمنية بلغت أشدها فى الليلة الختامية، حيث انتشرت الشرطة فى الشوارع المحيطة بمسجد الحسين، ومصلى السيدات داخل المسجد أحيط بكردون أمنى، وتسبب الزحام الشديد فى حدوث عشرات الاشتباكات بين الزوار، أنقذها التواجد الأمنى المكثف. وإلى جانب ذلك انتشر عدد كبير من الباعة الجائلين ككل عام، يبيعون حلوى المولد وألعاب الأطفال وطواقى الصوفية الشهيرة بالطواقى المحمدية، وداخل الضريح اصطف العشرات من زوار الحسين من السودان يقيمون حلقات ذكر وقصائد مدح، أبكت المحيطين بهم عندما رددوا قصائد رثاء الحسين لمقتله فى كربلاء على أيدى الأمويين.