قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في حوار خاص ل«المصري اليوم»، إن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة «بالغة الخطورة» تتطلب تنسيقًا إقليميًا عاجلًا وموحدا لردع «جرائم الكيان الصهيوني». وحذر الوزير الإيراني، خلال الحوار الذي أجريناه قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزعيم الحركة، يحيي السنوار، من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ممارساته، قد يؤدي على حد قوله إلى ظهور «غزة ثانية» في لبنانو«غزة ثالثة ورابعة» في مناطق أخرى متحدثًا عن ضرورة الانخراط في موقف «إقليمي موحد» لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة. واعتبر «عراقجي» أن الانحياز الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي هو ركيزة عدم استقرار منطقتنا متطرقا إلى دعم إيران ل«حل الدولة الفلسطينية الواحدة» لأن إسرائيل تطرح «بلدية أو دويلة فلسطينية» بلا سيادة وبلا جيش، معتبرا أن ذلك لن يجلب سلاما مستداما للمنطقة إنما سيؤجج الصراعات، كما ألمح لتفاعل إيران مع الرؤى الدولية التي تدفع نحو عالم متعدد الأقطاب مؤكدا أفول الهيمنة الأمريكية على العالم. وأضاف «عراقجي» الذي يزور مصر ضمن جولة في المنطقة بدأها الأسبوع الماضي وسط ضغوط كبيرة على إيران، في لحظة فارقة تواجه فيها منطقة الشرق الأوسط خيارات صعبة واحتمالات مفتوحة حول حرب شاملة: «نعتقد بأن حل الدولتين لن يؤدي إلى إرساء سلام مستدام في المنطقة، وموقفنا هذا قد يكون مختلفًا عن موقف ورؤية العديد من الدول الأخرى، لكن وجهة نظرنا أن أفضل طريقة لإرساء الأمن والسلم المستدام في المنطقة هو حل القضية الفلسطينية على أساس دولة واحدة ديموقراطية على الأراضي الفلسطينية«. وتابع: «وفي مثل هذه الدولة يتعايش جميع السكان الأصليين الفلسطينيين، كيلمون ومسيحيون جنبا إلى جنب مع اليهود، وعلى أساس استفتاء هؤلاء السكان الأصليون يجرى تقرير مصيرهم ومستقبلهم عبر صناديق ديموقراطية. هذه الفكرة ليست غريبة بل حققت نجاحا حين جرى إنهاء الفصل العنصري»ابارتهايد«في جنوب أفريقيا واليوم يعيش البيض والسود جنبا إلى جنب في ظل نظام ديموقراطي». واستطرد بأن أما سيناريو الدولتين سيؤدي إلى استمرار التوترات بين الدولتين المحتملتين، وبالتالي استمرار الصراع، موضحا أن هذا الموقف منا انطلاقا من معطيات وله مبررات، لأنهم لا يريدون دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة إنما يطرحون نموذجا ل«بلدية فلسطينية» أو دويلة صغيرة لا تتمتع بسيادة مستقلة، بل تفتقر للسيادة ولن يكون لها جيش ولا سيادة مستقلة أو دبلوماسية مستقلة، هذا ما يقصدونه من طرحهم «دولتين»، وليس دولة حقيقية؛ لذا علينا أن نعول على حل الدولة الواحدة الديموقراطية بدلا عن التسليم بحل الدولتين، ولكن في النهاية نحن ندعم أي قرار يتخذه الفلسطينيين بأنفسهم، فقط نطرح رؤيتنا». للاطلاع على الحوار كاملا اضغط هنا