تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البرى لأحياء فى مدينة رفح الفلسطينية، والتوغل فى عدة أحياء من غزة وسط قصف جوى ومدفعى، إذ ارتكب الجيش الإسرائيلى مجزرة مروّعة فى مدرسة تؤوى نازحين بدير البلح وسط القطاع، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 شخصًا وإصابة أكثر من 100 مواطن. وقال القيادى فى حماس، أسامة حمدان، فى تصريحات صحفية له، إن الاحتلال يواصل نشر الأكاذيب بادعائه أن مدرسة خديجة تُستخدم كمجمع قيادة للحركة، مشيرًا إلى أن ما حدث فى دير البلح استمرار لمخطط الإبادة الجماعية الذى يمارسه الاحتلال الإسرائيلى. وأكد «حمدان» أن «حماس» وافقت على اقتراحات الوسطاء الجادة، لكن الاحتلال لا يريد وقف عدوانه، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول الضغط على المقاومة من خلال تصعيد عملياته العسكرية. وأوضح حمدان أن طلبات الإخلاء التى يعلنها الاحتلال فى قطاع غزة هى تمهيد لمجازر جديدة، مؤكدًا أن الحركة لن تقبل بأى وجود لقوات الاحتلال الإسرائيلى على أراضى قطاع غزة. بدوره، قال الدكتور فتحى حماد، عضو المكتب السياسى لحركة حماس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى حاول خلال كلمته أمام الكونجرس الأمريكى، تزوير الحقائق وقلب الوقائع، وطمس الصورة، من خلال سلسلة من الأكاذيب والافتراءات الباطلة، التى كرر فيها روايته الكاذبة، وسرديته المفتراة، التى أطلقها فى الأيام الأولى لعدوانه على قطاع غزة. وأضاف حماد أن جرائم الاحتلال الإسرائيلى لم تتوقف عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولا عن قتل الجرحى وإعدام الأسرى، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال قصف منزله فى بداية عدوانه على قطاع غزة، وقتل خمسة من أفراد عائلته، من بينهم إحدى حفيداته التى لم يتجاوز عمرها السنة والنصف. وأوضح: شركاء الجريمة يصفقون للأكاذيب فى الكونجرس، بينما ترتكب طائرات العدو الصهيونى المجازر بحق الآمنين فى رفح وخان يونس والوسطى. وتابع: «يبرع نتنياهو فى الكذب وهو الذى فشل سياسيًا وعسكريًا واستخباريًا يوم السابع من أكتوبر، فاستعاض عنه بقتل المدنيين، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق أهلنا فى قطاع غزة، واستخدامهم دروعًا بشرية أمام دباباته وجنوده الجبناء، محاولًا إخفاء هزيمته النكراء التى مُنى بها، بل استمر بقتل أسراه بالقصف المتعمد هربًا من استحقاقات دفع فاتورة ذلك، غير آبه بحياتهم ومصيرهم، فكل ما يهمه هو مستقبله السياسى». وأكد حماد: «الفلسطينيون، رغم كل التضحيات لن يخضعوا ولن يستسلموا، وهذه المقاومة ستبقى عصية قوية، وقادتها سيبقون فى الميدان، مدافعين عن وطنهم، وحماةً لشعبهم». وقالت وزارة الصحة فى قطاع غزة إن الاحتلال ارتكب 4 مجازر فى القطاع وصل منها للمستشفيات 41 شهيدًا و103 إصابات فى غضون 24 ساعة. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، فى بيان، أمس، ارتفاع أعداد شهداء العدوان الإسرائيلى على غزة إلى 39 ألفًا و258 شهيدًا ونحو 90 ألفًا و589 مصابًا، منذ 7 أكتوبر الماضى. وقال المكتب الإعلامى الحكومى بغزة إن المقاتلات الحربية الإسرائيلية أغارت بثلاثة صواريخ على مستشفى ميدانى مُقام داخل مدرسة خديجة فى دير البلح، مما أدى لاستشهاد 30 شخصًا وإصابة أكثر من 100 مواطن بينهم أطفال ونساء، مشيرًا إلى ما تعانيه الطواقم الطبية من ضغط هائل وسط عجز كبير فى غرف العمليات الجراحية، ونقص فى المستلزمات الصحية والمستهلكات الطبية. ميدانيًا، شنت مقاتلات الاحتلال الحربية غارات على منزل لعائلة فى منطقة مصبح شمال رفح، ما أدى إلى استشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين، كما استهدف جيش الاحتلال منطقة القرارة شمال خان يونس بقصف مدفعى، ونسف مجموعة من المبانى السكنية فى شمال المحافظة الوسطى. وأطلقت مدفعية الاحتلال الإسرائيلى نيرانها تجاه خيام النازحين ومنازل المواطنين فى منطقة قيزان النجار وقيزان أبو رشوان جنوبى مدينة خان يونس، وفى المناطق الشمالية بمدينة رفح جنوب القطاع. وأفاد مواطنون بأن دبابات الاحتلال تحاصر عائلات فلسطينية قرب مفترق مصبح/ ميراج شمالى مدينة رفح، وتواصل القصف بشكل عشوائى فى المنطقة، كما وجه جيش الاحتلال أوامر جديدة بالإخلاء القسرى لكامل الحدود الشمالية لمدينة رفح والجنوبية لمدينة خان يونس. وأوضح محمد المغير، مدير إدارة الإمداد والتجهيز بالمديرية العامة للدفاع المدنى فى قطاع غزة، أن الاحتلال قلص المساحة الإنسانية فى محافظة خان يونس من 45 كيلومترًا مربعًا إلى 28 كيلومترًا مربعًا بعد إزالة العديد من البلوكات الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك، قلص الاحتلال الإسرائيلى مساحة المنطقة الآمنة فى محافظة الوسطى بمقدار 20 كيلومترًا مربعًا، ليصبح إجمالى المساحة الآمنة 48 كيلومترًا مربعًا من أصل 65 كيلومترًا مربعًا، حيث يعيش فيها مليون وسبعمائة ألف فلسطينى، مما يجعلها واحدة من أعلى المناطق كثافة سكانية فى العالم. وتستمر العملية العسكرية البرية الإسرائيلية فى المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون فى منازلهم المتبقية أو عند أقاربهم، وقضوا ليلتهم الأولى فى الطرقات والشوارع. وأفاد شهود عيان ومصادر محلية بأن آليات عسكرية إسرائيلية، بما فى ذلك دبابات وناقلات جند وجرافات ضخمة، تشارك فى العملية التى يدعى الاحتلال أنها رد على إطلاق صواريخ من المنطقة ورصد نشاط عسكرى جديد لحركة حماس، بينما نفت المصادر حدوث أى عمليات إطلاق صواريخ من المنطقة خلال الشهرين الماضيين. وأضاف الشهود والمصادر أن عناصر من المقاومة الفلسطينية تصدوا للآليات المتوغلة واستهدفوها بالعبوات الناسفة والتفجير. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلى ووسائل الإعلام العبرية فيديو يوثق دخول الفريق القتالى التابع للواء السابع إلى خان يونس، حيث يظهر الشريط عشرات الآليات تقتحم المدينة التى تم تقليص المنطقة الآمنة فيها غربًا.
