شهدت الساحة الرياضية المصرية حالة من الجدل الكبير بعد قرار السلطات الإماراتية استمرار حبس ثلاثة من لاعبي نادي الزمالك على ذمة التحقيق، وذلك على خلفية مشاجرة وقعت بينهم وبين أحد منظمي مباراة الزمالك وبيراميدز في نصف نهائي كأس السوبر المصري. هذا القرار أثار ضجة واسعة داخل الوسط الرياضي، وتسبب في حالة من التوتر والارتباك داخل معسكر الزمالك في الإمارات، خاصة وأن الفريق يستعد لمواجهة النادي الأهلي في نهائي كأس السوبر المصري يوم الخميس المقبل. خلفية الواقعة أزمة نادي الزمالك بدأت الأزمة عندما احتفل أحد منظمي المباراة بهدف فريق بيراميدز ضد الزمالك، وكان يرتدي قميصًا أحمر، وهو ما دفع لاعبي الزمالك إلى الاعتقاد بأنه مشجع للأهلي، النادي المنافس التقليدي. في لحظة غضب، نشبت مشادة بين اللاعبين والمنظم، تطورت إلى اشتباك أدى إلى تقديم المنظم بلاغًا رسميًا يتهم فيه اللاعبين نبيل عماد "دونجا"، مصطفى شلبي، والحارس محمد صبحي بالاعتداء عليه. ورغم المحاولات المتكررة من إدارة الزمالك للتوصل إلى تسوية ودية مع المنظم وإقناعه بالتنازل عن القضية، إلا أنه رفض ذلك بشكل قاطع وأصر على استمرار الإجراءات القانونية، وهو ما دفع السلطات الإماراتية إلى احتجاز اللاعبين للتحقيق. العقوبة في قنون الإماراتي في هذا السياق، أوضح المحامي الإماراتي إبراهيم الخوري أن قانون قانون الجزاءات الاماراتي صارم في التعامل مع قضايا التعدي على موظف أثناء تأدية عمله أو إثارة الفوضى والشغب. وبيّن الخوري أن العقوبة تتراوح حسب حجم الجريمة والآثار المترتبة عليها، موضحًا أن المادة 298 من قانون العقوبات تنص على عقوبة تصل إلى السجن لمدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 50 ألف درهم. وأشار الخوري إلى أن هناك مواد قانونية أخرى قد تكون في صالح اللاعبين الثلاثة، مثل المادتين 152 و184 من القانون، التي تسمح بإمكانية العفو أو إيقاف التنفيذ إذا تبين أن الحادثة تضمنت ضربًا متبادلًا أو في حال تنازل المجني عليه. ولكن حتى الآن، لا يمكن الجزم بمصير اللاعبين قبل الاطلاع الكامل على ملابسات القضية. محاكمة لاعبين الزمالك على الجانب الآخر، قدم المحامي الدولي حسن شومان وجهة نظر مختلفة، حيث أوضح أن هذه الواقعة كانت داخل الملعب وضمن أجواء رياضية مشحونة، وبالتالي كان من الأفضل أن تتم معالجتها وفقًا للقوانين الرياضية كما أشار شومان إلى أن إدارة الزمالك استعانت بمحامٍ عراقي مقيم في الإمارات للدفاع عن اللاعبين، وأن هذا المحامي طلب أثناء جلسة المحاكمة إخلاء سبيلهم، إلا أن القاضي رفض ذلك وأجل القضية لجلسة 29 أكتوبر. شومان أكد أن المحاكمة تمت عبر الإنترنت وفقًا للقوانين الإماراتية التي تسمح بذلك، وانتقد نشر صور اللاعبين أثناء المحاكمة، معتبرًا ذلك انتهاكًا لحقوقهم. مع استمرار احتجاز اللاعبين الثلاثة، وتأجيل جلسة المحاكمة إلى 29 أكتوبر، أصبح من الواضح أن الزمالك سيلعب مباراة السوبر المصري ضد الأهلي بدونهم، وهو ما وضع الفريق في موقف صعب جدًا. حيث سيعود الفريق إلى القاهرة بعد المباراة دون الثلاثي المحتجز، مما أثر بشكل كبير على الحالة النفسية والمعنوية للاعبين. من جهة أخرى، يراقب الوسط الرياضي بحذر مسار القضية، خاصة مع صعوبة التنبؤ بما سيحدث في جلسة المحاكمة المقبلة. ففي حال تنازل المجني عليه أو التوصل إلى تسوية ودية، قد يُحكم على اللاعبين بغرامة فقط، ولكن في حال عدم التوصل إلى حل، قد يواجهون عقوبات تصل إلى السجن لمدة ستة أشهر. ردود الأفعال في نادي الزمالك كانت حادة وسريعة. في البداية، هدد المتحدث الرسمي للنادي بالانسحاب من المباراة النهائية لكأس السوبر المصري احتجاجًا على احتجاز اللاعبين. ولكن لاحقًا، وبعد التشاور مع الجهات المعنية، قرر النادي خوض المباراة رغم الأزمة، في إشارة إلى رغبة الفريق في التركيز على المهمة الرياضية. موعد مباراة الأهلي والزمالك رغم كل هذه التطورات، تستمر التحضيرات لمباراة السوبر المصري التي ستقام على ملعب هزاع بن زايد في الإمارات. ومع غياب اللاعبين الثلاثة المحتجزين، سيتعين على الزمالك الاعتماد على اللاعبين المتاحين لمواجهة غريمه التقليدي الأهلي في ظروف صعبة للغاية غدًا الخميس الساعة 8 بتوقيت القاهرة