يعد الذرة الشامية من المحاصيل الاستراتيجية التى تساهم فى إنتاج الخبز، من خلال «الذرة البيضاء»، بعد القمح الذى يحتل المرتبة الأولى، فيما تستخدم «الذرة الصفراء»، فى إنتاج علف الدواجن وصناعة الزيوت، وحرص المزارعون على زيادة المساحات المزروعة بالمحصول، خلال السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع سعره التسويقى، والإقبال على شرائه، بالإضافة إلى قصر فترة زراعته، واستبداله بمحاصيل أخرى قصيرة الأجل عقب الحصاد. بدء موسم حصاد الذرة الشامية وفى المنيا، تعرض المحصول هذا الموسم لعدة تحديات، من أبرزها التقلبات المناخية، من حيث ارتفاع درجات الحرارة، وانتشار دودة الحشد الخريفية، وارتفاع مدخلات الإنتاج، من تقاوى وأسمدة، ومبيدات. بدء موسم حصاد الذرة الشامية وأعلنت مديرية الزراعة بالمنيا بدء موسم حصاد محصول الذرة الشامية، لمساحة 269668 ألف فدان، منها 250464 ألف فدان ذرة بيضاء، و19204 ذرة صفراء، داخل مراكز المحافظة التسع، من العدوة شمالا حتى دير مواس جنوبا، بمتوسط إنتاجية تتراوح بين 22 و27 إردب للفدان، بوزن من 3 إلى 4 أطنان، بأسعار سائدة من 13 إلى 15 ألف جنيه للطن، وهو ما يحقق عائدا مجزيا للمزارع. بدء موسم حصاد الذرة الشامية ويقول الحاج حجاج محمد حسين، 65 سنة، مزارع: أصبح محصول الذرة الشامية من المحاصيل التى يهتم بها المزارع سنويا، عقب حصاد القمح، لكونها من المحاصيل قصيرة الأجل ومدة زراعتها لا تتجاوز ال 100 يوم، وتزع خلال فصل الصيف، وتكون المساحات الأكثر زراعة لنوع الذرة البيضاء، والتى تساهم فى إنتاج الخبز من (البتاو)، وأيضا بعض الصناعات الغذائية. بدء موسم حصاد الذرة الشامية ويضيف «الحاج حجاج»: وتمر عملية الزراعة بعدة مراحل، منها تسوية التربة بالليزر بالمجان لزراعتها على مصاطب، ثم توفير جميع أنواع التقاوى من الفردى والهجين، ثم رية المحاياة، وتوفير الأسمدة للمزارعين من اليوريا والنترات وصرفها عن طريق كارت الفلاح، ومتابعة المحصول، وإزالة الحشائش الغريبة، ومقاومة الآفات من خلال المبيدات، ثم الحصاد والتقشير والتعبئة. بدء موسم حصاد الذرة الشامية ويكشف الحاج ربيع محمد خليفة، 68 سنة، مزارع، عن تعرض المحصول هذا الموسم 2024 للعديد من التحديات، من أبرزها التغيرات المناخية، حيث ارتفاع درجة الحرارة، مما أثر على نمو المحصول فى فترات الزراعة الأولى، وسقوط الزهرات، بالإضافة إلى إصابة المحصول بدودة الحشد الخريفية، مما دفع بعض المزارعين لإعادة زراعة المحصول مرة أخرى بعد التخلص من المحصول التالف. مؤكدا حصول المزارع على إنتاجية عالية، بهدف توفير عائد يتناسب مع جهوده خلال فترة الزراعة. بدء موسم حصاد الذرة الشامية ومن جانبه يوضح الدكتور صالح الخالدى، الباحث بمركز البحوث الزراعية، والمشرف على مراكز الإرشاد الزراعية بالمنيا، تعرض المحصول لعدة تحديات هذا الموسم، من أبرزها التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة وتأثيره على عملية النضج، وتساقط الزهرة، وأيضا إصابة المحصول بدودة الحشد الخريفية، وعدم توافر المبيدات المناسبة لمقاومة الآفات، مما تسبب فى تقليل المساحات المزروعة هذا الموسم عن الموسم الماضى. ويقول الحاج حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، يهتم المزارعون فى مصر بزراعة الذرة بأنواعها الثلاثة، حيث يزرع المحصول عقب حصاد القمح، وتبلغ المساحة المزروعة فى مصر 3 ملايين فدان، منها 1،8 مليون فدان ذرة بيضاء، و800 ألف فدان بيضاء، و400 ألف فدان ذرة رفيعة، ويتراوح السعر التسويقى للطن هذا الموسم ما بين 12-15 ألف جنيه، بأقل من الموسم الماضى ب5 آلاف جنيه. ويؤكد المهندس محمد خلف، مدير عام الشؤون الزراعية بمديرية الزراعة بالمنيا، أن المديرية قامت «بدور جاد»، منذ بداية الزراعة، وحتى الحصاد، حيث تمت تسوية مساحة 500 فدان بالليزر بالمجان، لزراعتها على مصاطب بالمحافظة، وتوفير جميع أنواع التقاوى من الفردى، والهجين للمزارعين عن طريق الإدارة العامة لإنتاج التقاوى، ومنافذ الإرشاد الزراعى، وكذا الجمعية المركزية والمشتركات لبيتها بالجمعيات الزراعية، وتوفير الأسمدة للمزارعين من اليوريا، والنترات وصرفها عن طريق كارت الفلاح، توفير المبيدات اللازمة لمكافحة دودة الحشد الخريفية الموصى بها من الوزارة. وتتصدر محافظة المنيا، محافظات الجمهورية، من حيث زراعة المحاصيل الاستراتيجية، كالقمح، والذرة الشامية، والبطاطس، وغيرها من الزراعات، كما تتميز بإنتاج الخضروات. وفى الشرقية، يقول محمود المهدى، أحد المزارعين، إنه يحرص على زراعة محصول الذرة الشامية سنوياً، كونه من المحاصيل الاستراتيجية الهامة التى تحقق هامش ربحا مناسبا للفلاح، خاصة فى ظل الاهتمام خلال الآونة الأخيرة بالمحاصيل الاستراتيجية، لافتا إلى أن محصول الذرة تتم زراعته فى عروتين، هما العروة الصيفية، والعروة النيلية «عروة الخريف»، وأنه يقوم بتجهيز الأرض وحرثها جيداً للبدء فى زراعتها، ثم إمدادها بالأسمدة والمبيدات الزراعية، خاصة العروة الصيفية التى تتم زراعتها خلال إبريل ومايو، كونها أكثر عرضة للإصابة بالآفات مثل الدودة القارضة، والحفار، لافتا إلى أن المحصول مبشر بالخير هذا العام. ويضيف سامى حسن، من المزارعين، أنه يحرص على زراعة مساحة كبيرة من محصول الذرة الشامية خاصة بعد البرسيم، أو الفول، أو الخضر، لما تحتاجه هذه المحاصيل من خدمة جيدة للأرض وإمدادها بالأسمدة العضوية التى تساهم فى خصوبة التربة وتهويتها، وبالتالى يكون نمو المحصول التالى سريعا وعالى الإنتاجية، ويحقق هامش ربح مناسبا للفلاح. ويوضح أن الذرة من المحاصيل التى لا تتحمل العطش أو زيادة مياه الرى، لذلك تتم عملية الرى بالغمر من 7 إلى 12 يوما، أما الرى بالتنقيط فيفضل أن يكون ما بين 2 و3 أيام، لافتاً إلى أنه من المحاصيل الهامة ولا يستطيع الفلاح الاستغناء عنه، وأنه يحرص على اصطحاب أسرته وأشقائه فى هذه الأيام للقيام بحصاد المحصول كونه يحتاج إلى أيدى عاملة، بدءاً من تقطيع العيدان وتركها فى الشمس عدة أيام، ثم تقطيع الكيزان من عيدان الذرة وجمعها، وتعبئتها فى شكائر وسط فرحة كبيرة، تزامناً مع بدء موسم الحصاد. ويقول المهندس سمير راشد، مدير عام المتابعة الميدانية والرقابة بمديرية الزراعة بالشرقية، إن الذرة تعتبر من المحاصيل الصيفية الهامة، وترجع أهميتها الاقتصادية لكونها غذاء للإنسان، والحيوان، مؤكداً حرص مديرية الزراعة على تنظيم العديد من الندوات واللقاءات المباشرة مع المزارعين قبل تجهيز وزراعة المحاصيل الصيفية، ومنها محصول الذرة، فضلا عن توفير التقاوى والتوعية بضرورة الالتزام بميعاد الزراعة المناسب، حيث تبدأ عملية الزراعة فى شهر مايو، وهو يسمح لنمو نبات الذرة نموا كاملا وتحقيق أعلى إنتاجية للفدان، وكذا المساهمة وبشكل كبير فى تجنب الإصابة بأمراض الثاقبات والمن، موضحا أن التأخير فى عملية الزراعة يؤدى إلى تعرض المحصول للإصابة بالآفات والأمراض، بالإضافة إلى التأثير على الإنتاجية. ويوضح مدير عام المتابعة أن محصول الذرة الشامية يدخل فى صناعة الأعلاف الجافة بنسب تصل إلى 70٪، وأيضا فى صناعة النشا، وزيت الذرة، وصناعة السيلاج بالكيزان وبدون كيزان، وصناعة الخبز، فى ظل اهتمام الدولة بالمحصول من خلال التوسع فى زراعة الأراضى الجديدة والمستصلحة حديثا، وذلك بهدف تقليل الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج، وأيضاً الحد من استيراد الأصناف التى تستخدم فى صناعة الأعلاف الحيوانية. ويشير «راشد» إلى تحديد سعر ضمان للمحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة، وفول الصويا، ودوار الشمس، وغيرها من المحاصيل الأخرى، بهدف تشجيع المزارعين على زراعتها، موضحاً أن محصول الذرة الشامية يعتبر من أهم محاصيل الحبوب بعد القمح والأرز لأهميته الاقتصادية، لافتاً إلى أن المساحة المزروعة بالمحصول هذا العام تقدر بحوالى 158 ألفا و359 فدانا بمختلف مراكز ومدن المحافظة، وذلك فى ظل اهتمام القيادة السياسية بالتوسع فى زراعة المحاصيل الزراعية، مثل الذرة والفول الصويا، بهدف إنتاج وتوفير الأعلاف، وكذلك إنتاج وصناعة الزيوت اللازمة للسوق المحلية.