قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس وخبير الشأن العربي، إنه يستبعد بشكل قاطع اندلاع حرب إقليمية واسعة في الأفق لعدة أسباب، أولها أن إيران هي التي قد تفتح هذه الحرب. وأضاف «الرقب»، ل «المصرى اليوم»: أن إيران بعيدة عن هذا السيناريو تمامًا، رغم التهديدات التي يطلقها الإيرانيون منذ شهور بشأن معاقبة الاحتلال الإسرائيلى والرد عليه، وأشار إلى أن الرد الإيرانى بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق كان إعلاميًا أكثر منه تدميريًا. وأوضح أنه بعد اغتيال إسماعيل هنية، في 31 يوليو الماضى، واغتيال قيادات إيرانية في سورياولبنان، مرورًا باغتيال حسن نصر الله، فإن الرد الإيرانى كان باهتًا ولن يدفع باتجاه حرب إقليمية، وأكد أن إيران كدولة براجماتية تحسب مصالحها جيدًا، وترى أن فتح جبهة واسعة معها سيكون له دمار كبير عليها. وأشار إلى أن الجغرافيا السياسية تجعل خوض حرب إقليمية من إيران مع الاحتلال الإسرائيلى مستحيلًا، لأنه لا توجد حدود مباشرة بينهما، إلا إذا قررت إيران خوض هذه الحرب من سوريا، وهو ما يعتقد أن سوريا لن تسمح به رغم الوجود الإيرانى الكبير فيها. وأكد الرقب أنه رغم مرور عام كامل من الحرب، لم نشهد انطلاق صواريخ أو اشتباكات من الحدود السورية مع الاحتلال الإسرائيلى، وأوضح أن الاختراقات الأمنية التي شهدتها المنطقة ليست مجرد صناعة جواسيس، بل تشمل تكنولوجيا متقدمة واختراقات كبيرة، فالعملاء وصلوا إلى مراكز صناعة القرار في إيران وحزب الله، مما ساعد الاحتلال الإسرائيلى على تحقيق نجاحات كبيرة، وأضاف أن السيناريوهات المتوقعة تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلى قد يدخل في حرب برية بعد أن يرهق حزب الله بشكل كبير، بغض النظر عن القيادة الجديدة للحزب. وأشار إلى أن الأمريكيين نصحوا الإسرائيليين بعدم الدخول في حرب برية في الوقت الحالى، والاستمرار بعمليات القصف التي تستهدف الأراضى اللبنانية وقوات حزب الله، وبالتالى سيمثل هذا الأمر إرهاقا كبيرا جدا لحزب الله، وهذه فرصة للجيش اللبنانى لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة في لبنان وبسط سيادته على الحدود، خاصة أن الجيش اللبنانى يطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وفى أعقاب ذلك فقد تشهد المرحلة الجديدة انتهاء وجود قوة عسكرية تضعف الدولة أو ميليشيات داخل الدولة تكون أقوى من الجيش والدولة نفسها. وأشار الرقب إلى أن ما يتعرض له حزب الله قد يدفع باتجاه تغييرات كبيرة، وتساءل عما إذا كانت إيران ستقبل بذلك، وهل ستعيد ترتيب أوراقها للضغط على لبنان، مشيرًا إلى أن كل الاحتمالات واردة. وأضاف أن لبنان قد يبدأ في الصراع لتصبح الدولة اللبنانية هي صاحبة السلطة العليا داخل البلاد، وليس حزب الله أو أي قوة عسكرية أخرى، خاصة أن لبنان تعرضت لأزمات مشابهة منذ سبعينيات القرن الماضى، وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يخطط للدخول في حرب برية في لبنان بعد إرهاق حزب الله، متوقعًا أن تكون الحرب واسعة النطاق وتصل إلى مشارف بيروت، حيث سيفرض الاحتلال شروطه على حزب الله ولبنان بشكل عام. وأكد أن الهدف هو تأمين سكان شمال إسرائيل من خلال الاجتياح البرى وتحديد مناطق خالية من المسلحين، والتى قد تمتد إلى ما بعد نهر الليطانى، بدعم كامل من الولاياتالمتحدة. وفيما يتعلق بغزة، أشار الرقب إلى أن الاحتلال الإسرائيلى يستغل انشغال الناس بما يحدث في لبنان للقيام بعمليات خطيرة في غزة، بما في ذلك نسف مناطق كاملة في المناطق الحدودية، مثل حى الزيتون وحى الشجاعية، وتدمير رفح بشكل كامل، وهناك مناطق كبيرة في رفح أصبحت فارغة من المبانى، حيث تم تدمير أكثر من كيلو مترين من الحدود المصرية الفلسطينية.