صور كثيرة، تتشابه وتختلف، ابتسام وتفاؤل وتركيز وثقة وانتصار وفرح، جلوس ووقوف ومتكئون ومحنيون. شباب فى عمر الزهور التى لا تتفتح إلا لتنطفئ قصيرة العمر برغم ما تمنحه من سعادة فى عمرها القصير. تذبل سريعاً وينمو غيرها. لكن ذكراها تظل فى القلوب والأرواح. هكذا ذهب شهداء الألتراس فى مذبحة بورسعيد مساء أمس الأول، وهكذا ينظرون إلينا عبر صورهم التى تناقلها مستخدمو «فيس بوك» على مدار اليوم، صور وضعوها هم بأنفسهم، وصور أخرى تطوع أصدقاؤهم بوضعها وعرضها للجميع، وكأنهم يطالبوننا ألا ننساهم وأن نبحث عن حقوقهم وأن نمنع تكرار ما حدث، وأن نعاقب كل من تسبب فيما وقع لهم، أو حتى أضعف الإيمان أن نقرأ لهم الفاتحة ونترحم على أرواحهم. يوم ما أبطل أشجع.. هاكون ميت أكيد كريم جونيور اسمه الحقيقى عبدالرحمن شحاتة من السويس وعمره 17 سنة. كريم عادل خزام طالب بالجامعة الألمانية بالقاهرة، آخر ما كتبه على صفحته ب«فيس بوك» يوم 27 يناير «يوم السبت موبايلى مقفول.. ما هو فى نفس الوقت ده من سنة أخويا كان بسببكم مقتول.. اقتلنى شكراً!!». وفى 25 يناير كتب: «م الموت خلاص مبقتش أخاف وسط إرهابك قلبى شاف الشمس هتطلع من جديد أسرق أمان خرب بيوت دا كان زمان وقت السكوت الحلم خلاص مش بعيد قال النظام إيه العمل كده النهاية بتكتمل افهم بقى ارحل بقى سقط الطاغوت حرية.. حرية.. حرية» محمود أحمد خاطر آخر ماكتبه على الفيس بوك هو الإشارة لصورة يوم 25 يناير تحمل شعار النادى الأهلى تحتها 3 كلمات «وطنية - نضال- ثورة» محمود سليمان وضع خطاً أسود على صورته ب«فيس بوك» فى 28 يناير الماضى، وعندما سأله صديق له عن السبب، كتب قائلاً: «عشان لو مت ما تضيعوش وقت فى إنكم تعملوا صورة زى دى.. أهى جاهزة». مصطفى متولى كتب على صفحته ب«فيس بوك» فى 20 يناير: يوم ما أبطل أشجع هاكون ميت أكيد. محمد عبدالله 22 سنة طالب فى بكالوريوس هندسة. أنس أصغر شهيد فى الأحداث. محمود الغندور 22 سنة طالب بكلية تجارة الإسكندرية. مصطفى عصام انتشرت صورة له على «فيس بوك» وهو يساعد فى تجهيز شنط رمضان قبل توزيعها على الفقراء والمحتاجين. محمد مصطفى 19 سنة من الدقهلية وطالب بكلية الهندسة. محمد سيد الشوربجى يدرس بكلية التجارة جامعة حلوان. تتقدم المصري اليوم بخالص العزاء لأسر الشهداء من ضحايا المجزرة البشعة التي حدثت في استاد بورسعيد، داعين الله أن يتقبلهم في رحمته.
