ذكرت وكالة «صفا» الفلسطينية أن مخيمات النزوح وسط قطاع غزة تتعرض لكارثة وبائية جديدة، خاصة مع انتشار مرض «الجرب» الجلدي، سريع العدوى، حيث تفشى جراء تراكم مياه الصرف الصحي في الخيام وانعدام النظافة الشخصية بسبب نقص المياه والمنظفات مع النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية. وتابعت: يزداد الأمر سوءًا مع شح المياه والمنظفات كالصابون ووسائل الاستحمام حيث تنعدم وسائل النظافة الشخصية وسط حالة من الاكتظاظ السكاني في مخيمات النزوح، ما يتسبب في سرعة تفشي الأمراض الجلدية. وأكد الأطباء أن آلاف المرضى في القطاع يواجهون الموت نتيجة نقص الأدوية وتدمير الاحتلال الإسرائيلي معظم المنظومة الصحية في القطاع، فيما تتجمع مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين، في مركز إيواء «النخيل» بمدينة دير البلح وسط القطاع، مما جذب الحشرات الطائرة وأبرزها البعوض وديدان وحشرات أخرى زحفت إلى خيام النازحين. من جانبه، حذر مدير المركز الطبي في مركز الإيواء، سامي حميد، «من كارثة بيئية جديدة في مخيمات النزوح فيما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره بسبب برك مياه الصرف الصحي التي تعد بيئة خصبة لتكاثر الحشرات خاصة في ظل عدم رشها بالكيماويات وذلك منذ أكثر من 9 أشهر». وتابع: منذ 9 أشهر لم تقم أي جهة محلية أو دولية أو أهلية بضخ مياه الصرف الصحي لمحطات المعالجة بفعل انقطاع الكهرباء، كما لم تقم برش تجمعات وبرك مياه الصرف الصحي، ما أدى لانتشار الجرب». وارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 38 ألف مع استمرار الحرب في يومها 273 وسط معاناة أبناء القطاع، في الوقت الذي ذكر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي انه سيطر على ربع قطاع غزة وأقام قواعد عسكرية، في الوقت نفسه لا تزال هناك محاولات البرامج اتفاق الوصول إلى هدنة في الوقت التي تصر فيه حركة حماس على الوقف الكامل لإطلاق النار وفي سياق متصل قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن استهداف «إسرائيل» المتواصل والمنهجي والواسع النطاق لمصادر المياه ومحطات التحلية في قطاع غزة، يظهر أنها تتخذ من التعطيش سلاحًا آخرًا ضد المدنيين الفلسطينيين تتعمد من خلاله تقليص مصادر المياه المتاحة لهم، وبخاصة الصالحة للشرب، وفرض المجاعة والتسبب عمدًا في إهلاك أكثر من 2.3 مليون نسمة، في إطار جريمة الإبادة الجماعية الحاصلة منذ أكتوبر الماضي. وتابع: قطاع غزة في الوقت الذي ترتفع فيه درجات حرارة الصيف فهم يكابدون بشدة من أجل الحصول على المياه، حيث تشير التقديرات أن حصة الفرد في قطاع غزة من المياه قد تراجعت بنسبة 97% منذ أكتوبر الماضي، وسط الدمار الواسع الذي لحق ببنية المياه التحتية، وانخفاض حصة الفرد الواحد من المياه في القطاع إلى ما بين 3-15 لترًا يوميًا في ظل الحرب مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لترا للفرد يوميا خلال العام 2022.