ترامب يرفض إجراء مناظرة جديدة مع هاريس    قوات كييف تهاجم قافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر في دونيتسك    مواجهات مثيرة.. تعرف على أبرز مباريات اليوم في الدوري السعودي    مسلسل عمر أفندي.. أحمد حاتم وآية سماحة: مكالمات السقا مفاجئة سارة وأسعدتنا كثيرًا    محمود حافظ: تصريحاتي على السوشيال ميديا تم تغييرها.. والجمهور فوق رأسي    أدعية يوم الجمعة وفضل قراءة سورة الكهف    هل الميت المظلوم يشعر لو رجع حقه فى الدنيا؟ أمين الفتوى يجيب    حبس مسجل خطر لقيامه بسرقة المواطنين بمدينة 15 مايو    فلسطين.. قوات الاحتلال تداهم مبنى سكني في منطقة عزبة الجراد بطولكرم    البيت الأبيض: بايدن يستضيف زعماء كواد في 21 سبتمبر    15 حلقة.. تفاصيل مسلسل حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025    الغرف التجارية: كرتونة البيض ارتفعت ل 180 جنيها.. والشعبة ترد: لا زيادة بالمزارع    كان قلبه حاسس.. تعرف على وصية إيهاب جلال قبل وفاته    انخفاض أسعار واردات كوريا الجنوبية في أغسطس بسبب تراجع أسعار النفط وقوة الوون    السلطات الإيطالية تسجل إصابتين محليتين بحمى الضنك    "الإخوان " تهنئ جبهة العمل الإسلامي بالفوز في انتخابات البرلمان الاردني    الجيزة: قطع المياه 10 ساعات عن هذه المنطقة اليوم    عبدالناصر زيدان ينفي منعه من الظهور إعلاميا    آيتن عامر تتصدر الترند بسبب أغنية بالتعاون مع طليقها.. ما القصة؟    جوميز: استمرار زيزو مع الزمالك رائع.. ودونجا وجابر يستحقان الانضمام للمنتخب    صافرات الإنذار تدوى فى الجليل الأعلى بعد إطلاق حزب الله رشقة صواريخ    بعد انهياره جزئيا.. إخلاء 4 عقارات مجاورة لعقار شبرا المنكوب    طريقة عمل الحمام بحشوة الأرز والكبد القوانص    بشكل مفاجئ، وفاة أضخم لاعب كمال أجسام في العالم عن عمر ناهز 36 عاما (صور)    رئيس نادي أحد السعودي: ميشالاك تلقى عروض كثيرة.. وأطالب جماهير الزمالك بالصبر على اللاعب    بعد انخفاضه.. تعرف علي الحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوية الفنية 2024 (تفاصيل)    رئيس جامعة أسيوط يشهد حفل تخريج الدفعة الأولى من طلاب الجامعات الأهلية بالمتحف المصري الكبير    قصف شركة الكهرباء وسط قطاع غزة    نائب محافظ القليوبية تترأس الاجتماع التنسيقي الثالث لمبادرة «بداية جديدة»    إليك حقيقة صرف 1000 ريال لمستفيدي الضمان الدفعة القادمة بمناسبة اليوم الوطني السعودي 1446    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا بالمحافظات    مطروح تستقبل الأسبوع الثقافي ال33 لأطفال المحافظات الحدودية    عبداللطيف يصدر كتاباً دورياً بضوابط العمل بفصول التعليم المجتمعي    الآن.. كليات تقبل من 50% أدبي في تنسيق المرحلة الثالثة 2024 لطلاب الدور الثاني    نشرة التوك شو| أسباب زيادة نسبة الطلاق.. وضوابط جديدة رحلات العمرة    أحمد عمر هاشم يكشف حكم التسمية ب عبد النبي وعبد الرسول    جوميز عن مواجهة الأهلي في السوبر الأفريقي: جاهزون للتتويج باللقب    جوميز: قوة الزمالك في جماهيره.. والتسريبات سبب مشكلات الأبيض    تصل ل400 جنيها.. التعليم تحدد قيمة أقساط المصروفات الدراسية لجميع المراحل    سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 13 سبتمبر 2024    انتشال جثث 3 أشخاص آخرين من أسفل عقار شبرا المنهار.. صور    افتتاحية مهرجان ميدفست.. هنا شيحة تحتضن صبا مبارك بعد تكريمها    نصائح مهمة فى التمثيل من يسري نصر الله لطلاب كاستنج.. فيديو    «انزل يا ولد».. سر رفض والدة فؤاد المهندس دخوله التمثيل وكيف فاجأته على المسرح؟ (فيديو)    إصابة 7 أشخاص فى تصادم ميكروباص بتوك توك بأسوان    استمرار الموجة الحارة.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم    زوجة عصام صاصا بعد حبسه: «هرجع شغلي تاني علشان ابني ميحتاجش حاجة»    إحتراق "توكتوك " في مركز طامية بالفيوم    ليلة محمدية في حب خير البرية: وكيل أوقاف بالفيوم يشهد أحد عشر احتفالا بميلاد النبي "صلى الله عليه وسلم" بإدارة فيديمين    ترامب: هاريس كاذبة وتدعي الكثير بشأن ملف الإجهاض والرعاية الصحية    الصحة العالمية: ربع المصابين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بحاجة لتأهيل لسنوات مقبلة    المغرب يعلن تسجيل أول حالة بفيروس جدرى القرود    وزراء عمل إيطاليا وألمانيا وبريطانيا يبحثون استخدام الذكاء الاصطناعي بمجموعة السبع    محافظ الأقصر يوافق على تنسيق القبول للثانوي العام بحد أدنى 220 والميكانيكية 170 درجة    إحصائيات رسمية: كندا تزداد فقرًا مقارنة بنظيراتها الغنية    كلب يعقر 5 أشخاص في أسيوط    باحثون يبتكرون لقاحًا جديدًا للإنفلونزا وفيروسات «كورونا» المختلفة    عادات صباحية لتعزيز الذاكرة وزيادة التركيز لدى الطلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذبحة المعرفة
نشر في المصري اليوم يوم 22 - 08 - 2024

تثير خطة «إعادة هيكلة المرحلة الثانوية» التى طرحها وزير التعليم جدلًا واسعًا حول ما قد يكون لها من ميزات ومثالب فى تحقيق إصلاح حقيقى لمرحلة حاسمة فى التعليم يصاب أغلب من يمر بها بنوع من العصاب السيكولوجى لارتباطها الشديد بمستقبله المهنى بعد تخرجه فى الجامعة. فكم من تمنى أن يكون طبيبًا أو مهندسًا ولم يحالفه الحظ فى الحصول على النسبة المئوية التى يحددها مكتب التنسيق لكلية أحلامه فيضطر مكرهًا إلى اختيار كليات أخرى لم يكن ليتوقع أن تسوقه الأقدار إليها. فنظام التنسيق فى مصر أشبه بربات الأقدار (المويرات) فى الأساطير الإغريقية اللاتى يرسمن ويحددن مصير الإنسان طيلة معاشه. قبل تناول الخطة التى قيل بشأنها إنها كانت محل دراسة ونقاش بين خبراء التعليم قبل إعلانها وإنها حازت رضاءهم ودعمهم. يجدر الإشارة إلى أن إشكالية الثانوية العامة ترتبط فى جوهرها بقضايا محورية هامة ذات طابع مركب: اقتصادى واجتماعى وثقافى وتربوى.
لا شك فى أن البرنامج الدراسى للمرحلة الثانوية هو برنامج مكتظ بحشو يشكل عبئً على الطلاب فى اكتناز معلومات يطالبون بتذكرها أثناء أدائهم الامتحانات. ولا شك أيضًا فى أن هذا الحشو يدفع ثمنه الطالب فيما يبذله من جهد وعناء فى التركيز والفهم، الأمر الذى يضطره إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية لاسيتضاح ما غمض عليه فهمه أثناء الفصل الدراسى وأثناء مراجعته للدرس فى منزله. ولا يخفى على أحد ما تتكبده الأسر المصرية من نفقات هائلة تقتطعها من دخولها المتواضعة لسداد ثمن الدروس الخصوصية آملة أن يلتحق أبناؤها بكليات القمة لكى تضمن لهم مستقبلًا لائقًا.
بيد أن السؤال الأساسى يدور حول صحة المسلمات والمعايير التى ترتكز عليها خطة إصلاح المرحلة الثانوية فى تكييفها لإشكاليتها الكأداء وسبل إصلاحها؟ المسلمة الأولى للخطة تقول إن عبء الثانوية العامة وما ينطوى عليه برنامجها الدراسى من حشو يرجع إلى وجود بعض المواد التى لا أهمية كبيرة لها فى الواقع العملى مثل اللغة الأجنبية الثانية والجغرافيا والفلسفة. والمسلمة الثانية تقول إن مشكلة التعليم الثانوى ترتد إلى أن الغالبية الغالبة من خريجيه اختاروا الالتحاق بكليات نظرية لا تؤهلهم لإيجاد وظيفة فى سوق العمل وسد حاجة البلاد الماسة إلى الكفاءات العلمية والتكنولوجية الدقيقة الضرورية لتحقيق التنمية والتقدم وهى كفاءات عملية لا توفرها إلا الكليات العلمية وتفتقدها الكليات النظرية. والمسلمة الثالثة الضمنية تقول إن معايير تقييم المستوى العلمى وذكاء الطالب عبر امتحانات الثانوية هى معايير علمية تربوية سليمة ستظل دون تغيير فيها. أما المسلمة الرابعة فتقول إن خطة الإصلاح تساير أنظمة التعليم المتطور فى الدول المتقدمة وتلتزم بنفس معاييرها.
لو أننا نظرنا إلى مسلمة الاكتفاء بلغة أجنبية واحدة نجد أن أنظمة التعليم الأوروبية الحديثة تتجه كلها على العكس نحو إضافة المزيد من اللغات الأجنبية فى البرامج الدراسية، إذ يلتزم الطالب بتعلم لغتين حيتين على الأقل لكى ينفتح على العالم وتتسع له الفرص للعمل بها خارج بلده. كما تعمم تدريس الفلسفة فى الأقسام العلمية كافة اتساقًا مع مبدأ وحدة المعرفة وترسيخًا للتفكير المنهجى لدى الطلاب. وفيما يتعلق بالجغرافيا فهى تحتل موقعًا حيويًا فى برامجها الدراسية لارتباطها الوثيق بالعلوم الاقتصادية والجيوسياسية وعلوم البيئة والمناخ.
أما المسلمة الثانية التى ترد التحاق الطالب بالكلية النظرية لاختياره فلا أساس لها من الواقع إذ يحدد مصير الطالب مكتب التنسيق وفقًا لتقديراته فى امتحان الثانوية حسب قدرته على تخزين المعلومات وتذكرها أثناء الامتحان. وفى البلاد الأوروبية إذا أراد خريج الجامعة ممارسة مهنة معينة بخلاف الطب والهندسة يتعين عليه الالتحاق بمعهد يدربه على ممارسة هذه المهنة حتى ولو كانت بعيدة عن تخصصه الجامعى. يضاف إلى ذلك أن مصر تعج بخريجين لكليات علمية لا يجدون فى سوق العمل وظائف تناسب تخصصاتهم فيضطرون إلى ممارسة مهن منقطعة الصلة بها. وأخيرًا وليس بآخر فإن خطة التعليم بعد أن ضمت العلوم الطبيعية فى حزمة واحدة اتساقًا مع مبدأ وحدة المعرفة إذ بها تسلخ رأس المعرفة عن جسدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.