أجبرت التغيرات البحرية وغضب البحر وانحسار الأمواج وعدم الاستقرار فى الأجواء البحرية، الأجهزة التنفيذية فى محافظات مطروح والإسكندرية والدقهلية وبورسعيد ودمياط على إغلاق الشواطئ عدة مرات كليًا أو جزئيًا منذ بدء موسم الصيف الحالى حرصًا على حياة المواطنين، وسط إجراءات مسح بحرى شامل لعدد من الشواطئ لمعرفة أسباب ونتائج التغيرات التى تشهدها شواطئ البحر المتوسط. كانت محافظة مطروح صاحبة النصيب الأكبر فى إغلاق الشواطئ، وعلى الرغم من أن قرار الغلق صدر مرتين فقط إلا أن فترات الإغلاق امتدت لأكثر من 15 يومًا. قالت الدكتورة عبير السحرتى، رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، فى وزارة التعليم العالى، إن غلق الشواطئ أمام الرواد خاصة فى القطاع الغربى ومطروح يعد إجراء احترازيًا تلجأ بعض المحافظات الساحلية لاتخاذه لحماية المصطافين من الغرق خاصة أن معظم رواد الشواطئ لا يجيدون السباحة والتعامل مع الأمواج العالية وبالتالى يحدث سحب شديد من التيارات البحرية للشخص إلى داخل البحر ويفقد حياته فى الحال. وأوضحت «السحرتى» أن المعهد أجرى مسوحًا بحرية شاملة قام بها فريق علمى جرى تشكيله من مختلف التخصصات العلمية ذات الصلة بالبحر، بدأ عمله من محافظة الإسكندرية حتى شاطئ السلوم فى محافظة مطروح بطول 500 كيلومتر، بهدف رصد تأثير التيارات البحرية فى الشواطئ خاصة المغلقة من قبل الإدارة. وأشارت إلى أن الفريق العلمى البحثى يعكف حاليًا على تحليل العينات بمعامل المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، للوصول إلى النتيجة النهائية بشأن أسباب التغيرات البحرية وارتفاع الأمواج وانحسار البحر فى تلك الشواطئ، وإعداد تقرير فنى شامل يتم عرضه على وزير التعليم العالى. ولفتت إلى تحريك فريق بحثى متخصص لإجراء المسح البحرى فى شواطئ البحر المتوسط حتى مطروح، وأن مركز البيانات بالمعهد يستقبل من الفريق العلمى الإحداثيات والبيانات أولًا باول، وسيتم تقديم تقرير يتضمن رصد وتحليل قياسات منسوب سطح البحر بالساحل المصرى والبيانات الواردة من الشبكات الدولية للإنذار المبكر التى يستقبلها المعهد وتم تحليلها بواسطة أساتذة متخصصين، وأكدت عدم وجود أى مخاطر لحدوث تسونامى نتيجة زلزال كريت، المسجل فى 21 يوليو 2024، بينما تعتبر ظاهرة اضطراب أمواج البحر وانخفاض منسوبه نتيجة تغيرات طبيعية فى حالة الطقس والضغط الجوى وعمليات المد والجزر ولا تمثل تهديدًا لسواحلنا المصرية على البحر المتوسط. وقال الدكتور محمد عبدالرازق، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف فى الإسكندرية: تم غلق 20 شاطئًا فى العجمى والهانوفيل والبيطاش مرتين منذ انطلاق موسم الاصطياف الحالى حتى الآن. وأوضح «عبدالرازق» أن التقلبات الجوية واضطراب حالة البحر ساهمت فى التأثير على شواطئ الإسكندرية، وحرمان المرتادين من الاستمتاع بالبحر خلال الصيف، وتم غلق شواطئ القطاع الغربى مرتين حفاظًا على سلامة الرواد خاصة أنه فى تلك الأثناء يكون معدلات السحب أسفل الماء مرتفعة للغاية ولا يستطيع أحد التعامل معها حتى بعض الغواصين ورجال الإنقاذ. وأشار إلى أن الغلق ومنع الرواد من النزول إلى المياه والاستمتاع فقط بالرمل، فى شواطئ القطاع الغربى، جاء كونها الأكثر تأثرًا بتداعيات التقلبات البحرية وارتفاع الأمواج باعتبارها شواطئ مفتوحة لا يوجد بمعظمها حواجز أمواج طبيعية أو صناعية ما يهدد حياة الرواد، ولذلك تلجأ الإدارة المركزية للسياحة والمصايف إلى رفع الرايات الحمراء على الشواطئ لمنع الرواد من نزول البحر نهائيًا خاصة فى تلك الأثناء غير المستقرة. وأوضح أن الرايات تعتبر وسيلة تحذير للمصطافين للتعبير عن حالة البحر، إذ تعنى الرايات الحمراء عدم النزول إلى البحر نهائيًا، والصفراء أن البحر متاح للنزول مع توخى الحذر، والخضراء تعنى أن البحر آمن. وواصلت الأجهزة التنفيذية فى محافظة مطروح إغلاق عدد من الشواطئ أمام المصطافين بسبب سوء الأحوال الجوية وأصدرت قرارات بغلق عدد من الشواطئ بغرض حماية المصطافين والأهالى من نزولها خوفًا على حياتهم من الغرق وتحسبًا لأى تغيرات قد تصاحب النوات البحرية الصيفية. وصدرت تلك القرارات تدريجيًا من رفع الرايات الحمراء للسوداء لاتخاذ قرارات بغلق الشواطئ وانتهاء باتخاذ إجراءات غلق الطرق نهائيًا المؤدية إلى تلك الشواطئ. وقال رضا جاب الله، رئيس مدينة مرسى مطروح: إن قرارات غلق شواطئ فى مدينة مرسى مطروح لم تتخذ بشكل كامل سوى مرتين والأخيرة بدأت يوم الجمعة الماضى لحين تحسن أحوال الطقس. وأرجع رئيس مدينة مرسى مطروح أسباب الغلق إلى الالتزام بنشرات وتقارير الأرصاد الجوية التى تؤكد وجود نوات فى مثل هذه الأوقات من السنة، ومعروف لدى خبراء الأرصاد أنها تتسبب فى ارتفاع الأمواج ووجود ظاهرة سحب مياه البحر ما يُعد خطرًا على أرواح المصطافين والأهالى من أبناء المحافظة إذا قرروا النزول إلى البحر. ويضيف رئيس المدينة أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال تقارير الأرصاد الجوية بالنسبة لحالة البحر فى تقارير الطقس التى ترد الينا وبناء عليه يتم التحرك مسبقًا بقرارات تحجيم السباحة فى عدد من الشواطئ التى نطلق عليها الشواطئ المفتوحة، ومعناها أن تلك الشواطئ ليست كبقية شواطئ المدينة التى بها خلجان أو حواجز صخرية تحد من حركة الأمواج والسحب فيها بل مفتوحة على البحر الأبيض المتوسط دون عوائق أو حواجز صخرية تذكر أو لا توجد بينها وبين البحر المتوسط طبيعة صخرية تقلل من فرص ارتفاع الأمواج وشدة سحب التيارات المائية لمن يقوم بالسباحة فيها ولذلك تم تسميتها بالشواطئ المفتوحة. ويشير جاب الله إلى أن هناك تنسيقًا بين الأجهزة المعنية فى محافظة مطروح من شأنها حماية المصطافين والأهالى أثناء النوات. وعن تأهب جميع الأجهزة بالمدينة ورؤساء الشواطئ للطقس غير المستقر طبقًا لتوقعات خبراء الأرصاد الجوية بوجود نوة، يقول رئيس مدينة مرسى مطروح إن قرار الغلق لا يتخذ مرة واحدة ولكن هناك تدرج فى اتخاذ القرارات الخاصة بغلق الشواطئ بحسب اعتمادنا على تقارير الأرصاد الجوية ومتابعة سرعة الرياح واتجاهاتها وارتفاع الموج وسرعته وحركتى المد والجزر، وكل هذه الحسابات تُبنى على أساسها القرارات بالإغلاق للشواطئ حفاظًا على أرواح المصطافين. وعن أهم الشواطئ التى يتخذ حيالها قرارات بالغلق جاءت شواطئ الأبيض بالكامل (4 شواطئ)، إضافة إلى شاطئ أم الرخم غرب المدينة وشاطئ عجيبة غرب مرسى مطروح وشاطئ مينا حشيش فى الناحية الشرقية لمرسى مطروح والاقتصار على نزول الشاطئ وليس السباحة فى شواطئ كليوباترا والغرام واقتصار وجود المصطافين لمجرد التصوير فقط دون السباحة، حسب جاب الله. ويضيف رئيس المدينة أنه فور الاتفاق على قرارات الغلق تتخذ التدابير بإعلان حالة الغلق ومنع ممارسة السباحة إلا فى حالة تغير البحر وعودته إلى طبيعته وانتهاء النوة.