قال الدكتور مصطفي محمدي، استشاري أمراض الباطنة والجهاز الهضمي وأخصائي مكافحة العدوى، أن طبيعة ونمط مرض جدري القرود صعبة جدًا في الانتقال ما بين البشر واحتمالية تحوره ضعيفة للغاية، لذلك فرضية انه يبقى وباءً عالميًا صعبة، وتشير كل الأبحاث والتقارير إلى أنه من غير المرجح أن يتحول جدري القردة إلى جائحة مثل «كورونا». وأوضح «محمدي»، أن منظمة الصحة العالمية تعلن ذلك عند تفشي أي مرض وهذا يشير إلى إمكانية انتقاله لبلدان أخرى، غير أن معظم الطوارئ الصحية ليست جوائح، نظرًا لأن إعلان الطارئة الصحية له معايير، فكان هناك 7 إعلانات حالة طوارئ ل 7 أمراض منها اثنتان تحولت لجوائح وهي أنفلونزا الخنازير وكورونا، كما توصي منظمة الصحة العالمية فقط بتحفيز إجراءات الترصد والفحص لاكتشاف المصابين وعلاجهم. جدري القردة وأشار إلى أن جدري القردة مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ (ينتقل من الحيوان إلى الإنسان) وتشبه أعراضه أعراض الإصابة بالجدري لكنه أقل شدّة، ومع أن الجدري كان قد اختفي من العالم تمامًا في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا، مستكملًا «فيروس جدري القردة ينتمي إلى نفس جنس وفصيلة فيروسات الجدري». وتابع، اكتشف فيروس جدري القردة لأوّل مرة في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن الدانمرك أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة، والعدوى تنتقل بالمرض عن طريق مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية. أعراض جدري القردة وقد وُثِّقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علمًا بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس، وأنه ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيدًا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به. وأضاف، أنه ينتقل المرض من إنسان إلى آخر عن طريق المخالطة المباشرة لإفرازات المجري التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء ملوثة بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات، كمان أنه ينتقل عن طريق الرذاذ مما يعرض افراد الاسرة لخطر الإصابة، ولكن ذلك يتطلب فترات طويلة من التواصل المباشر وجها لوجه مع الشخص المصاب، وقد ينتقل أيضا أثناء الحمل إلى الجنين مسببا ما يسمى جدري القردة الخلقي. جدري القردة - صورة أرشيفية لقاحات جدري القردة وأوضح «محمدي»، أنه لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة ولكن هذا اللقاح لم يعد متاحًا لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم، ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مسارًا أخف وطأة.