أحيا الفنان تامر عاشور حفلًا غنائيًا، ليلة 19 من أكتوبر، فى أولى مشاركاته ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية، أمس الأول، إذ وقف الجمهور صفوفًا أثناء إجراء تامر «بروفة» قبل حفله فى انتظار فتح الأبواب، كى يدخل كل منهم إلى مقعده ويستمتع بغناء مطربه المفضل الشهير بأغانيه الحزينة، وارتدى الجميع أزياءً رسمية واستمتع بالأجواء المُبهجة فى دار الأوبرا، المُزينة ب«الريد كاربت» وشعارات مهرجان الموسيقى العربية الدورة 32 فى الطريق المؤدى إلى مسرح النافورة، حيث تُقام الحفلات التى تجمع فئات مختلفة من الجمهور فى مكان واحد، تحت مظلة حب الفن والغناء، إذ شهد الحفل عدة لقطات لافتة مثل الاستعانة بمقاعد إضافية، ولأول مرة عودة منطقة الVIP خارج المسرح من أجل استيعاب الجمهور. صعد تامر عاشور على خشبة المسرح فى العاشرة مساءً، وبمجرد وقوفه على المسرح، بدأ الجمهور فى تحية متواصلة لعدة دقائق، ووقف بجانبه المايسترو سعيد كمال، الذى بدا انسجامه الواضح مع الفرقة الموسيقية التى حضرت كاملة العدد خلف تامر عاشور، وأعرب المطرب عن سعادته لوقوفه على خشبة مسرح الأوبرا بين الجمهور المتنوع من «السمّيعة» والشباب المُحبين لأغانيه المتنوعة بين الحزين والسعيد والرومانسى، وقال تامر للجمهور: «مساء الخير أنا مبسوط أوى إنى معاكم النهارده، واتمنى كلكم تتبسطوا فى الحفلة، أنا يمكن مبعرفش أتكلم أوى بس بعرف أغنى، يلا بينا نبدأ». واستهل تامر الحفل بالأغانى الرومانسية، كأنه كان يؤهل الجمهور قبل غناء اللون الحزين، إذ كانت «حكايات» هى أولى الأغانى التى قدمها، وتفاعل الجمهور معه أثناء الغناء، البعض تمايل، وآخرون شاركوه الغناء وهم سُعداء برؤيتهم مطربهم المفضل، إذ انتقل تامر بعدها إلى أغنية «خلينى فى حضنك»، وغناها وهو ينظر لزوجته الإعلامية نانسى نور، كأنه يريد التأكد أنه يُؤدى أداءً جيدًا، ويوجه لها رسائل رومانسية بأغانيه، وكانت نانسى نور تنظر له وتبتسم فى لقطة لفتت انتباه الحضور، وحضر الحفل عدد من أصدقاء تامر بينهم المطربة مى فاروق، التى جلست فى الصفوف الأولى. وقبل انتقال تامر إلى أغنية «الرك على النية»، مازح الجمهور قائلًا: «خلينا فى الرومانسى شوية قبل ما نبدأ اللى أنتم جايين عشانه»، فى إشارة منه إلى أنه سعيد لأن الجمهور ربط صوته وأغانيه بالأغانى الحزينة، حينها صفق الحضور لمطربهم المفضل معربين عن سعادتهم، وتفاعلوا معه فى أغانيه الرومانسية التى جعلت الجمهور يردد الغناء معه وهو يحرك يديه مثلما يفعل «المايسترو»، إذ حضر الحفل 2050 شخصا، كأن داخل كل منهم «مايسترو» يتحرك مع إشارات سعيد كمال، الذى انسجم مع تامر عاشور طوال الحفل، فى اندماج مع فرقته الموسيقية، دون أى أخطاء فى العزف طوال الحفل. وبدأ تامر عاشور الأغانى الحزينة ب«ميدلى» من ألحانه كان قدمه من قبل فى حلقته مع إسعاد يونس ب«صاحبة السعادة»، وتفاعل معه الجمهور حين قدم «يا ريتك فاهمنى» للفنانة أنغام، ثم «من العشم» للهضبة عمرو دياب، وبعدهما «الله أعلم» للفنان فضل شاكر، ثم «وحكايتى معاك» للفنانة إليسا، واختتم أغانى الميدلى ب«قلبك يا حول الله» للفنان بهاء سلطان، وفى كل الأغانى رقص الجمهور وصفق وشاركوه الغناء، خاصةً أن أغلب الحضور كان متذكرا «الميدلى» حين قدمه فيما قبل مع «صاحبة السعادة». غنى تامر عاشور «كان موضوع» وحققت الأغنية تفاعلًا كبيرًا بين الجمهور الذى بدا سعيدًا لأن تامر قرر غناء اللون الحزين، وحرك الجمهور يديه كأن كل فرد فى الحضور يتخيل الشخص الذى جرحه أمامه ويتحدث معه، أو يوجه له الكلمات، وبعدها غنى تامر «هيجيلى موجوع»، التى حققت تفاعلًا ربما أكبر من الذى توقعه تامر عاشور، لدرجة أنه غناها مرتين من شدة انسجام الجمهور وقوة تفاعله مع الأغنية، المرة الأولى كانت بالموسيقى، والثانية كانت دون موسيقى، وتأكد الجمهور أن صوت تامر عاشور فى «اللايف» ربما أجمل من أغانيه المُسجلة، خاصةً مع تميز ومهارة مهندس الصوت فى الحفل، إذ كان صوت تامر طوال الحفل واضحًا وعاليًا يصل لكل الجالسين والواقفين فى كل أرجاء المسرح، ومن شدة حب الجمهور لهذه الأغنية حين سكت الفنان، قررت مجموعة من الفتيات الغناء معًا فى صوت واحد جعل المطرب يطلب من الفرقة الموسيقية السكون حتى يشارك الفتيات تقديم الأغنية ذاتها للمرة الثالثة. قدم تامر عاشور باقة من الأغانى الحزينة تِباعًا، وكل منها حققت تفاعلًا كبيرًا مع الجمهور، خاصةً «مكملناش» التى رفع الجمهور هواتفهم الخلوية أثناء غناء تامر إياها، والتقطوا له الفيديوهات والصور، معربين عن سعادتهم واندماجهم مع الفنان، ثم قدم «بقول عادى» وحين بدأ غناءها تعالت أصوات الجمهور ب«الصفارة»، من شدة حماسهم واندماجهم معه وهو يغنى، وارتسمت الابتسامات على وجوه الحضور والبعض تفاعل مع الأغانى بالرقص البسيط بسبب الألحان المحتوية على الإيقاع المقسوم، الذى أجبر حتى أصحاب التجارب العاطفية الفاشلة على الشعور بالسعادة أثناء غناء تامر. واصل تامر عاشور غناء اللون الحزين، حين قدم «كرهينى فيكى» ثم «فى بالى»، وبعدهما «ليه بفكر» وتفاعل الجمهور معها بالمشاركة فى الغناء، حتى وصل تامر عاشور إلى «تيجى نتراهن» التى شارك الجمهور فيها تامر الغناء بأصواتٍ مرتفعة، وحركوا أيديهم مع المايسترو من جديد، وبدا الجميع سعيدًا، ومنسجمًا مع الأغانى، ثم غنى تامر «هاجى على نفسى» وتفاعل الجمهور معه أيضًا، واستمر حماسهم أيضًا حين قدم تامر «مبين بيصدقه»، ثم «افترقنا»، و«خلصانة الحكاية»، ثم قال تامر إنه سعيد قبل غناء «أيام» لأن ابنته اسمها مثل اسم الأغنية، وكان يغنى وهو ينظر لعائلته الجالسين أمام عينيه فى الصف الأول من الحفل، جوار أصدقائه. وحين سكت تامر قليلًا بين الأغانى حتى تتأهب الفرقة الموسيقية للأغنية التالية، قالت إحدى المعجبات بصوتٍ عالٍ: «بحبك يا تامر»، ربما شعر تامر آنذاك بنوع من الإحراج، ورد عليها بطريقة كوميدية لطيفة قائلًا: «متحرجيناش بقا، أنا جايبهم معايا»، مشيرًا إلى أنه يرافق زوجته وعائلته للحفل، وضحك الجمهور سعداء برد تامر اللائق وسرعة البديهة على المعجبة التى وضعته فى موقف محرج. تخطى عدد الأغانى التى قدمها تامر عاشور فى الحفل ال20 أغنية، إذ غنى فى النهاية «بياعة» وتفاعل معه الجمهور، الذى انتقل من الأغانى الحزينة إلى الرومانسية مرة أخرى، وقدم بعدها «قولوله سماح»، وتفاعل معه الجمهور أيضًا، مشاركين إياه الغناء، إذ ظلت طاقة الجمهور تتجدد طوال الحفل الذى استمر ساعتين كاملتين، إذ صعد تامر على المسرح فى العاشرة مساءً، وأنهى الحفل فى الثانية عشرة مساءً ب«ميدلى» آخر إذ مزج بين «رجعت ليه»، و«ذكريات» وفى كلتيهما تمايل الجمهور مع الكلمات والألحان، حتى اختتم تامر الحفل بتوجيه الشكر لكل الحضور وتعبيره عن امتنانه الشديد لحضورهم الحفل.