كشفت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان، عن المعلومات الخاطئة بين الأمهات حول طريقة التعامل مع حديثي الولادة وتحديدًا الرضاعة الطبيعية. وأوضحت «الألفي»، خلال ورشة عقدتها وزارة الصحة والسكان اليوم بالتعاون مع اليونسيف لمناقشة دور الإعلام في تعزيز الوعي الصحي وتحسين جودة الحياة، أن هناك العديد من المعلومات الخاطئة منتشرة بين الأمهات بشأن الرضاعة الطبيعية، من بينها «الرضاعة الطبيعية مؤلمة للأم في الأسبوع الأول»، مصححة هذا المفهوم بأن الوضع الصحيح للطفل وتعلقه الجيد أثناء الرضاعة يجعل الرضاعة الطبيعية غير مؤلمة للأم بل مصدر سعادة، مشيرة إلى أن وجود ألم ما هو إلا ناقوس لطلب المشورة لتصحيح الوضع والتعلق. وأشارت نائب وزير الصحة إلى أن لبن الأم موجود منذ بداية الشهر السادس من الحمل، حيث تتسائل الكثير من النساء الحوامل حول «يا ترى اللبن بينزل أمتى بعد الولادة»، موضحة أن نزول لبن السرسوب يبدأ بمجرد ولادة الطفل ووضعه على ثدي أمه ملاصقًا الجلد للجلد، حيث إن التأخر في الإرضاع يؤدي إلى قلة إدرار اللبن واستعمال مكملات مما يؤدي إلى التباس الحلمة. ومن المفاهيم الخاطئة أيضًا «لبن الأم لا يكفي لتغذية التؤام أو الثلاثة»، وصححت الدكتورة عبلة الألفي هذا المفهوم قائلة إن إدرار لبن الأم يعتمد على قدرة الرضيع على مص ثدي الأم ويعتبر عاملًا أساسيًا لإدرار اللبن وكلما زاد مص الطفل لثدي أمه زاد إدرار اللبن والتي أثبتت الدراسات كفاية لبن الأم لتغذية 3 أطفال أو أكثر. وصححت الدكتور عبلة الألفي مفهوم خاطئ آخر وهو «الرضاعة الطبيعية في العام الثاني تؤدي إلى التخلف العقلي»، مشيرة إلى أنه على العكس الشائع يحتوي لبن الأم على أحماض دهنية وعوامل نمو ضرورية لنمو المخ وزيادة قدراته وتطور العين والسمع حيث يصل نمو مخ الطفل إلى 85% خلال السنتين الأوائل وهذه المواد الطبيعية غير موجودة في أي غذاء أو لبن آخر غير لبن الأم. «ضرورة رضاعة الطفل أثناء الجلوس وأن الرضاعة أثناء النوم تؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى»، مفهوم خاطئ آخر، حيث أشارت «الألفي» إلى أنه الصحيح أنه يحدث ذلك في رضاعة اللبن الصناعي بواسطة الببرونة وليس الرضاعة الطبيعية، حيث لا توجد فرصة لوجود لبن زائد عن احتياج الرضيع بالفم وتكاثر البكتيريا المسببة لالتهاب الأذن الوسطى. «لا بد من إعطاء الرضيع ماء في الحر»، وبشأن هذا المفهوم تقول «الألفي»، إن كل أم تفرز لطفلها كمية الماء المناسبة لدرجة حرارة الجو دون الاحتياج إلى مياه خارجية حيث إن 70% من لبن الأم ماء. «بكاء الطفل يعني الطفل جعان»، أما عن هذا المفهوم فتصحيحه هو أنه للبكاء أسباب عديدة في حين يعتبر الجوع سبب متأخر جدًا للبكاء، ولهذا نحكم على كمية اللبن بنمو الطفل وكمية البول وليس البكاء. وأخيرًا من أبرز المفاهيم الخاطئة «لا بد من إعطاء رضعة أعشاب قبل النوم لتهدئة الطفل ومساعدته على النوم» وتصحيح هذا المفهوم بأن ملامسة جلد لجلد والاستمرار في الرضاعة هو كل ما يريده الطفل لتهدئته عن طريق الملامسة والمساج الخفيف أفضل، كما أن حجم معدة الطفل 5 ملاعق تملأ لبن أفضل من الماء، مع التأكيد أن كثرة المص يزيد اللبن.