انتشرت مجموعة جديدة من متغيرات فيروس كورونا المستجد تسمى «FLiRT» في الولاياتالمتحدة وتؤدي إلى زيادة نسبة الحالات، مما يثير مخاوف بشأن موجة صيفية محتملة. وتمثل سلالات FLiRT وKP.2، وKP.1.1، وKP.3، الآن أكثر من نصف حالات كوفيد-19 على مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. تم تداول هذه المتغيرات الجديدة، التي أطلق عليها العلماء اسم «FLiRT» نسبة إلى طفراتها، في الولاياتالمتحدة منذ أوائل الربيع، ذلك المصطلح المنتشر بين جيل زد الذي يلي جيل الألفية، ويشير إلى الاهتمام العاطفي ويعني «مغازلة» والانجذاب الرومانسي. ولفت موقع TODAY الإخباري الأمريكي إلى أنه ليس للنصطلح أي علاقة بالمغازلة على الإطلاق، بل يعتمد على أحرف بالأسماء الخاصة بمتحورات البروتين الشوكي للمتغيرات أو التغييرات المحددة في الأحماض الأمينية، وتعد مركبات عضوية ويحتاج الجسم إلى 20 نوع من الأحماض الأمينية لينمو ويعمل بشكل صحيح. بالعودة إلى أبريل الماضي، تفوق متحور KP.2 بسرعة على JN.1، وهو متغير أوميكرون، الذي أدى إلى زيادة في حالات كورونا في الشتاء الماضي، ليصبح السلالة السائدة في الولاياتالمتحدة. حاليًا، يمثل KP.2 أكثر من ربع الإصابات بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وأشار الموقع الإخباري إلى أن انخفاض عدد حالات الاستشفاء، فقد كان هناك ارتفاع طفيف في إيجابية الاختبار وزيارات غرف الطوارئ، وفقًا لبيانات مركز السيطرة على الأمراض. وأثارت هذه الاتجاهات، إلى جانب موجات الصيف السابقة، مخاوف بشأن ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى هذا الصيف. تحذيرات العلماء وصعوبة السيطرة ويحذر العلماء من أن متغيرات FLiRT قد تكون أفضل في التهرب من جهاز المناعة بسبب طفرات البروتين الشوكي، وأن ضعف المناعة وضعف امتصاص أحدث لقاح لكوفيد-19 خلق مجموعة سكانية أكثر عرضة للإصابة. قال ألبرت كو، طبيب الأمراض المعدية وأستاذ الصحة العامة وعلم الأوبئة والطب في كلية ييل للصحة العامة، إن المتغيرات الجديدة تحتوي على طفرات إضافية تميزها عن JN.1 ويبدو أنها تمنحها ميزة على المتغيرات السابقة. وأضاف أندرو بيكوش، عالم الفيروسات في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، لموقع TODAY الإخباري الأمريكي أن «ظهور KP.2 ومتغيرات FLiRT الأخرى هو نفس القصة القديمة، يتحور فيروس SARS-CoV-2 ويؤدي إلى ظهور متغير جديد شديد العدوى، والذي يصبح السلالة السائدة». واستكمل بيكوش: «إن الجدول الزمني الذي يحدث خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، أسرع بكثير مما نراه مع الفيروسات الأخرى مثل الأنفلونزا». هل السلالات الجديدة أكثر قابلية للانتقال؟ يقول الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت: «ما زلنا في الأيام الأولى، لكن الانطباع الأولي هو أن هذا المتغير (KP.2) قابل للانتقال إلى حد ما». ويشير الخبراء إلى أن نسبة الحالات الناجمة عن KP.2 آخذة في الازدياد بينما تتناقص النسبة الناجمة عن المتغيرات الأخرى، مما يشير إلى أن KP.2 لديه ميزات تمنحه ميزة. وأضاف بيكوش أن متحور KP.2 يشبه إلى حد كبير السلالة الأبوية JN.1، وهي شديدة العدوى، وتابع: «باستثناء أنه يحتوي على هاتين الطفرتين.. أعتقد أن هاتين الطفرتين معًا تجعلان KP.2 فيروسًا أفضل من حيث أنه يحافظ على قدرته على الانتقال، ولكنه يتهرب الآن أيضًا من بعض المناعة الموجودة مسبقًا لدى السكان». أكثر من 97% من الأشخاص في الولاياتالمتحدة لديهم أجسام مضادة طبيعية أو مستحثة باللقاحات ضد فيروس SARS-CoV-2، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لكن هذه الحماية المناعية تتلاشى بمرور الوقت. يؤدي انخفاض معدلات التطعيم وضعف المناعة إلى إنشاء مجموعة سكانية ضعيفة، مما قد يسمح لمتغيرات FLiRT بالسيطرة ويشير الخبراء إلى أن الوقت والمزيد من البيانات سيحددان ذلك. تشير الدراسات المختبرية إلى أن KP.2 متحور بدرجة كافية بحيث أن اللقاحات الحالية والمناعة من العدوى السابقة لن توفر سوى حماية جزئية، كما يقول شافنر. ويضيف: «علينا أن نرى مدى صحة ذلك، ولكن يبدو أنه مع مرور الوقت أصبح متغيرًا أكثر وضوحًا». استكمل دكتور الأمراض المعدية كو: «لا يزال ظهور KP.2 مبكرًا حقًا، لكنني لا أعتقد أننا بحاجة إلى دق أجراس الإنذار حتى الآن». هل سيكون هناك طفرة في الصيف؟ ويشير الخبراء إلى أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت متغيرات FLiRT ستسبب موجة صيفية أو زيادة. ومع ذلك، فمن الواضح أن فيروس كورونا لا يزال منتشرًا ولن يأخذ أي إجازة. تابع: «إننا نشهد هذه الإصابات على مدار العام، بمستويات معتدلة.. ربما لم نصل بعد إلى المرحلة التي سنرى فيها كوفيد يختفي بشكل كامل». تبلغ إيجابية الاختبار، وهو مؤشر مبكر لمستويات الحالات، 4.2% اعتبارًا من 25 مايو، بزيادة 0.8% عن الأسبوع السابق ولكن بانخفاض حاد من 12% في منتصف يناير، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض. قال كو: «لا نشهد الكثير من حالات العلاج في المستشفيات، ومن المؤكد أن وضعنا أقل بكثير مما كنا عليه في الشتاء، لذلك أود أن أقول الآن إننا في نقطة منخفضة، وهو أمر مطمئن». ما هي أعراض أحدث متغيرات فيروس كورونا؟ وأشار العلماء إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت أعراض KP.2 ومتغيرات FLiRT الأخرى مختلفة عن السلالات السابقة. قال شافنر: «من المحتمل ألا تؤدي متغيرات FLiRT إلى ظهور أعراض مميزة للغاية. إنها تتطلع في الوقت الحالي إلى اتباع المتغيرات الفرعية الأخرى». تتشابه أعراض متغيرات FLiRT مع تلك التي يسببها JN.1، والتي تشمل: إلتهاب الحلق وسعال وإجهاد عام وسيلان الأنف وصداع وآلام العضلات بالإضافة إلى حمى أو قشعريرة كذلك فقدان جديد لحاسة التذوق أو الشم وضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس، أيضًا الغثيان أو القيء وإسهال. وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، فإن نوع وشدة الأعراض التي يعاني منها الشخص عادة ما تعتمد بشكل أكبر على صحة الشخص ومناعته بدلًا من المتغير الذي تسبب في العدوى. على غرار JN.1 والمتغيرات الفرعية الأخرى للأوميكرون، يبدو أن متغيرات FLiRT تسبب التهابات أكثر اعتدالًا، كما يقول شيفر. وأشار كو: «لا يوجد دليل الآن يجعلنا نعتقد أن KP.2 أكثر شراسة أو أكثر قدرة على التسبب في مرض شديد من المتغيرات السابقة». هل تحمي اللقاحات من المتغيرات الأحدث؟ يقول شافنر: «تشير الدراسات المختبرية المبكرة إلى أن اللقاحات ستستمر في توفير الحماية ضد KP.2، وهي حماية أقل قليلًا، ولكنها ليست صفرًا بأي حال من الأحوال». ومع تحور الفيروس، فإنه يصبح مختلفًا تدريجيًا عن سلالة أوميكرون المستهدفة في آخر دفعة محدثة تم إصدارها في خريف عام 2023. للجميع«، يقول شافنر. تشير البيانات المختبرية الأولية من اليابان، والتي لم تتم مراجعتها من قبل النظراء، إلى أن لقاحات كوفيد-19 الحالية في الولاياتالمتحدة قد تكون أقل فعالية ضد متحور KP.2 مقارنة ب JN.1، حسبما ذكرت NBC News سابقًا. سيجتمع مستشارو إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الثلاثاء 5 يونيو لتحديد السلالات التي سيتم تضمينها في لقاحات كوفيد-19 المحدثة للفترة 2024-2025. حتى لو لم تمنع اللقاحات العدوى، فلا يزال بإمكانها تقديم بعض الحماية عن طريق منع الأمراض الشديدة والاستشفاء ومضاعفات فيروس كورونا. يقول بيكوش: «لا يزال من الواضح أن الحالات الأكثر خطورة التي تصل إلى غرفة الطوارئ هي السائدة لدى الأشخاص الذين إما لم يحصلوا على لقاحاتهم أو لم يحصلوا على لقاح منذ فترة طويلة حقًا». يقول بيكوش إن التطعيم مهم بشكل خاص لكبار السن، ولهذا السبب أوصى مركز السيطرة على الأمراض مؤخرًا البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق بالحصول على جرعة إضافية من لقاح كوفيد-19 المحدث للفترة 2023-2024. ويشير الخبراء إلى أنه لسوء الحظ، لا يزال الإقبال على التطعيم ضعيفًا. يقول بيكوش: «لا تزال اللقاحات تظهر علامات الفعالية، لكن لا يتم استخدامها في أي مكان قريب من المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه». اعتبارًا من 27 أبريل 2024، أبلغ حوالي 22% فقط من البالغين و14% من الأطفال عن تلقي لقاح كوفيد-19 المحدث الذي تم إصداره في سبتمبر 2023، وفقًا لطلب إلى مركز السيطرة على الأمراض. ويشير الخبراء إلى أن جميع اختبارات PCR الحالية واختبارات المنزل تتعرف على KP.2 ومتغيرات FLiRT الأخرى. كيفية الحماية من متغيرات FLiRT الجديدة في حين أنه من السابق لأوانه معرفة كيف ستنتهي متغيرات FLiRT، يمكن للأشخاص دائمًا اتخاذ خطوات لحماية أنفسهم والآخرين من فيروس كورونا. يوصي مركز السيطرة على الأمراض باستراتيجيات الوقاية الأمريكي: ابق على اطلاع دائم بلقاحات فيروس كورونا، وينصح بالبقاء في المنزل عندما تكون مريضا، ولا يمكنك العودة إلى الأنشطة العادية إلا بعد التخلص من الحمى وتحسن الأعراض لمدة 24 ساعة على الأقل. التركيز على نظافة اليدين الجيدة والبقاء في أماكن جيدة التهوية، كذلك ارتداء الكمامة في الأماكن الداخلية المزدحمة.
