أكدت جماهير «ألتراس أهلاوى» فى المسيرة التى قامت بها، مساء الاربعاء، من أمام مقر النادى الأهلى بالجزيرة إلى مكتب النائب العام استمرار ثورتهم لحين القصاص من قتلة شهداء مذبحة بورسعيد وتطهير وزارة الداخلية ومحاكمة مدير أمن بورسعيد. ورددت الجماهير خلال المسيرة هتافات مناهضة للمجلس العسكرى وحكومة الجنزورى ووزارة الداخلية، وأبدى عدد كبير من الجماهير غضبهم لغياب لاعبى الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى عن المسيرة، واكتفاء مجلس إدارة النادى بتعليق لافتة قماش على الباب الفرعى المؤدى لملعب مختار التتش مكتوب عليها عبارة «البقاء لله». وتساءلت الجماهير عن سر إحجام اللاعبين وأعضاء مجلس الإدارة عن الحضور، رغم إعلان بعضهم خلال الفترة الأخيرة مساندتهم أسر الشهداء. وشهدت المسيرة تضامن جماهير الأندية المصرية، وعلى رأسهم ألتراس «وايت نايتس» الزمالك وبعض عمال شركة المقاولون العرب الذين حرصوا على إحضار لافتات كبيرة باسم الشركة تندد بالمذبحة البشرية. يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه حسن حمدى، رئيس النادى، خلال اجتماعه، مساء الاربعاء، مع لجنة إدارة الأزمة فى حضور أسر الشهداء أن النادى لن يتخلى يوماً عن الشهداء، واستعرض رئيس النادى جميع الإجراءات القانونية التى قام بها المجلس سواء عن طريق الاتصال بالمجلس العسكرى أو وزارة الداخلية أو وزارة الصحة، فضلاً عن إقامة نصب تذكارى للشهداء فى مقر النادى بالجزيرة، بالإضافة إلى إعلان الحداد 40 يوماً، ومقاطعة جميع الأنشطة فى مدينة بورسعيد لخمس سنوات مقبلة، والتقدم ببلاغ عاجل للنائب العام يطالب بسرعة ضبط الجناة. وأحبط «ألتراس أهلاوى» محاولات البعض من تحويل المسيرة من سلمية إلى دامية مرتين، الأولى عندما حاول البعض الدخول إلى الشارع المؤدى إلى نادى اتحاد الشرطة والتجمهر أمامه للهتاف ضد الداخلية، إلا أن قيادات الألتراس طالبت الجماهير بعدم الانسياق والالتزام بخط السير الذى تم تحديده مسبقاً على الموقع الرسمى لجروب الألتراس، واكتفى قيادات الألتراس بتوجيه السباب فقط وبقوة لحبيب العادلى، الوزير الأسبق للداخلية، والثانية عندما قام أحد الأشخاص بإلقاء الحجارة على المسيرة فى شارع رمسيس وهو يقول «خربتوا بيوتنا» الأمر الذى أدى إلى قيام بعض الشباب بالتشاجر معه، وهو ما تسبب فى غلق المحال التجارية، إلا أن قيادات الألتراس ظلت تهتف «سلمية سلمية»، وطالبوا الجميع بالتزام الهدوء وعدم الانجرار وراء محاولات البعض لإبعادهم عن الهدف الذى جاءوا من أجله. وأشعل الألتراس الشماريخ أمام مبنى القضاء العالى تخليداً لذكرى مرور 15 يوماً على وفاة 73 شهيداً من المشجعين، وظلوا يرددون العديد من الهتافات منها «هانعلمهم الأدب.. هانوريهم الغضب»، «دى مش مذبحة رياضية دى مذبحة عسكرية»، و«سامع أم شهيد بتنادى.. مين هيجيب لى حق ولادى». وتفاعل مع هتافات الألتراس بعض موظفى دار القضاء العالى الذين تواجدوا بمقر عملهم وظلوا يرددون الهتافات مع الجماهير. وحرصت الجماهير على رفع أذان العشاء فى موعده أمام دار القضاء العالى بعدها طالبوا الجميع بالصمت لمدة عشر دقائق فى نفس التوقيت الذى بدأت فيه المجزرة الدموية. وبعد ذلك دخلت قيادات الألتراس فى مناوشات مع بعض الأهالى الذين تواجدوا فى المسيرة عندما اعترضوا على هتافات «الشعب يريد محاكمة بورسعيد»، وفى هذه الأثناء تحدث أحد قادة الألترس للرافضين، وقال لهم بالحرف الواحد عبر مكبر الصوت «ماحدش يقول ماتقولوش بورسعيد.. كنتم فين لما قتلوا إخواتنا قدام عينينا». وضمت المسيرة حوالى عشرة آلاف مشجع توافدوا على مقر النادى الأهلى من الساعة الثانية، ظهر الاربعاء، من جميع محافظات مصر وتوجهوا بعدها فى مسيرة منظمة من أمام مقر النادى بالجزيرة إلى دار القضاء العالى، وأغلقت المسيرة اتجاه كوبرى 6 أكتوبر المؤدى إلى مدينة نصر قرابة الساعتين. وتقدمت المسيرة لافتة كبيرة بعنوان «مسيرة الشهداء»، ولافتة أخرى تطالب بمحاكمة مدير أمن بورسعيد، وأخرى تطالب شيخ الأزهر بإصدار فتوى بشأن شهداء الأهلى فى بورسعيد.
