رفض محمد بركات، الظهير الأيمن للنادي الأهلي، الهجوم الذي شنه ضده أحمد حسام «ميدو»، لاعب الزمالك، بأنه تاجر بدماء الشهداء، مؤكدا في الوقت تمسكه بقرار اعتزال اللعب الدولي. وقال «بركات» خلال جلسة خاصة عقدها مع الصحفيين، الأربعاء، خلال معسكر إعداد الفريق المقام حالياً فى الإمارات: «لم أتوقع ما حدث في بورسعيد لأنه كان أكبر من تصورنا، حيث كان المعتاد هو الشتائم والضرب بالزجاجات والطوب ومغادرة الملعب في سيارات الشرطة، أما أن يكون هناك أموات فهذا ما لم أتوقعه أبداً». وأشار نجم الأهلي إلى أن الموت كان قريباً جداً منهم لكن الجماهير المتعصبة لم تستطع الوصول للاعبين، وشدد على أن المشهد الذي لا يستطيع نسيانه هو موت الجماهير في غرفة الملابس، حيث يعاني كوابيس تطارده أثناء نومه، رافضا العودة للمشاركات الرسمية المحلية مجدداً قبل استعادة حق الجماهير. وأضاف اللاعب الملقب ب«الزئبقي»: «قررت الاعتزال من بورسعيد وأبلغت حسام غالي، قائد الفريق، بقراري خلال اجتماع اللاعبين مع حسن حمدي، رئيس النادي، في اليوم التالي للمذبحة». وأتبع: «لكن ضغوط جوزيه وأبي وابني الصغير، فضلاً عن زيارة وائل جمعة ومحمد أبو تريكة لي في البيت لإثنائي عن القرار وال(سي دي) الذي قدمته لي الجماهير على باب النادي ومسجل عليه رفضهم اعتزالي، كلها عوامل دفعتني للتراجع عن القرار». وقدم «بركات» الشكر لبوب برادلي، المدير الفني للفراعنة «الذي كانت تصريحاته أكثر شيئ أسعدني خلال فترة الابتعاد، وأشكره على دعوته لي للعودة للمنتخب، ولكن قرار اعتزالي اللعب دولياً نهائي ولا رجعة فيه». ونفى الظهير الأيمن للأهلي ما تردد حول اعتزاله نهاية الموسم الجاري، موضحاً: «لاعب الكرة يعتزل في حالتين فقط إذا كرهها أو شعر أن مستواه تراجع». ورفض «بركات» الرد على تصريحات «ميدو» والتي قال فيها إن اللاعبين الذين اعتزلوا وتراجعوا يمثلون ويتاجرون بدماء الشهداء، مؤكدا: «كل شخص حر يرى الأمر من وجهة نظره، وأرفض الرد على (ميدو) لأنه زميل ملعب وأكلنا معاً عيش وملح حتى لو أخطأ في حقي لأن العيش والملح أكبر من أي شيء». وتطريق «ملك الحركات» للحديث عن حقوق الشهداء، قائلا: «الأموال لن تعوض أسر الشهداء شيئاً ولا بد من القصاص وبسرعة، ولا أعرف كيف لم يتم توقيع عقوبات على النادي المصري حتى الآن، وشخصياً لن أستطيع اللعب مجدداً في بورسعيد». وأردف: «الألتراس هم أكثر من يحب الأهلي وأغانيهم وشعاراتهم مثل (يوم ما هبطل أشجع هكون ميت أكيد)، تحولت لحقيقة، وعقب الحادث اشتريت (السي دي) الخاص بأغانيهم وأشغله باستمرار في سيارتي». واتهم «بركات» جماهير المصري بارتكاب المذبحة، وأكد أن أهالي بورسعيد أبرياء من دماء الشهداء، وشدد على أن الأمن لم يكن موجوداً خلال المباراة: «فعندما نقلتنا الطائرة الحربية من بورسعيد، وقابلنا المشير، حكيت له كل شيء بالتفصيل ومعي حسام غالي قال لنا: (الشرطة كانت مسؤولة عن التنظيم والجيش لم يؤمن هذه المباراة ولا تقلقوا سنأتي بالجناة والبلد مستقبلها أفضل.« وحمل «بركات» الإعلام الرياضي جزءا من مسؤولية التعصب وليس اللاعبين، مستطردا: «هناك إعلام محترم يوجه بشكل جيد، وأقول للإعلام المتعصب: «اتق الله فينا وفي مصر». ورفض لاعب الإسماعيلي السابق، الهجوم على زميليه عماد متعب وجدو لسفرهما للاستجمام خارج مصر خلال الأزمة، مشدداً: «كل واحد يتصرف وفقاً لما يراه، واللاعبون كانوا في حالة نفسية صعبة جداً». واختتم «بركات» حديثه بالتأكيد على رفضه عودة الدوري نهائياً هذا الموسم وتمنى الشفاء العاجل لمحمود الخطيب، نائب رئيس النادي، وقال إنه شخصية عظيمة وكان حريصاً على متابعة الأزمة رغم الحالة الصعبة التي يمر بها.
