قال الدكتور إحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهورى الأمريكى، إن محاولة الاغتيال التى تعرض لها المرشح الرئاسى دونالد ترامب، تأتى فى سياق حملة التحريض على شخصه من قبل الحزب الديمقراطى والرئيس جو بايدن، بأنه «نازى ويهدد الديمقراطية». وأضاف «الخطيب»، فى حواره ل«المصرى اليوم»، أن طريقة تعامل ترامب مع الحادث أظهرت عبقريته ورفعت أسهمه وشعبيته، وإلى نص الحوار: ■ بداية كيف نظر الحزب الجمهورى إلى محاولة اغتيال دونالد ترامب؟ - الحزب الجمهورى يضع محاولة الاغتيال فى سياق الحملة الشعواء على الرئيس السابق والمرشح الرئاسى الحالى دونالد ترامب، والتحريض عليه والاتهامات المتكررة بأنه شخص عنصرى وديكتاتور ونازى. ■ لكن الحزب الديمقراطى سارع بإدانة الحادث؟ - نعم الحزب الديمقراطى أدان محاولة الاغتيال الآثمة، لكن ليس بشكل كافٍ ويحاول جعل الأمر مرتبطا بموضوع السلاح فى الولاياتالمتحدة، وكذلك العنف السياسى بشكل عام، والأمر ليس كذلك، بل بمحاولة تدمير ترامب باستعمال القانون كسلاح فى قضايا جنائية ومدنية وشيطنته أنه هتلر ويهدد الديمقراطية. ■ من المؤكد أن هناك أسباب دفعت الجانى؟ - بالفعل الجانى مرتكب حادث عملية الاغتيال غاضب على دونالد ترامب وعلى الحزب الجمهورى، لكن الديمقراطية لا تجعله يلجأ للعنف والقتل، والدوافع بسبب التحريض على شخصه. ■ هناك من يقول إن محاولة الاغتيال زادت من شعبية ترامب، هل هذا صحيح؟ - نعم من المؤكد أن محاولة الاغتيال ساعدت ترامب، ومن خلال استطلاعات الرأى أظهرت تلك المؤشرات أن هذه المحاولة ستزيد من حماسة الناخب الجمهورى للاقتراع يوم الانتخابات، والأرقام كانت كلها توحى بأن الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها فى نوفمبر المقبل قد حسمت لصالح ترامب وهذا قبل محاولة الاغتيال، لكن طريقة تفاعل ترامب مع حادث الاغتيال أظهرت قوته وعناده. ■ ماذا تعنى؟ - أعتقد أن ترامب قد أظهر عبقريته فى تعامله مع محاولة الاغتيال، وسرعة بديهته رفعت من أسهمه فى كيفية التعامل مع الحادث، ورغم أنه كان متقدما على بايدن قبل عملية الاغتيال، وقد ظهر ذلك فى المناظرة الشهيرة فى 27 يونيو الماضى، إلا أن محاولة الاغتيال ستزيد من هذا التقدم. ■ هل ستدفع محاولة الاغتيال لتغيير رأى الناخب الديمقراطى أم حرص الناخب الجمهورى على الإدلاء بصوته فى الانتخابات؟ - حادثة الاغتيال الفاشلة لن تدفع الناخب الديمقراطى لتأييد ترامب، بل ستكون حافزا إضافيا للناخب الجمهورى أن يذهب للاقتراع فى يوم الانتخابات، خاصة أن ترامب أظهر عبقريته فى استغلال الفرص، فعندما كان يهتف بحياة الولاياتالمتحدةالأمريكية ويقوم برفع يده ويلوح لأجهزة الأمن بالتريث عندما كانوا يحيطون به للدفاع عنه، زاد من شعبيته بين الجمهوريين، وأعتقد أن الصورة، التى التقطت له والدم على وجهه وقبضته مرفوعة والعلم الأمريكى خلفه، ستكون صورة أيقونة وستزين الدعاية الانتخابية، التى يتم بيعها وترويجها. ■ ماذا لو نجحت عمليه الاغتيال، من كان البديل، وهل الحزب الديمقراطى له صلة بالحادث؟ - لو اغتيل ترامب، ربما كان البديل نيكى هايلى، المرشحة لنائب ترامب، والحزب الديمقراطى وجو بايدن لهم مسؤولية معنوية وسياسية، لأنهم استخدموا لغة التحريض على العنف ضد ترامب، وإذا كانت محاولة الاغتيال عملا فرديا وتقصيرا أمنيا، فهى نتيجة شيطنة ترامب والادعاءات أنه يهدد أمريكا والدستور والحريات. ■ لكن أمريكا ممتلئة بالأسلحة، هل ستدخل على خط «جمهوريات الموز»؟ - إذا كان هناك بلد يسكنه 340 مليون إنسان وهناك أكثر من 300 مليون قطعة سلاح، فهل نتفاجأ بأن أمريكيا يحاول قتل المرشح، الخطر على الجمهورية، فتقديرى هناك 10 آلاف أمريكى لا يمانعون من قتل «هتلر أمريكا» إذا سنحت لهم الفرصة، وأمريكا لها اليوم الكثير من صفات جمهوريات الموز، من خلال استخدام القانون كسلاح ضد المنافس، ويريدون وضعه فى السجن مدى الحياة، من خلال عشرات التهم الجنائية والتهم المفبركة، فعشرات التهم التى أدين بها فى مدينة نيويورك كانت استخداما غير مسبوق لقانون عمل الشركات. وفى المقابل، انظر كيف كان التعامل مع جو بايدن، وهانتر بايدن، وهيلارى كلينتون، والحديث المتكرر من الحزب الديمقراطى بأن البلاد والديمقراطية ستنتهى إذا نجح ترامب، فهذا ليس كلاما انتخابيا عاديا، بل تحريض على العنف، وهى نتيجة طبيعية متمثلة فى حادثة محاولة الاغتيال.