لا تزال مسألة مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في انتخابات الرئاسة المرتقبة في نوفمبر المقبل، كمرشح عن الحزب الديمقراطي، يكتنفها الغموض، إذ تزايد القلق في أوساط الحزب في الآونة الأخيرة، لاسيما مع تأكيد الرئيس الأمريكي خوضه الانتخابات بالرغم من التقارير تتحدث عن تزايد حجم الضغوط والتحركات داخل الحزب من بينها ضغوط من قادة أعمال ومانحين وأعضاء من مجلس النواب من الحزب، وصلت إلى أن أفرادا من عائلة «بايدن» تبحث مسألة خروجه من السباق الانتخابي الحالى بشكل لائق. وأكد بايدن أكد أمس الأول، أنه سيستأنف جولته الانتخابية الأسبوع المقبل، حيث قال بيان صادر عن حملته: «الرهانات كبيرة والخيار واضح. سنفوز»، معتبرا أن «الرؤية المتشائمة لدونالد ترامب حول المستقبل لا تمثل الأمريكيين. وبدأت الدعوات المطالبة «بايدن» بالانسحاب عقب «المناظرة» الأولى بينه وبين منافسه مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب التي وصفت بالكارثية في 27 يونيو الماضي. ووفقا لهذه الضغوط المتزايدة فقد تحدث الإعلام عن 5 مرشحين محتملين لخلافة «بايدن» في خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية. وتتقدم نائبة «بايدن»، كامالا هاريس الأسماء المرشحة لخلافته، وإذا أصبحت هاريس (59 عاما)، والتى سبق لها أن أن شغلت منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، مرشحة الحزب الديمقراطي، وإن فازت في انتخابات نوفمبر، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولاياتالمتحدة، وهي حاليا أول أمريكية من أصل إفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس. وعلى الرغم من ميولها اليسارية بشأن قضايا أمثال زواج المثليين وعقوبة الإعدام، إلا أنها واجهت هجمات متكررة من «التقدميين» لأنها لم تكن تقدمية بما فيه الكفاية، وكانت موضوع مقال رأي سيئ بقلم أستاذة القانون في جامعة سان فرانسيسكو لارا بازيلون. ومن بين الأسماء المطروحة، حاكمة ولاية ميشيجان، جريتشن ويتمر، وتمثل ويتمر الجناح المعتدل في الحزب الديمقراطي، وهي مدافعة كبيرة عن الحقوق الإنجابية. وفي حملة عام 2022، كانت «ويتمر» واحدة من 3 أذرع أعطت الديمقراطيين في الولاية المتأرجحة سيطرة كاملة، من خلال الفوز بمقعد الحاكم ومجلسي النواب والشيوخ، لأول مرة منذ 40 عامًا. وفي عام 2020، أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، محاولة اختطاف «ويتمر»، على يد مجموعة تنتمي ل«ميليشيا ميشيجان»، المشككين في وجود فيروس كورونا والرافضين لقرارها بفرض إجراءات احترازية. والمرشح الثالث هو حاكم ولاية بنسلفانيا والمدعي السابق للولاية جوش شابيرو، حيث حصل شابيرو على إشادات واسعة من الديمقراطيين والجمهورين على طريقة تعامله مع حادثة إطلاق النار على «ترامب» في تجمع انتخابي في بنسلفانيا. وتكمن أهمية «شابيرو» في قدرته على الحصول على موافقة نسبة كبيرة من الجمهوريين على عمله، في الولاية المتأرجحة، إذ أصبح حاكم ولاية «بنسلفانيا» في عام 2022، متغلبا على منافسه الجمهوري، أصبح المدعي العام للولاية، وتكمن أهمية شابيرو، في، والتي فاز فيها بمنصب الحاكم على خصمه الجمهوري في 2022. ودافع «شابيرو» عن بايدن بعد المناظرة، وقال في تصريحات على شبكة CNN: «هذه النتيجة النهائية.. لقد خاض بايدن ليلة مناظرة سيئة، لكن ترمب كان رئيسًا سيئًا»، والمرشح الرابع المحتمل، هو حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم ويعد، «نيوسوم»، وهو عمدة سان فرانسيسكو السابق الذي خدم لفترتين كنائب حاكم. ويعتبر «نيوسوم» جامع تبرعات كبير للحزب الديمقراطي، إذ أعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسية عام 2028. وتردد اسم حاكم ولاية إلينوى، جى بى بى بريتزكر، كبديل محتمل ل«بايدن»، إذ دخل بريتزكر الحياة السياسية مبكرًا، وتولى منصب الحاكم مرتين منذ عام 2019، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2022. واشتهر حاكم الولاية، الذي ورث ثروة هائلة تقدر بنحو 3.5 مليار دولار منها سلسلة فنادق حياة، بانتقاداته اللاذعة لترمب. وظل بريتزكر، وهو جامع تبرعات ديمقراطي بارز، مدافعًا عن استمرار بايدن في السباق، على الرغم من الانقسامات المتزايدة، كما لديه سجل تقدمي حافل في ما يتعلق بحقوق الإجهاض والسيطرة على الأسلحة.