تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج، بتوفير تمويل جديد لإفريقيا بقيمة 51 مليار دولار، ودعم 30 مشروعًا للبنية التحتية في مختلف أنحاء القارة السمراء، كما وعد بإضافة مليون فرصة عمل على الأقل، جاء ذلك خلال افتتاح القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي «فوكاك»، في حضور قادة من مختلف البلدان الإفريقية بمشاركة رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد. ووعد «شي» بأن الاقتصاد الصيني الذي يبلغ حجمه 19 تريليون دولار سيعمل من جانب واحد على تحسين وصول التجارة الإفريقية إلى سوقه، مضيفا أن ثلث سكان العالم يعيشون في الصين وأفريقيا، ولن يكون هناك تحديث عالمي بدون تحديث الصين وأفريقيا، مؤكدا أن بلاده مستعدة للعمل مع أفريقيا لتنفيذ 10 خطط عمل للشراكة تهدف إلى دفع مسيرة التحديث بشكل مشترك. الزعماء الأفارقة فى القمة الصينية الأفريقية وأوضح أن خطط العمل ال10 للشراكة التي سيتم تنفيذها خلال ال 3 السنوات المقبلة، ستغطي مجالات التعلم المتبادل بين الحضارات، وازدهار التجارة والتعاون في السلاسل الصناعية والترابط والتواصل والتعاون الإنمائي والصحة والزراعة ومعيشة الشعب والتبادلات الثقافية والشعبية والتنمية الخضراء والأمن المشترك، فيما اقترح رفع المستوى العام للعلاقات الصينية-الأفريقية إلى مجتمع المستقبل المشترك للصين وأفريقيا في جميع الأحوال خلال العصر الجديد. واقترح «شي» رفع العلاقات الثنائية بين الصين وجميع الدول الأفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين إلى مستوى علاقات استراتيجية، وتابع: بفضل نحو 70 سنة من الجهود الدؤوبة المبذولة من كلا الجانبين، تعيش العلاقات الصينية-الأفريقية حاليا أزهى مراحلها على مر التاريخ. ولفت إلى أن السعي المشترك للصين وأفريقيا نحو التحديث من شأنه أن يطلق موجة من التحديث لدى الجنوب العالمي ويفتح فصلا جديدا لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، مشددا على ضرورة التعزيز المشترك لتحديث يتسم بالعدالة والإنصاف والانفتاح والكسب المشترك، ويضع الشعوب في المقام الأول، ويتميز بالتنوع والشمول، وبأنه صديق للبيئة الإيكولوجية، وقائم على السلام والأمن. وذكر أن الصين مستعدة لإطلاق 30 مشروعًا للطاقة النظيفة في إفريقيا، وكذلك دعم أهداف الطاقة النووية في القارة لمعالجة عجز الكهرباء الذي يعيق منذ فترة طويلة تحقيق الأهداف الأوسع للتصنيع في أفريقيا، مضيفا أنه سيتم العمل على إنشاء شبكة صينية إفريقية برية وبحرية، كما أن بلاده مستعدة لتطوير منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وتعزيز التعاون اللوجستي والمالي بما يعود بالنفع على التنمية عبر مختلف المناطق في أفريقيا«. وأكد أن بلاده مستعدة لأن تبادر إلى توسيع انفتاح السوق بشكل أحادي الجانب من خلال قرارها بمنح جميع الدول الأقل نموا التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين، بما فيها 33 دولة إفريقية، معاملة صفر التعريفة الجمركية على %100% من المنتجات الخاصعة للضريبة المستوردة منها، وذلك يجعل الصين أول بلد نام كبير واقتصاد رئيسي في العالم يطبق هذا الإجراء، ويجعل السوق الصينية الضخمة فرصة واعدة الإفريقيا. وأكد «شي» أن الصداقة الصينية الإفريقية تتجاوز المكان والزمان والمسافة الجغرافية، وتتوارث جيلا بعد جيل، حيث تم تأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي في عام 2000، الأمر الذي يكتسب أهمية بالغة كمعلم في تاريخ تطور العلاقات الصينية الإفريقية على مدى 24 عاما، ولفت إلى أن الجانب الصيني حريص على تعزيز تبادل الخبرات مع الجانب الإفريقي في مجال الحوكمة، ودعم الدول الإفريقية لاستكشاف طرق تحديث تتناسب مع ظروفها الوطنية، بما يضمن المساواة بين دول العالم من حيث الحقوق والفرص، مشدا على ضرورة دفع التحديث الذي يتسم بالسلام والأمن ومساعدة إفريقيا في رفع قدرتها على صيانة السلام والاستقرار بإرادتها المستقلة، والدفع بتطبيق مبادرة الأمن العالمي في إفريقيا وتعزيز التفاعل الإيجابي بين التنمية العالية الجوده والأمن العالي المستوى، والحفاظ على السلام والاستقرار في العالم بشكل مشترك واستطرد: حريصون على تنفيذ 30 مشروعا لترابط البنية التحتية في إفريقيا، والعمل مع الجانب الإفريقي سويا على تعزيز التعاون في بناء الحزام والطريق«بجودة عالية وبناء شبكة الترابط والتواصل الصينية الإفريقية التي تتميز بالتفاعل برا وبحرا والتنمية المتناسقة، كما أن الجانب الصيني على استعداد لتقديم المساعدة لبناء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتعميق التعاون اللوجستي والمالي، بما يساعد إفريقيا على التنمية العابرة الأقاليم. وتابع: يحرص الجانب الصيني على إصدار بيان مشترك مع الجانب الإفريقي حول تعميق التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية، وتنفيذ 100 مشروع صغير في مجال معيشة الشعب، وضخ رأس المال في صندوق الشراكة بين الصين والبنك الدولي، بغرض المساهمة في التنمية الإفريقية، يدعم الجانب الصيني إقامة الألعاب الأوليمبية للشباب عام 2026 وكأس الأمم الإفريقية عام 2027، بما يجعل الشعب الصيني والشعوب الإفريقية تستفيد من ثمار التنمية بصورة أفضل.، كما يحرص الجانب الصيني على إنشاء رابطة المستشفيات الصينية الإفريقية وإنشاء مراكز طبية مشتركة بالتعاون مع الجانب الإفريقي سيرسل الجانب الصيني فرقا طبية إلى إفريقيا وعدد أعضائها 2000 فرد، وينفذ 20 مشروعا يتعلق بالطب والصحة ومكافحة الملاريا، ويدفع الشركات الصينية للاستثمار في إنتاج الأدوية ويواصل تقديم المساعدة بقدر المستطاع لإفريقيا على مواجهة الأوبئة القائمة ويدعم بناء المركز الإفريقي للوقاية والسيطرة على الأمراض، بما يرفع قدرة الدول الإفريقية في مجال الصحة العامة. وأردف: نعمل مع الجانب الإفريقي على دفع برنامج «التعليم المهني. مستقبل إفريقيا» على نحو معمق، والتعاون في بناء معهد الهندسة والتكنولوجيا، وتقديم 60 ألف فرصة دراسية متاحة للنساء والشباب الأفارقة بشكل رئيسي، إضافة إلى التعاون في تنفيذ برنامج «طريق الحرير الثقافي» و«برنامج التعاون الابتكاري في الإذاعة والتلفزيون والإعلام المرئي والمسموع». كما قرر الجانبان أن يكون عام «2026» عام التواصل الشعبي والثقافي بين الصين وإفريقيا«