بعد إعلان إسرائيل عن مقتل 5 مسلحين في العملية العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال بالضفة الغربية، من بينهم محمد جابر أبو شجاع قائد كتيبة «طولكرم» التابعة ل«سرايا القدس»، والتي تنشط في مخيم «نور شمس». «نور شمس»، لم يكن مجرد مخيم بالنسبة ل«أبو شجاع»، بل كان الملاذ الآمن له، لتنفيذ عملياته ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يتحول المكان مقبرة إلى قائد كتيبة «طولكرم». مخيم «نور شمس» من معتقل أنشأه الانتداب البريطاني في فلسطين إلى مخيم يشكل بؤرة للاشتباكات في الضفة الغربيةالمحتلة، يقع مخيم «نور شمس» شرق مدينة «طولكرم»، ويبعد عن مركزها 3 كيلومترات، على الشارع الرئيسي الواصل بين مدينتي «نابلس وطولكرم»، أقيم المخيم عام 1952، ويبلغ عدد سكانه 13 ألف نسمة يقع مخيم «نور شمس» على أرض استأجرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا من الحكومة الأردنية في ذلك الوقت، بعد أن ضربت عاصفة ثلجية خيام لاجئين قادمين من «حيفا» كانوا يقطنون في أحد الأودية بالقرب من مدينة «جنين»، فقامت الأونروا ببناء مساكن لما أصبح يعرف لاحقًا باسم مخيم «نور شمس». أطلق اسم «نور شمس» على المخيم نسبة إلى معتقل أنشأه الانتداب البريطاني في فلسطين عام 1919، من أجل سجن أصحاب «الأحكام القاسية»، الذين حكم عليهم بالإعدام أو السجن مدى الحياة. وترجح موسوعة المخيمات الفلسطينية أن يكون المعتقل قد استمد تسميته من «نور شمس»، نظرًا لموقعه المكشوف طوال النهار لأشعة الشمس. مقتل محمد جابر أبو شجاع تنشط في المخيم عدة قوى مسلحة من أجل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وفق قولها، أبرزها «كتيبة طولكرم»، و«الرد السريع»، وهي أحد الأذرع العسكرية لكتائب شهداء الأقصى، كذلك «كتيبة طولكرم - سرايا القدس» الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والتي كان يترأسها محمد جابر المعروف ب«أبو شجاع»، الذي أعلنت إسرائيل عن مقتله أمس الخميس. وحظى محمد جابر أبو شجاع بشعبية كبيرة داخل المخيم، إذ سارع سكان المخيم لمساعدته على الهروب من محاولة الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقاله في شهر يوليو 2024، فيما أعلنت إسرائيل أنها قتلته في أمس الخميس الموافق 29 أغسطس 2024، خلال عملية عسكرية لقوات جيش الاحتلال في المخيم. وقالت إسرائيل، إن محمد جابر أبو شجاع، قائدًا لشبكة «إرهابية» في مخيم «نور شمس». ويوجد في المخيم أيضًا عناصر من كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس». تاريخ المواجهات في مخيم «نور شمس» شهد مخيم «نور شمس» على العديد من الاشتباكات وأعمال العنف، أبرزها ما يسمى بعملية «السور الواقي»، التي أطلقتها إسرائيل ضد مسلحين ضد مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة عام 2002، وهي العملية التي قال عنها فلسطينيون إنها أدت لاجتياح كل مدن الضفة وارتكاب مج ا زر بحقهم. ومع اندلاع الحرب الأخيرة في قطاع غزة، شهد المخيم تصعيدًا أوسع للتوترات، وتزايدت الاشتباكات بين الحركات المسلحة وأهالي المخيم مع الجيش الإسرائيلي. في ال19 من شهر أكتوبر 2023؛ نفذت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية قامت خلالها بتوجيه ضربة جوية أدت لمقتل 12 فلسطينيًا، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن مقتل أحد أفرادها، حينها وصفت وكالات الأنباء الضربة الجوية الإسرائيلية على المخيم «بالاستخدام النادر للقوة الجوية في الضفة الغربية». ليعلق الجيش الإسرائيلي، قائلًا إن عملياته تأتي للقبض على مشتبه بهم مطلوبين، ولتدمير البنية التحتية للإرهاب، ومصادرة الأسلحة وفق قوله. وجاء الرد من القوى المسلحة في المخيم، بقولهم إنها تتصدى للآليات والقوات الإسرائيلية التي كانت تداهم المخيم وتقاوم الاحتلال. وفيما ينفذ أهالي المخيم ومدينة طولكرم عادة إضرابًا شاملًا بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإن الفصائل المسلحة أفادت عدة مرات في بيانات لها عن محاولات اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية لعناصرها. وقالت الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقتها، إنها تحاول إنفاذ القانون، بحسب «CNN».