أكد بشير الكبتي، المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا أن شكل الدولة التي تطمح إليها جماعته «نريد دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية لا تقيد فيها الحريات من قبلنا كما يزعم ويردد البعض عنا بل ترحيب وانفتاح بكل ما فيه فائدة للمواطن والوطن في مجالات الثقافة والمعرفة والآداب والفنون». وأوضح «الكبتي» في حوار له مع وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، ردا على سؤال حول طبيعة الدستور المزمع وضعه من قبل المؤتمر الوطني «البرلمان» «الدستور الإسلامي الذي نفهمه هو دستور مدني بحت». وتابع «وإصرارنا على أن تكون الشريعة هي المرجعية للدستور والقوانين هو أمر طبيعي، فلا يعقل بببلد كل سكانه من المسلمين أن تكون هناك قوانين تحارب الإسلام عبر إصدار أحكام تعادي أو تخالف شرع الله». ونفى «الكبتي» تبعيته أوحصوله وجماعته على أي دعم مالي من أي دولة تسعى لتحقيق مصالح خاصة بها بليبيا، وقال «الاتهام بالعمالة والحصول على الدعم من قطر أو الولاياتالمتحدة لا محل له من الصحة، نحن نثمن ونحيي الدور الإنساني لدولة قطر التي وقفت مع الشعب الليبي في معاناته، وهذا فضل لا ينسى لها، لكن ليس لنا علاقة رسمية أو غير رسمية لا مع قطر أو الولاياتالمتحدة، لقد عشت بالأخيرة مدة طويلة من حياتي، ولكن كان هذا بفعل تهجير نظام القذافي لنا لا برغبتنا». وتابع «نحن نعتمد ماليا على ما يصلنا من اشتراكات من إخواننا المحبين لنا فقط، ولذا ميزانيتنا متواضعة جدا». كما نفى استفادة إخوان ليبيا من وصول أفرع الجماعة للسلطة بباقي البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي كتونس ومصر، وقال «البعض يتهمنا أننا ركبنا الثورة لنستفيد منها ونصل للسلطة والحقيقة أننا وإن كنا لم نبدأها فإننا قد أعلنا سريعا عن تأييدنا لها مثل باقي أهل ليبيا الشرفاء». وأكد «لا توجد علاقة ولا تأثير مباشر لوجود الإخوان في السلطة ببلد آخر علينا هنا بليبيا، فالكل بليبيا سيخوض انتخابات تنافسية ونرجو أن يوفقنا المولى عز وجل». وقال «الكبتي» «لا تطمع بالتفرد أو الاستئثار بالسلطة، وإنما تطمح للفوز بها مع غيرها من أبناء ليبيا الشرفاء، نافيا تبعية جماعته أو حصولها على أي دعم من قطر أو الولاياتالمتحدة. ونفى أن تكون جماعته قد خالفت قرارتها السابقة بعدم تأسيس حزب سياسي خاص بها، وقال «حزب العدالة والبناء الذي أعلن تأسيسه مؤخرا هو حزب سياسي وطني ذو مرجعية إسلامية، ولا يعتبر كما يتردد الذراع السياسي لإخوان ليبيا، لأن من دخله من الجماعة دخلوه كأفراد يمثلون أنفسهم لا الجماعة». وتابع «كما أن الحزب مستقل عن الجماعة تماما، الاستقلال في قراراته ومواقفه السياسية، ومستقل أيضا إداريا وتنظيميا، ويضم أطيافا عديدة غير الإخوان». ونفى «الكبتي» أن تكون رغبة «الإخوان» في الاستحواذ على السلطة داخل أي حزب يشاركون به هي السبب وراء فشل وجود حزب إسلامي موسع يجمع بين «الإخوان» والحركة الإسلامية الليبية للتغير أو غيرها من التيارات السياسية الإسلامية. وأوضح «تكوين حزب يجمعنا والحركة الليبية للتغيير أو ما كانت تعرف بالجماعة المقاتلة قد يكون صعبا، هناك بعض المنطلقات تحوي خلافا في التفاصيل بيننا وبينهم، فالإخوة في الجماعة المقاتلة انتقلوا نقلة كبيرة من مرحلة الجهاد والعمل الثوري المسلح إلى العمل السياسي، والإخوان يعملون بالسياسة منذ فترة غير قليلة». وتابع «فضلنا الاكتفاء بالتنسيق في المواقف بيننا وبينهم فقط في الوقت الراهن حتى تتبلور كثير من المفاهيم بيننا وبينهم، ويمكن لحزب العدالة والبناء أن ينسق إذا أراد مع أي حزب أو جماعة سياسية فهذا قراره، أما نحن كجماعة سنركز على التفرغ للعمل الدعوي». واستبعد «الكبتي» احتمال تصارع التيارات الإسلامية على السلطة بالبلاد مستقبلا، خاصة بين «الإخوان» والسلفيين، وقال «هذا لن يحدث بإذن الله، ونحن علاقتنا طيبة مع الجميع، السلفيون بليبيا مدارس والسلفيون المعتدلون أقرب للإخوان من السلفيين المتشددين». وأكد «الكبتي» رفضه لما طرح مؤخرا من إعلان برقة إقليما فيدراليا، مشددا «الذين قرروا ذلك يعبرون عن أنفسهم لا عن الشعب الليبي، هذا مشروع تقسيمي لوحدة البلاد سيتم تنفيذه على مراحل». وتابع «الحل لعلاج قضايا التهميش لبعض الأقاليم يكمن في وجود حكم محلي لا مركزي ولا يكون بالانفصال عن الدولة، ربما لم يعلنوا صراحة رغبتهم بالانفصال حتى لا ينقلب الشارع الليبي عليهم، ولكن الخطر يبقى موجودا من الوصول لهذه النقطة».