تحدث الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، عن التوجهات الإسرائيلية والرغبة في فرض إرادتها، قائلا: «نؤكد ونذكر في دروس الماضي والتاريخ بأن غطرسة القوة لا يمكن أن تحقق الأمن والسلام لإسرائيل، لم ولن تحقق الأمن والاستقرار والسلام لإسرائيل، السلام والأمن للإسرائيليين والشعب والدولة الإسرائيلية مرهون فقط بإرجاع الحقوق لأهلها وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». وأضاف «عبدالعاطي»، خلال لقاء خاص مع الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، على قناة «القاهرة الإخبارية»، «كانت هناك حالات كثيرة لغطرسة القوة وكانت هناك الحرب المجيدة في 6 أكتوبر 1973، وهذا ذكر الجانب الإسرائيلي والعالم أجمع أن غطرسة القوة لا يمكن أن تؤدي إلى السلام في المنطقة». وزير الخارجية: إسرائيل تعطل أي صفقة في غزة وأوضح عبدالعاطي، أن الجهود المصرية الدؤوبة استمرت بالتعاون مع قطر الشقيقة ومع الولاياتالمتحدة في جهود الوساطة في غزة وكنا أقرب ما يكون للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن ويؤسس لوقف إطلاق النار وأيضًا نفاذ الكامل والغير مشروط للمساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة ولكن للأسف الشديد هناك غياب للإرادة السياسية لدى أحد الأطراف وهو الجانب الإسرائيلي بطبيعة الحال. وأضاف «عبدالعاطي»: «كلما كنا نقترب من التوصل إلى هذة الصفقة والتى تحقق مصالح الجميع بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن وجانب من الأسرى الفلسطينيين يأتى الجانب الإسرائيلي ويطرح مطالب غير واقعية ويجد ذرائع مختلفة حتى يتنصل من إمكانية التوصل لمثل الإتفاق». وتابع: «للأسف الشديد تم إضاعة أكثر من فرصة كانت كفيلة لإطلاق سراح كل الرهائن وأيضًا تجنيب المدنيين خاصة من النساء والأطفال عمليات القتل الممنهجة، ومثلما توقعت مصر وحذرت للأسف اتسعت رقعة الصراع بدلا من غزة هناك عدوان ممنهج في الضفة الغربية وترحيل مستمر للفلسطينيين من قراهم إلى بعض المدن الفلسطينية، وبعد ذلك امتدت رقعة الصراع إلى لبنان الشقيق لطالما كنا نحذر من إنزلاق المنطقة إلى حرب شاملة وللأسف الشديد نحن بالفعل على مشارف هذة الحرب الشاملة». عبدالعاطي: مصر نجحت بامتياز في تحقيق مبدأ الاتزان الاستراتيجي قال وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إنه بالتأكيد نجحت مصر بامتياز في تحقيق مبدأ الاتزان الاستراتيجي، ذلك المبدأ الهام الذي دشنه رئيس الجمهورية خلال احتفال حفل إفطار العائلة المصرية، وهو بالفعل يمثل المبدأ الأساسي الذي يحكم السياسة الخارجية المصرية، خاصة فيما يتعلق بعدم الدخول في أي محاور دولية، وعدم الانجرار وراء حالة الاستقطاب الدولي التي نشهدها في الوقت الحالي، وأيضا الالتزام بمعنى الانفتاح على الجميع دون أحكام أيدولوجية مسبقة، وأن يكون المحرك الأساسي هو المصلحة الوطنية المصرية. وأكد «عبدالعاطي» أن يكون لمصر شراكات استراتيجية مع كل القوى العالمية الفاعلة رغم وجود تناقضات بين هذه القوى، دليل على نجاح سياسة الاتزان الاستراتيجي. وأوضح وزير الخارجية، أن مصر لديها حوار استراتيجي مع الولاياتالمتحدة، وعقدت إحدى جولاته مؤخرًا بالقاهرة، وأيضا شراكة استراتيجية وشاملة مع الاتحاد الأوروبي تم تدشينها منذ عدة أشهر، وحوار استراتيجي مع الصين ويتم الاحتفال حاليا بمرور عشر سنوات على تدشينه، وحوار استراتيجي مع روسيا الاتحادية والبرازيل، والهند، منوهًا أن مصر في المراحل النهائية لتدشين حوار استراتيجية مع ألمانيا وإسبانيا، وهو ما يعكس سلامة التوجه المصري، وأن مصر تنفذ مبدأ الاتزان الاستراتيجية بحكمة، وتعكس مدى تقدير المجتمع الدولي للدور المصري، إذ أنه دور أساسي ولا غنى عنه والكل يحرص على مزيد من تطوير العلاقات مع مصر. وزير الخارجية: مصر الدولة الوحيدة التي حذرت مرارًا وتكرارًا من اتساع رقعة الصراع في المنطقة قال السفير بدر عبدالعاطي، إن مصر من الدول القليلة جدًا إن لم تكن الوحيدة في الإقليم التي لديها علاقات واتصالات مع كل الأطراف الإقليمية والدولية وحتى الفاعلين هناك اتصالات معهم حتى تكون هناك سياسة خارجية فعالة تصب في النهاية في مصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف: «الدور المصري واضح للغاية للعيان فيما يتعلق بالحركة الدائبة للعمل على وقف حمام الدم والاعتداءات الممنهجة اليومية الإسرائيلية على أهالينا في قطاع غزة، وفى الضفة الغربية وفى لبنان». وتابع: «مصر لطالما كانت الدولة الوحيدة التي حذرت مرارًا وتكرارًا من المخاوف من اتساع رقعة الصراع والتصعيد في المنطقة، ومنذ البداية ومنذ وقوع أحداث السابع من أكتوبر، ومصر كانت في طليعة الدول التي تحركت بكل قوة واستضافت اجتماع دولي في القاهرة بحضور العديد من دول العالم وكان الهدف الأساسي هو التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف القتل الممنهج للمدنيين».