انضم أكثر من 150 عاملا مؤقتا، بالرى، من محافظتى قنا وأسوان، الاربعاء، إلى إضراب عمال الرى بهويس إسنا، جنوبالأقصر، فيما أغلق العشرات من العاملين المؤقتين بمديرية الرى فى أسيوط هويس «قناطرأسيوط» وقطعوا طريق الخزان، أمام مجمع المحاكم، احتجاجا على عدم التثبيت وتدنى الرواتب والأجور. وأعلن العمال المنضمون لإضراب الأقصر تضامنهم الكامل مع مطالب عمال إسنا، حتى تتم الاستجابة لها، مهددين بفتح قناطر إسنا وإغراق آلاف الأفدنة الزراعية بشمال الأقصر، وقطع التيار الكهربائى، وقطع المياه عن ترعتى الكلابية والسباعية، فى حالة استمرار تجاهل مطالبهم بالتثبيت الفورى لجميع العاملين المؤقتين بمديريات الرى. وواصل العمال إغلاقهم لهويس إسنا وتعطيل المجرى الملاحى وحركة السياحة النيلية بين الأقصر وأسوان، لليوم الخامس على التوالى. فيما وصل وفد من وزارة الرى إلى مدينة الأقصر، للتفاوض مع المضربين، ومحاولة التوصل إلى حل مرض لإنهاء إغلاق هويس إسنا، وفتحه أمام حركة السياحة النيلية. وأشار أحمد سعد، مدير المرسى السياحى، بمدينة إسنا، إلى أن عدد المراكب السياحية المحتجزة شمال وجنوب الهويس، وصل إلى نحو 90 مركباً سياحياً، وتم نقل آلاف السائحين من نزلاء تلك المراكب، بالأتوبيسات لاستكمال برامجهم السياحية فى مدينتى الأقصر وأسوان. وعقدت غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر، بمدينة الأقصر، اجتماعا طارئا، الثلاثاء، طالبت خلاله كلاً من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى، والبرلمان الجديد، بالتدخل الفورى لإنقاذ وحماية قطاع السياحة بالمدينة من الانهيار، بسبب إغلاق الهويس، وتعطيل حركة السياحة النيلية. وقال ثروت عجمى، رئيس الغرفة، إن هناك مخاطر حقيقية تهدد مستقبل السياحة، فى الأقصر، بعد وقف شركات السياحة العالمية لعمليات تسويق الأقصر وأسوان، عقب إغلاق هويس إسنا، لمدة 4 أيام متتالية، ومطالبة تلك الشركات بتعويضات مالية كبيرة نتيجة لعدم التزام الشركات المصرية بتنفيذ البرامج السياحية المتعاقد عليها مع شركات السياحة الأجنبية. وأكد عجمى أن هناك شركات هددت بوقف نشاطها وإعلان إفلاسها وتسريح العمال، لعدم قدرتها على سداد ديونها، بسبب فترة الكساد السياحى التى أصابت المدينة عقب ثورة يناير، مشيرا إلى أن تلك الشركات ما أن بدأت تتعافى حتى ظهرت موجة الإضرابات وإغلاق الطرق والسكك الحديدية، وأخيرا إغلاق هويس إسنا، مما تسبب فى الإلغاء المتكرر للحجوزات، وقيام السائحين باسترجاع أموالهم. وحذر محمد عثمان، نائب رئيس الغرفة، من مخاطر استمرار موجة قطع الطرق والسكك الحديدية، ووقف حركة السياحة النيلية، على سمعة مصر السياحية فى الخارج، والتى تتسبب فى مزيد من التراجع السياحى بالبلاد. وطالب بضرورة فرض سيادة القانون وهيبة الدولة، لتوفير الأمن بصورة كاملة بجميع المدن السياحية، وعلى رأسها الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ وتأمين الطرق البرية بينها. وفى أسيوط، أغلق العشرات من العاملين المؤقتين بمديرية الرى، هويس قناطرأسيوط وقطعوا طريق الخزان، أمام مجمع المحاكم، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات ومنعوا مرور السيارات فى الشارع، وطردوا العاملين بالإدارة المركزية، واقتحموا مكتب رئيس منطقة رى أسيوط، احتجاجا على عدم التثبيت، متهمين مسؤولى الرى بتجاهل مشكلتهم حيث يعملون منذ 10 سنوات. فى السياق ذاته، أكد مصدر رفيع المستوى بوزارة الرى أن الوزير قرر تكليف نائبه الدكتور محمد عبدالمطلب، بلقاء العاملين المؤقتين فى هويس إسنا، وعقد لقاءات معهم لحل الأزمة. وأضاف المصدر أن المشكلة تكمن فى الضغوط التى تمارسها العمالة المؤقتة للتعيين وحل المشاكل المتراكمة على مدار 30 عاماً فى لحظة. وأشار المصدر إلى أن المخصصات المالية لا تكفى وتتحرك فى حدود الإمكانيات التى توفرها الدولة، رغم أن الوزارة قامت بإعداد مذكرة لمجلس الوزراء بمقترحاتها لحل المشكلة. يذكر ان إجمالى العمالة المؤقتة فى وزارة الرى يبلغ 50 ألف عامل، وتمت مضاعفة الدخل الشهرى للمؤقتين 200% بعد الثورة، وتحسين أوضاعهم، وتم توفيق أوضاع 14 ألفاً من العمالة المؤقتة ويجرى إعداد برنامج بالتنسيق مع وزارة المالية لتوفيق إوضاع جميع العمالة المؤقتة. وفى سياق آخر، قال هشام زعزوع، مساعد أول وزير السياحة، إن منير فخرى عبدالنور كلف لجنة لمتابعة أزمة السياحة النيلية الناتجة عن غلق هويس إسنا، موضحا أنه تم تكليف المكاتب الخارجية بمتابعة الأزمة ورد فعل الأسواق المصدر للسياحة النيلية للمقصد المصرى، مع تكليف بتوضيح الصورة من حيث أن حدوث الإضرابات هو أمر يحدث فى كل دول العالم. كما أكد أن الأزمة تكمن أيضا فى التوقيت الحالى، حيث إن الوزارة تدعو إلى تنشيط السياحة النيلية والتركيز على بدء منتج السياحة النيلية الطويلة خلال مارس المقبل، موضحاً أن تلك الأزمة أثرها سلبى جدا على ذلك المنتج وحجم السياحة الوافد حاليا للسياحة النيلية ضعيف ورغم ذلك فإن تلك الأحداث تعرضه لخطر أكبر، فيما لفت إلى أن النائب محمد عبدالمنعم الصاوى، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والأعلام، سيسافر غدا إلى إسنا لمحاولة حل الأزمة. وقال: «إن الوزارة ستتلقى تقريرا من مكاتبها الخارجية مساء الأربعاء وسيتم عرضه على وزير السياحة من أجل التحرك داخل تلك السواق بشكل سريع».