رفض الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الربط بين نتائج الانتخابات البرلمانية التي فازت فيها التيارات الإسلامية بالأغلبية، وانسحاب الدكتور محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية من حلبة سباق الرئاسة. جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة أقامها المركز الثقافي المصري، بالتعاون مع رابطة الثقافة العربية في الأكاديمية الدبلوماسية ف يفيينا، الجمعة. وأعرب نافعة، عن اعتقاده بأن «الوضع معقد»، فى إشارة إلى انسحاب البرادعي، مؤكدا أنه لا يريد أن يبدو على خلاف معه. وقال ل «المصري اليوم»، على هامش الندوة، إن «البرادعى ارتكب أخطاءً سياسية كثيرة، وأدرك أن فرصته في الفوز في سباق الرئاسة ليست كبيرة، وربما يكون قد أدرك أيضا أن صفقة ما قد تعقد بين الجيش والأخوان المسلمين، وأنه لن يكون لديه التأييد الكافي من هاتين القوتين، وهو ما جعله يقرر الخروج من السباق وينضم لمعسكر الثوار، حتى تكون له فرصة في اتجاهات التأثير في المرحلة المقبلة». حضر الندوة عدد كبير من أبناء الجالية المصرية والعربية، والمهتمين بأحداث منطقة الشرق الأوسط. ودُعي إليها المخرج خالد يوسف، ومصطفى عباس، رئيس رابطة الثقافة العربية، ودكتور جينجس جويناي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط. وبينما أعرب خالد يوسف عن سعادته بعرض أفلامه «هي فوضى» و«حين ميسرة» في مهرجان للفيلم المصري في فيينا، تحت عنوان «وراء الثورة»، باعتبارها أفلاما مهدت لثورة 25 يناير، نفى أن يكون هناك أي تفكير الآن في أعمال جديدة عن الثورة، قبل أن تحقق أهدافها. وهاجم يوسف جماعة الأخوان المسلمين بشدة، الأمر الذي أثار غضب بعض الحاضرين من المصريين المنتمين للتيارات الإسلامية. واعتبر في كلمته أن الثورة «إبداع شعب مصر، وليس للجيش أي دور في حمايتها، ولم يكن لديه القدرة على إجهاضها وقتل المتظاهرين حينما نزل للميادين». وقال إن «الشعب المصري اختار التيار الإسلامي ليحكمه وفق هواه، أي هوى المصريين، وليس وفق هوى هذا التيار»، متوقعا أن المصريون الإسلاميين إذا أرادوا أن يحكموا وفق هواهم. وأكد يوسف أن خلافه مع الإسلاميين بدأ مع رفعهم شعار الإسلام هو الحل، وهو ما يعنى إقصاء الآخر، على حد قوله. ورفض استغلال الدين من أجل تحقيق مكاسب ذاتية، معتبرا أن تاريخ الأخوان المسلمين، عبر 80 عاما، كان صراعا على السلطة. ورأى يوسف أنهم «استغلوا بؤس الشعب المصري في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وخاطبوهم كجمعية خيرية، تمدهم بأنابيب الغاز والخبز وخلافه، كما استغلوا يأسهم من الحياة فوعدوهم بالجنة»، على حد قوله. وأكد يوسف أن الأخوان المسلمين لا يختلفون عن «الحزب الوطني» المنحل، فكلاهما يميني محافظ وليس في أدبياتهم كلمات عن العدالة الاجتماعية ونصيب الفرد، على حد وصفه. واعتبر يوسف أن الإشكالية في مصر الآن هي اصطدام إرادة الثورة على الأرض مع القوتين المتصارعتين، العسكر والأخوان، مشيرا إلى أن نزول الشعب في الذكرى الأولى للثورة ما هو إلا تأكيد على رسالة قوية مفادها أن «الثورة مستمرة»، ليس فقط لأنها لم تحقق أهدافها، ولم تقدم قتلة الشهداء للمحاكمة، أو أنها لم تحقق الحرية والعدالة والخبز وشعاراتها الأخرى، بل لحدوث اصطدام في الرؤى واختلاف كامل بين الثورة وهاتين القوتين. وتوقع يوسف أن تكون الدولة القادمة في مصر هي «دولة رجال أعمال مثلما كان الوضع فى عهد الرئيس المخلوع.. والفارق هذه المرة هو أنهم سيكونون رجال أعمال بلحي وجلاليب».
