كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التحقيقات حول تفجيرات البيجر بلبنان وكيفية تخريب آلاف أجهزة الاستدعاء (البيجر) المستخدمة في هجوم إسرائيلي على حزب الله في لبنان الأسبوع الماضي، وهو ما سلط الضوء على سلاسل التوريد للشركات المصدرة لتلك الأجهزة. ووفقًا للتقارير، قاد التحقيق إلى شبكة معقدة من الشركات والأفراد الغامضين في آسيا وأوروبا الشرقية. وأوضحت الصحيفة أن تتبع مصدر تصنيع وبيع أجهزة الاستدعاء كشف عن شركات غامضة أُنشئت حديثًا، مع وجود أدلة ضئيلة أو معدومة عن أنشطتها، ويديرها أفراد غامضون غير معروفين في عالم الاتصالات. وأشارت الصحيفة إلى أن إيران وجماعات تدعمها مثل حزب الله، استخدمت لعقود شركات وهمية لشراء المعدات وتفادي العقوبات، بينما قامت إسرائيل بإنشاء شبكات خفية خاصة بها لاختراق سلاسل التوريد المستخدمة من قبل خصومها. تفجيرات البيجر لبنان واختراق سلسلة إمداد الاتصالات الخاصة بحزب الله ونقلًا عن مصدر مطلع على العمليات الإسرائيلية، أوضحت الصحيفة أن الهجوم الأخير يُعد أحد الأمثلة النادرة التي تمكنت فيها إسرائيل من اختراق سلسلة إمداد الاتصالات الخاصة بحزب الله. وأضاف المصدر: "لكن هذه المرة، انتهى الأمر بضجة كبيرة." وعليها ذكر مطلعون على التحقيق أن إسرائيل زودت بطاريات أجهزة البيجر بمتفجرات تم تفجيرها عن بُعد، مما دفع حزب الله لفتح تحقيق في اختراق سلسلة التوريد الخاصة به. وفق ما أشارت إليه الصحيفة التي أضافت أن البحث عن الجهة المصنعة لأجهزة البيجر بدأ في تايوان بعد أن اكتُشف ملصق على أحد الأجهزة التي انفجرت في لبنان يشير إلى شركة "جولد أبولو". لكن الشركة نفت تصنيع الأجهزة، موضحة أن الترخيص تم بيعه لشركة مجرية غامضة تُدعى "BAC Consulting." أجهزة المخابرات استجوبت الرئيسة التنفيذية للشركة المتورطة في تفجيرات البيجر بلبنان واليوم أعلنت الحكومة المجرية، السبت، أن أجهزة المخابرات استجوبت الرئيسة التنفيذية لشركة "بي إيه سي كونسلتينج" (BAC Consulting) ومقرها في بودابست، بشأن ارتباطها بأجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي استخدمها عناصر من جماعة "حزب الله" اللبنانية، والتي كانت متورطة في انفجارات لبنان الأسبوع الماضي. وفي بيان صدر الأربعاء، أكدت شركة "جولد أبوللو" التايوانية المصنعة لأجهزة البيجر أن الأجهزة التي استُخدمت في الانفجارات تم تصنيعها من قبل الشركة المجرية، مشيرة إلى أنها منحت هذه الشركة حق استخدام علامتها التجارية فقط، دون أن تشارك في تصنيع الأجهزة. بدورها، نفت بياتريكس بارسوني أرسيداكونو (49 عاماً)، الرئيسة التنفيذية لشركة BAC Consulting، خلال حديثها مع شبكة NBC News أنها قامت بتصنيع أجهزة البيجر، مؤكدة أنها كانت "مجرد وسيط". كذلك أفاد المكتب الصحفي الدولي للحكومة المجرية أن المخابرات المجرية بدأت التحقيق في هذه القضية منذ الأربعاء، واستجوبت أرسيداكونو عدة مرات. وأشار البيان إلى أن مكتب حماية الدستور، التابع للمخابرات المجرية، أكد أن أجهزة البيجر المستخدمة في التفجيرات لم تكن متواجدة على الأراضي المجرية. وأوضحت الحكومة المجرية أن شركة BAC Consulting هي شركة وساطة تجارية وليست لها أي منشآت تصنيع أو عمليات داخل المجر. وفي تايوان، بدأ المدعون تحقيقًا لتحديد أي صلات محتملة بين "جولد أبولو" والهجوم. واستدعى محققو الأمن القومي اثنين من المديرين التنفيذيين من "جولد أبولو" و"BAC Consulting" للتحقيق. كما داهمت السلطات مكاتب الشركتين في أربعة مواقع في تايبيه. كذلك أكدت "جولد أبولو" عدم تورطها في الهجوم، وقال مكتب المدعي العام إنه لم يعثر على دليل يشير إلى تورط أي تايواني في التفجير. بالمقابل قالت كريستيانا بارسوني أرشيدياكونو (49 عاما) مالكة شركة بي.إيه.سي كونسلتينغ ورئيستها التنفيذية لشبكة إن.بي.سي نيوز الأسبوع الماضي إنها لم تصنّع أجهزة البيجر، مضيفة أنها كانت "الوسيط فقط". وقال المكتب الصحفي الدولي التابع للحكومة الهنغارية في بيان إن أجهزة المخابرات الهنغارية تجري تحقيقاتها منذ يوم الأربعاء وإنها استجوبت بارسوني أرشيدياكونو عدة مرات. شركة "BAC Consulting" أما في المجر، فقد تم تسجيل شركة "BAC Consulting" عام 2022، وتقوم بأنشطة تجارية متنوعة، من بيع أجهزة الاتصالات إلى إنتاج ألعاب الكمبيوتر، وتعمل من منطقة سكنية هادئة في بودابست. وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الشخص الوحيد المسجل كموظف ومدير تنفيذي للشركة هي كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، التي تتمتع بخلفية معقدة ومتنوعة، إذ تدربت في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعملت في تمويل المفوضية الأوروبية. وصف معارف بارسوني شخصيتها بالمراوغة، مشيرين إلى أنها تظهر وتختفي بشكل متكرر، وتتحدث المجرية وتحب الرسم. لم تُرَ منذ بداية العام، وأُغلق موقع شركة "BAC Consulting" الإلكتروني بحلول منتصف الأسبوع. وفي تعليق رسمي، قال المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، إن الشركة تعمل كوسيط تجاري فقط، وأن أجهزة البيجر لم تُصنع أو توجد قط في المجر. من هي بياتريكس بارسوني مديرة الشركة المتورطة في تفجيرات لبنان؟ * تصف بياتريكس بارسوني نفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي بأنها مستشارة استراتيجية ومطورة أعمال، وقد عملت مع منظمات دولية وشركات رأس مال استثماري. وذكر موقع شركتها أنها تحمل درجة الدكتوراه في الفيزياء. * وحصلت بارسوني على درجة الدكتوراه من جامعة كوليدج لندن بين عامي 2002 و2006، بحسب صفحتها على "لينكد إن". وأكد الفيزيائي المجري أكوس كوفير، الذي عملت معه خلال تلك الفترة، أنها درست في الجامعة ونشرت معه بعض الأبحاث المشتركة. * كما تدربت بارسوني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بين عامي 2008 و2009، وشاركت في تأليف ورقة بحثية لمنظمة اليونسكو حول إدارة موارد المياه الجوفية. وتتحدث الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والمجرية. * وفي تصريحات سابقة، نفت أرسيداكونو أي علاقة لها بالاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، ووصفت الاتهامات بأنها "لا أساس لها وتهدف إلى تشويه سمعتها"، وفقاً لموقع "aestetica".