«قاد إلى متاهة من شركات وأفراد مشبوهين».. بهذه الكلمات وصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، نتائج التحقيق في أجهزة الاتصال التي انفجرت في مناطق متفرقة في لبنان، مخلفة عشرات الضحايا. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن التحقيق قاد إلى متاهة من شركات وأفراد مشبوهين في آسيا وأوروبا، وبأن بعض الشركات التي أنشئت مؤخرا مع وجود أدلة ورقية شحيحة لأنشطتها، موضحة أن شركات صدّرت وباعت «أجهزة النداء» يديرها رجال أعمال غامضون لديهم خبرة قليلة في الاتصالات. رئيسة الشركة التي باعت «بيجر» تتلقى تهديدات إلى ذلك، قالت بياتركس بارسوني أرسيدياكونو، والدة المجرية كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، الرئيسة التنفيذية لشركة «إيه بي سي» التي باعت أجهزة «البيجر» إلى لبنان التي انفجرت إن ابنتها تخضع لحماية المخابرات المجرية بسبب تلقيها تهديدات، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عالمية. وبحسب خبر نشر، أمس الجمعة، على موقع «إي يو أوبزيرفر» مقره بروكسل، شاركت كريستيانا في توريد أجهزة الاتصالات المتفجرة إلى لبنان. وأقرت كريستيانا، في تصريحها لقناة «إن بي سي» الأمريكية، بأنها عملت لدى شركة «بي إيه سي» المجرية التي تبين أنها باعت أجهزة الاتصالات المتفجرة في لبنان، وبأنها كانت «مجرد وسيطة» في توريد هذه الأجهزة. وأشارت بياتركس أن المخابرات المجرية نقلت ابنتها بعد التفجيرات إلى مكان آمن، وأوصت السلطات المجرية ابنتها بعدم التحدث إلى الرأي العام، موضحة أن ابنتها لم يكن لها دور في تفجير أجهزة النداء، وأنها كانت مجرد وسيط، وأن الأجهزة لم تُصنع في المجر أو تمر منها. «كريستيانا» تمتلك 7 لغات وعملت ب«الوكالة الذرية» ووفقا لحساب كريستيانا، على منصة «لينكد إن»، فإنها حصلت على درجة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات من كلية لندن الجامعية، كما أجرت بأبحاث مع أكوس كوفر، أستاذ الفيزياء المتقاعد في الجامعة نفسها. وقال كوفر، في تصريح لأسوشيتد برس، إنه نشر مقالات مشتركة مع كريستيانا، لكنه ليس له علم بأنشطتها الأخرى. وتتحدث كريستيانا (49 عاما) 7 لغات، وشقتها في بودابست ممتلئة بلوحات من رسمها، وتتضمن مسيرتها المهنية أعمالا إنسانية أخذتها إلى أنحاء أفريقيا وأوروبا، وفقا لوكالة «رويترز». وتشير السيرة الذاتية لها إلى عملها في وظيفة «مديرة مشاريع» في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2008 و2009 وتنظيمها مؤتمرا للأبحاث النووية، حيث قالت الوكالة إن سجلاتها تشير إلى أن كريستيانا أرسيدياكو تدربت هناك 8 أشهر. حسنة النية ويسهل استخدامها.. أحد معارفها يصفها ونقلت رويترز عن أحد معارفها ممن تعرفوا عليها مثل آخرين في مناسبات اجتماعية في بودابست -وطلب عدم ذكر اسمه- قوله إنها بدت مثل شخص «يسهل استخدامه». وأضاف «حسنة النية، وطباعها لا تشبه رجال وسيدات الأعمال، أقرب لشخص يحاول دائما تجريب أمر جديد، ويؤمن بسرعة بالأمور ويتحمس لها»، مشيرا إلى أنها كانت تبحث عن مصدر دخل لأنها أرادت ترك وظيفتها.