ضرب المنتخب الأولمبى لكرة القدم، بقيادة البرازيلى روجيرو ميكالى، موعدًا مع المجد عندما سطع في سماء فرنسا، وبات حديث كافة وكالات الأنباء العالمية عقب فوزه على إسبانيا لأول مرة في التاريخ بنتيجة 2-1، في المباراة التي أقيمت بينهما ضمن منافسات المجموعة الثالثة بأولمبياد فرنسا 2024، ليتأهل إلى دور الثمانية في مواجهة باراجواى المقرر لها الجمعة على ملعب فيلودروم بمدينة مارسيليا التي توجهت لها البعثة أمس. قدم ميكالى، المدير الفنى للمنتخب الأولمبى، واللاعبون عرضًا رائعًا، وتعاملوا بذكاء شديد وفقًا لقدرات وإمكانيات المنافس الذي يعد واحدًا من أفضل المنتخبات في العالم. ونجح المدرب البرازيلى المخضرم في فك طلاسم «الماتادور» طوال شوطى المباراة، ولو أحسن اللاعبون استغلال الفرص التي سنحت لهم لخرج الفريق فائزًا بنتيجة أكبر، ولعبت خبرات كل من أحمد مصطفى زيزو ومحمد الننى دورًا بارزًا في مواجهة المنافس، بالإضافة إلى تألق كل من حمزة علاء الحارس العملاق، وحسام عبدالمجيد وعمر فايد وإبراهيم عادل صاحب الهدفين وأسامة فيصل وأحمد نبيل كوكا. وعاشت البعثة المصرية ليلة سعيدة، وشهدت غرفة خلع الملابس احتفالات كبيرة للاعبين والجهاز الفنى وهتافات للمدرب البرازيلى «ميكالى» باعتباره صاحب الدور الأكبر في تصدر الفريق المجموعة وتحقيق الفوز على إسبانيا. وأشاد محمد بركات، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، المشرف على الفريق، بالأداء والروح القتالية التي ظهر بها اللاعبون، وقال «بركات» في حديثه إلى اللاعبين: «الماتش ده يُسجل في تاريخ كل واحد فيكم.. أثبتنا لنفسنا إننا نقدر نلعب ونكمل وإن إحنا ممكن نجيب ميدالية.. النهارده نبنى على الماتش ده، وكل ماتش هننزل ناكل أي حد قدامنا، يا رجالة أي حد قدامنا هناكله طول ما إحنا رجالة في الملعب». من جانبه، أكد روجيرو ميكالى، المدير الفنى، أن الإيمان بالذات هو السلاح الذي قادنا للفوز، فلاعبونا دخلوا الملعب وعقولهم مليئة بالعزيمة والإصرار، وتحولوا إلى محاربين شجعان في مواجهة خصم قوى، نحن لم نترك فرصة للخصم، وسيطرنا على مجريات اللعب منذ البداية. هذا الانتصار ليس مجرد نتيجة، بل هو ثمرة عمل شاق وتضحيات كبيرة. وأضاف المدرب البرازيلى: «لا نهتم بمن سنواجه في الدور القادم، فكل تركيزنا منصب على تجهيز اللاعبين بدنيًّا وذهنيًّا للمباراة المقبلة. هدفنا واحد: تقديم أفضل ما لدينا مهما كانت الظروف، نحن نحتاج إلى استغلال الفترة الحالية لتجديد طاقة اللاعبين، بعد المجهود الكبير الذي بذلوه في المباريات الثلاث الماضية». فيما أكد الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، أنه سعيد بفوز المنتخب المصرى الأوليمبى على إسبانيا، مشيرًا إلى أن الرياضة دائمًا تُسعد الجمهور، وتجعلهم فخورين بالإنجازات، مبديًا ثقته في كل أعضاء البعثة المصرية من أجل استمرار المنافسة بقوة في أولمبياد باريس 2024. وقال «صبحى»: «نسعى لفرض حالة الاستقرار على الرياضة في مصر، وكانت هناك اتحادات رياضية يتم حلها بعد 6 شهور، واتحاد الطائرة على سبيل المثال كان يرحل بعد 8 شهور فقط بسبب قيام البعض برفع دعاوى قضائية، والفترة الماضية كان الاتجاه في الوزارة هو تحقيق الاستقرار من أجل عمل برامج وخطط لتطوير الرياضة في مصر بشكل كامل». وأضاف: «كرة القدم أيضًا كانت تحتاج لفرض الاستقرار، وأصبحت هناك رابطة الأندية التي تدير 18 ناديًا، وتم التركيز على أن يدير اتحاد الكرة منتخبات مصر، وأصبح هناك تركيز كامل على ذلك، والهدف كان تحقيق الاستقرار، ومنتخب مصر الأولمبى ظُلم نوعًا ما في الفترة الماضية، لكن كنا ندعمه ونسانده ونحافظ عليه قدر الإمكان، والمنتخب قدم مستوى طيبًا في بطولة إفريقيا 2023 بالمغرب. كما مر بظروف أخرى، خصوصًا أن الفيفا لا يضع الأولمبياد ضمن الأجندة، ولا يمكن الحصول على لاعب محترف، والأندية الخارجية لن تمنح المحترفين للمنتخب، وكذلك الأندية المصرية في الرمق الأخير من الدورى من الصعب أن تسمح للاعبيها بالانضمام لصفوف المنتخب».