قال الدكتور مهدى عفيفى عضو الحزب الديمقراطى الأمريكى، إن إعلان انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الانتخابات الرئاسية المقبلة، «قرار ذكي» وجاء بتوافق داخل الحزب الديمقراطي، مشيرا في حوار ل «المصري اليوم»، أن سيكون بطلا، لكونه فضل مصلحة الدولة والحزب على مصالحه الشخصية، وأضاف أن ترشيح كامالا هاريس ستكون شخصية ليست نسخة من بايدن أو أوباما، كما أنه لن يكون هناك تغيير أمام القضايا العربية بل لصالح إسرائيل، فيما شن هجوما على ترامب، بأنه أراد تحويل أمريكا من دولة ديمقراطية إلى شبه ديكتاتورية، وإلي نص الحوار: ** لماذا أعلن بايدن الانسحاب من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، انسحابه من معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر لها في 5 نوفمبر المقبل، جاء نتيجة قرار توافقي داخل الحزب، رغم أن هناك انقسامات وكان هناك تضارب، خاصة في مواجهة ديناميكيات الحزب الجمهوري، الذي كان يفضل استمرار بايدن باعتبار أن الصراع الانتخابي سيكون سهلا لأن الجمهوري يركز على القضايا الشخصية وليس القضايا المصيرية، حيث أن حزب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لم يقدم أي برنامج انتخابي. ** لكن بايدن في البداية لم يكن مقتنعا بفكرة الانسحاب وخرجت تسريبات أن لديه رغبة بخوض الانتخابات لكنه استسلم لضغوط من الحزب، كيف ترى ذلك؟ الحزب الديمقراطي كان ولايزال لديه تخوف على فكرة الديمقراطية من قبل ترامب، وفي ظل وجود قلق بالنسبة للولايات المتأرجحة، ونحو 37 عضوا في الكونجرس، طالبوا بايدن بالتنحي عن فكرة الاستمرار بالمارثون الانتخابي، حيث كان هناك تخوف كبير، أنه في حالة استمر بايدن وخسر الحزب الديمقراطي، مجلس النواب والشيوخ، ستكون أزمة كبيرة يواجهها الحزب، ليس هذا فحسب بل أزمة تواجهها الديمقراطية الأمريكية، وكانت هناك مشاوارت منذ فترة، خاصة بعد المناظرة الشهيرة بين بايدن وترامب في 27 يونيو الماضي، لذلك سارع كل من الرئيس الأسبق باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والمقربين من شخص بايدن في المجلسين، بإقناعه بضرورة الدفع بشخص توافقي. ** هناك من يقول أن الإعلان عن إصابة بايدن بفيروس كورنا، كان «شماعة» وبداية لإعلان انسحابه، هل هذا صحيح؟ أتفهم ذلك لو تم الإعلان من قبل دونالد ترامب، لكنني ضد نظريات المؤامرة، ففي الحزب الديمقراطي كل شئ يتم نشره في العلن، فكل الرؤساء يقومون بالرد على تسآولات الشارع وفي مقدمتهم بايدن، مقارنة بترامب، وهناك تقرير من طبيب البيت الأبيض، عن حجم الإصابة ونوعية الدواء، كما أن الإصابة كانت سببا في إلغاء مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. **هل تعتقد أن انسحاب بايدن، أنقذ الحزب الديمقراطي؟ انسحاب بايدن من الانتخابات الرئاسية قرار ذكي وصائب وجاء في وقت صحيح، وعندما يكون الرئيس في أخر فترة ولايته يتصرف بحرية، وسيظل رئيس حتى شهر يناير المقبل، وقراراته تكون أكثر حرية ويتفرغ لاستكمال برنامجه ومسيرته وهناك تفهم لخطورة عودة ترامب. ** تتحاملون كثيرا على ترامب، ما هي الأدلة حول خطورة ما تقول؟ ترامب يتعامل بفوقية شديدة، وقد ظهر في احدى القمم بأنه يدفع رئيس دولة أخرى من أجل التقاط صور وهو في المنتصف، كما أنه أراد تحويل الولاياتالمتحدةالأمريكية من دولة ديمقراطية إلى شبه ديكتاتورية، وهو كلام مكتوب من خلال أقوي مركز فكري للحزب الجمهوري، لذلك هناك خطورة شديدة من القرارات الأحادية وليست القرارات المؤسسية، التي يحكمها الكونجرس، كما أن ترامب يريد أن يسيطر على البيت الأبيض ومجلس النواب والشيوخ. ** يعني أراك تصف بايدن، بأنه بطل؟ بالفعل سيخرج بايدن كأنه بطل، فضًل مصلحة الدولة والحزب الديمقراطي على استمرار الحكم، مقارنة ب ترامب، الذي يمثل أنه البطل والرجل القوي، إثر محاولة اغتياله، كما أن بايدن لم ينتظر اجتماع الحزب في 28 أغسطس، حتى يقرر مصيره بل استبق تلك الأحداث، حتى يسارع الحزب بتقديم مرشحه التوافقي. ** في ظل وجود بايدن وترامب، كان هناك عزوف من الناخبين المستقلين، هل ستتغير الخريطة الانتخابية؟ أعتقد ذلك، أولا أن المؤتمر الانتخابي للحزب الديمقراطي سيكشف خطة الحزب، فضلا عن أن كل الناخبين الديمقراطيين سيؤيدون كامالا هاريس، فضلا عن أن الناخبين المستقلين جزء كبير منهم سيتجه لدعم المرشح الديمقراطي. ** كامالا هاريس أم ستتم إجراء انتخابات داخلية للحزب لاختيار مرشح أخر؟ الرئيس الأمريكي جو بايدن، اختار ترشيح وتأييد نائبته كامالا هاريس، وهذا مجرد اقتراح، وليس تسليمها مقاليد الأمور، كما أن الرئيس السابق بيل كلينتون وهيلاري كلينتون، أيدوا ترشحيها فضلا عن الرئيس الأسبق باراك أوباما،، ومع ذلك لابد أن يكون هناك توافق، وفي هذه الفترة لا ننسى تأثير أوباما على السود والأقليات، وفي وقت سابق أعلن أوباما أن هناك مشاوروات داخل الحزب، الذي يرى الأصلح، مابين هاريس، وحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، رغم أنه أعلن تأييده لترشح هاريس. ** ترامب قال إن مواجه هاريس أسهل من بايدن، كيف ترى ذلك؟ هذا غير صحيح، فالمؤسسات، التي تدعم ترامب، تعض الأصابع، والحزب الجمهوري من الطبيعي أن يكون ضد كامالا هاريس، وفي ظل شعورهم بالخطر، يحاولون تشويهها، ونقاط الضعف، التي استطاعوا استعمالها مع بايدن، لن يتمكنوا من استغلالها، كما أن تاريخيا ترامب ضد النساء. ** بالنسبة لما يخص القضايا العربية، كيف ستكون هاريس، هل ستكون مجرد ولاية جديدة لبايدن، أم ماذا؟ القضايا العربية ومنها فلسطين وغزة، لا تتغير بتغير الإدارة الأمريكية سواء جمهوري أو ديمقراطي، والتعويل على ذلك ليس صحيح، ودعني أقول أن لو جاء رئيس أمريكي من أصل عربي، سيوافق على ما يقوم به الكونجرس، الذي أيد كل مشروعات القوانين والقرارات لصالح إسرائيل بنسبة 99.9 %، بينما لايكون توافق على المشروعات داخل أمريكا وأحيانا تصل إلى 50%، وهاريس ليست نسخة من أوباما أو بايدن، بل هي شخصية مختلفة، وأول رئيسة سيدة، ستعمل على إحداث تغيرات إيجابية بالنسبة لقضايا المرأة، لكن ننتظر من سيكون مرشح نائب الرئيس وهذا هو أمر بالغ الأهمية.