نشرت صحيفة «هآرتس» العبرية اليوم السبت، مقالًا افتتاحيًا بعنوان «نتنياهو إسرائيل هو سيد المفاوضات الزائفة»، تناولت فيه كيف تحولت قضية الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة في غزة، الذين يموتون ببطء منذ أكثر من عشرة أشهر، إلى جزء من «الدراما الكبرى» التي تدعم مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «المتقلبة» بشأن صفقة التبادل. وأشارت الصحيفة إلى أن عامة الناس وعائلات الأسرى وقعوا في فخ الأمل وخيبة الرجاء، حيث يُقال إن نتنياهو مستعد للتفاوض ويمنح الوفد الإسرائيلي بعض الحرية ويظهر مرونة. ومع ذلك، يُفاجأ الإسرائيليون بإضافة نتنياهو المزيد من الشروط، ويقول في منتديات سرية إن الصفقة ليست مؤكدة وإنها تنهار، ثم يبدأ من جديد. وفي غضون ذلك، يموت المزيد من الرهائن. وتساءلت الصحيفة عن سبب عدم اكتراث نتنياهو بالانتقادات والتحذيرات، مشيرة إلى أن المعارضين الإسرائيليين للحكومة الحالية لا يقدمون خطاباً بديلاً. وأوضح الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أن نتنياهو استطاع أن ينفرد بالحكم في إسرائيل ويستغل الحرب على غزة لتحقيق أهدافه الخاصة، واصفة إياه بأنه مدمن على خلق الأزمات ومعارض دائم لصفقات التبادل مع المقاومة الفلسطينية. وأضاف أن السياسيين لا يريدون وراثة الفوضى التي يتركها نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بإعادة الأسرى والتبعات الاقتصادية للحرب على غزة، مشيرًا إلى أن الشارع الإسرائيلي لم يدفع بعد ثمن الحرب. وفي السياق نفسه، قال الدكتور بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، إنه لا توجد معارضة إسرائيلية موحدة في مواجهة نتنياهو، وأن معظم تصريحات المعارضين تهدف إلى إظهار أسوأ ما لدى نتنياهو لأغراض حزبية ضيقة. وأشار «الشوبكي» إلى أن نتنياهو يتمتع بقاعدة جماهيرية قوية وفقاً لاستطلاعات الرأي، وأن قاعدته اليمينية مرتاحة لخطابه ولسياسته. وأوضح أن هناك مخاوف فعلية داخل إسرائيل من أن نتنياهو أفرغ المؤسسات الرسمية من مضمونها وحوّل إسرائيل إلى دولة يتخذ فيها القرار شخص واحد. واتفق مع الكاتب إيهاب جبارين على أن تعنت نتنياهو وعدم اكتراثه بالتحذيرات الداخلية يعود أيضاً إلى موقف الإدارة الأميركية الحالية التي لا تريد انتقاد إسرائيل بشكل لاذع حتى لا تفسد الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وأكد «الشوبكي» أن الإدارة الأميركية توظف المفاوضات لأغراض انتخابية، وأن نتنياهو سيستمر في موقفه في ظل غياب البديل الداخلي والضغوط الخارجية، وأيضاً لأن شريحة كبيرة من الإسرائيليين لا تشعر بعد بأثر الحرب عليها. وأشار إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية بدأت بتفعيل ساحات الحرب حتى تصبح ملموسة لدى الإسرائيليين.