أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليوم الجمعة، إدراج دير القديس هيلاريون في قطاع غزة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المُعرض للخطر. وقالت المنظمة التي تعقد اجتماعا للجنة التراث العالمي في نيودلهي، إن هذا القرار يعترف بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع وواجب حمايته من المخاطر الوشيكة، خاصة أن آثار الدير الواقعة على تلال ساحل النصيرات، تعود إلى واحد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وتُعتبر بمنزلة شهادة استثنائية ومنقطعة النظير على نشأة المسيحية في المنطقة. وتقع أطلال دير القديس هيلاريون في بلدية النصيرات، على بعد حوالي 10 كيلومتر جنوب مدينة غزة، على تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا، مما جعله مركزًا مهما للتبادل الثقافي والاقتصادي، واستمر هذا الدير في الاستخدام والتطور حتى القرن الثامن الميلادي ويظهر دير القديس هيلاريون على خريطة فسيفساء مادبا الأثرية من القرن السادس باسم طاباتا. واعتبرت المنظمة أن هذا الموقع الأثري يعد الأكبر في الشرق الأوسط منذ العهد البيزنطي، وأحد أهم وأقدم الأديرة في فلسطين وبلاد الشام، شاملًا الهياكل الكنسية، والتحف الأثرية، بما في ذلك فسيفساء استثنائية، كما تشتمل الأرضيات على نقش يوناني مزخرف بزخارف دائرية، وفقا لما نقلت وكالة «وفا» الفلسطينية. من جانبه قال مدير التراث العالمي إيلوندو لازاري، وفقا لما نقلت وكالة «فرانس برس»، إن الطلب صدر عن فلسطين، التي تعتبر اللجوء إلى اليونسكو، هو الملاذ الوحيد لحماية الموقع من الدمار في ظل الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ 7 أكتوبر الماضي. وقال وزير السياحة والآثار الفلسطينية، هاني الحايك، إن التسجيل الطارئ يأتي ضمن تعليمات الرئيس محمود عباس وجهود دولة فلسطين والحكومة الفلسطينية برئاسة محمد مصطفى في الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني في قطاع غزة في ظل الحرب الهمجية والابادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء القطاع، فضلا عن تدمير أكثر من 100 موقع تراثي وأثري وثقافي بشكل كلي أو جزئي. وأشار إلى أن التسجيل يعبر عن اعتراف أممي بأهمية التراث الفلسطيني وبسيادة دولة فلسطين على ترابها وتراثها، فيما يعتبر التسجيل كسادس موقع تراث عالمي فلسطيني على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.