أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد القيادي في حركة «حماس»، المعتقل الإداري مصطفى محمد أبوعره، الذي يبلغ من العمر 63 عامًا من بلدة عقابا بطوباس، بعد نقله من سجن «ريمون» إلى مستشفى «سوروكا» جراء تدهور صحته. وتعرض الأسير للاعتقال مرات عديدة منذ عام 1990، متزوج وأب ل 7 من الأبناء، بلغت مجموع سنوات اعتقاله نحو 12 عاما، وذكرت الهيئة والنادي، في بيان، أن أبوعره منذ لحظة اعتقاله، واجه إجراءات غير مسبوقة منذ بدء حرب الإبادة، مثل كافة الأسرى، وأبرزها جرائم التعذيب، والتجويع، فضلا عن الجرائم الطبية، مشيرة إلى أنه تعرض لعملية قتل بطيء نفذت بحقه منذ لحظة اعتقاله وحرمانه من العلاج. وحمّلت الهيئة والنادي إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد أبوعره، وعن مصير الأسرى والمعتقلين كافة الذين يبلغ عددهم أكثر من 9700 فلسطيني، والأسير مصطفى أبوعرة هو رقم 55، ممن قتلهم الاحتلال داخل السجون منذ بدء حرب الإبادة الجماعية بنفس الأسلوب والطريقة. من ناحيتها، قالت وزارة الأسرى والمحررين، إن الاحتلال يعتقل قرابة 5000 أسير من غزة لا تتوفر حولهم معلومات دقيقة بسبب انتهاكاته ضدهم وإخفائهم قسريًا في جريمة ضد الإنسانية، مؤكدة أنها وثقت شهادات صادمة ومفزعة أدلى بها عدد من الأسرى المفرج عنهم حديثًا من غزة حول ممارسات جيش الاحتلال الوحشية التي تشكل جرائم ضد الإنسانية وتخالف كل قواعد ومبادئ القانون الدولي والإنساني. وأضافت الوزارة، أن أحد الأسرى المفرج عنهم من السجون، يروي أن جيش الاحتلال استخدم عددًا من الأسرى دروعاً بشرية خلال اقتحامه أكثر من مخيم وحي في قطاع غزة، خاصة في مخيم جباليا، حيث قام الاحتلال بإلباسهم زي العسكري لجيشه وأجبرهم تحت تهديد السلاح ومراقبة طائرات «الكواد كابتر» على التقدم أمام الدبابات والآليات العسكرية في شوارع المخيم تحت أصوات القصف وإطلاق النار، وعرض حياتهم بشكل فعلي لخطر الموت. ولفتت الوزارة إلى أن سجون الاحتلال أصبحت ممتلئة جداً بالأسرى من كل الفئات والأعمار، وأن هناك مؤشرات على وجود أوبئة وأمراض نتيجة تكدس الأسرى وعدم وجود أدوية أو عيادات طبية، ودعت لإدخال لجان دولية ومنظمات حقوقية خاصة منظمة الصليب الأحمر التي لم تحرك ساكناً حتى اللحظة، لمتابعة أوضاع الأسرى بشكل عام وأسرى غزة خاصة. من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، خلال اتصال مع عائلة الشهيد، أن الاحتلال تعمد قتل الشيخ أبوعرة بعد أن عجز عن ثنيه عن مواقفه البطولية، موضحا أن كل جرائم الاحتلال لن تثني أبناء فلسطين عن خيار الصمود والمواجهة. من ناحيتها نعت حركة الجهاد، الشهيد الأسير، وذكرت أنه شاهد جديد على التعذيب الممنهج والإهمال الطبي المتعمد الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى، مشددة على أن هذه الجريمة النكراء تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود في انتهاك حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، داعية المنظمات الدولية والحقوقية للوقوف إلى جانب الأسرى في السجون الاسرائيلية والضغط على الاحتلال لإنهاء ممارساته الوحشية وضمان حقوق الأسرى. وحملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الاحتلال الإسرائيلي، وقادته، الذين وصفتهم ب «الجبناء»، المسؤولية الكاملة عن جريمة الاغتيال والتي ترقى إلى جرائم الحرب، مؤكدة أن هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني والأسرى والتي تصاعدت في الشهور الأخيرة، وتابعت: الرد على جريمة الاغتيال وجرائم الاحتلال بحق الأسرى بتصعيد المقاومة في كافة مناطق الضفة، ولن يكون هناك أي صهيوني آمن أو بمنأى عن ضربات المقاومة. ولفتت الجبهة في بيان، إلى أن المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بصمتهم المخزي متواطئون جميعاً مع الاحتلال في جرائمه وهناك حالة صمت مريبة أمام ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات وتنكيل وتعذيب وسياسات إعدام بطئ.