كشفت تحقيقات الجهات القضائية والأمنية في قضية المتهم «كريم ز»- 37 سنة- المعروف إعلاميًا ب «سفاح التجمع»، الذي نسبت له النيابة العامة قتل 3 سيدات في منطقة التجمع الخامس، وتخلص من جثثهن بالطريق الصحراوى بين محافظاتالقاهرة وبورسعيد والإسماعيلية، عن قيام المتهم بإعطاء الفتيات عقاقير طبيبة مذهبة للوعي والعقل قبل قتلهن. وهزّت قضية «سفاح التجمع» المجتمع خلال الأيام الماضية، حيث أدلي المتهم باعترافات تؤكد قيام بقتل 3 سيدات عقب تناول كميات متنوعة من المواد المخدرة، وانه اعطي ضحاياه الثلاثة «عقار مذهب للوعي» يساعد على الإثارة الجنسية عقب 30 دقيقة من تعاطية، ويزيد نشاطه مع تناول الكحوليات أو أي مواد مخدرة أخرى. كما تحفظت النيابة العامة على كميات من «العقار المخدر» من داخل شقة القطامية «مسرح الجريمة»، واعترف انه كان يأتي مهربًا من الخارج، وهو ما اظهر نتائح الفحص عن طريق الطب الشرعي وجود اثار العقار المخدر في احشاء الضحية الثالثة التي قتلت في نوفمبر 3023، وكذلك الضحتين الاولي والتي عثر على جثمانها في 16 مايو الجاري والجثة الثانية والتي عثر عليها في 13 ابريل الماضي. وأظهرت التحقيقات أن سلوك المتهم اتّسم بالوحشية في التعامل مع الضحايا الثلاثة، حيث استدرج ضحاياه إلى شقته، ثم قام بتخديرهن باستخدام عقاقير طبية مُذهبة للوعي، من بينها عقار مخدر «مذهب للوعي شديد المفعول» الذي يُسبب فقدان الوعي والإرادة وزيادة الرغبة الجنسية، ويزيد نشاط العقار مع تناول كميات أخرى من المخدرات أو الكحوليات، وأن المتهم قام بتقطيع شعر الضحايا وخنقهن بالحزام الجلدي، حيث أظهرت معاينة وفحص الطب الشرعي لذلك في الجثتين، وكذلك لتحليل احشاء الجثة الثالثة . وقالت مصادر طبية ل«المصري اليوم»، إن هناك أنواع كثيرة من عقاقير الهلوسة الطبية المخلقة في المعامل، والتى تذهب العقل وتفقد الوعى والإرادة، وقد يستخدمها بعض المجرمين في ارتكاب الجرائم ومن أبرزها عقار «GHB»، وهى عبارة عن مادة تؤثر في جسم الأنثى، عند زيادة نسبتها تزيد الإثارة لديها، وبمجرد تعاطى العقاقير الطبية المذهبة للعقل وتظهر الأعراض بعد نصف ساعة المتمثلة في التحدث بطلاقة والضحك الهستيرى والرغبة في الرقص، وبعد ساعتين تشوش الأفكار وبزيادة مفعول المادة المخدرة تزيد الرغبة الجنسية. وأضافت المصادر: «أن مفعول العقار المذهب للعقل تستمر من 10 إلى 12 ساعة، وينتهى بخمول ونعاس وفقدان القدرة على التحكم العضلى، وبعد استعادة الوعى يشعر متعاطيه بهمدان وتكسير في الجسم لمدة يومين، والأخطر تأثيرات هذه العقاقير المخدرة أنها تساعد في فقدان 90% من الذاكرة الحديثة للمجنى عليها فهى لا تعلم ما حدث لها، وهو غيرموجود في مصر ويأتي عبر التهريب». بيان النيابة العامة كانت تحقيقات النيابة كشفت كيفية التوصل إلى هوية سفاح التجمع الخامس وضبطه حيث أكدت ورد إخطار يوم 16 مايو الجارى بالعثور على جثة سيدة مجهولة ملقى بطريق 30 يونيو بدائرة محافظة بور سعيد. وانتقلت النيابة العامة لمسرح الجريمة لمعاينته ومناظرة الجثمان وأصدرت قرارها برفعِ البصمات العشرية «أصابع اليدين» والتصوير الجنائى لجثة المجنى عليها وصولًا لتحديد هويتها كما تم ندبِ الطب الشرعى لتشريح الجثمان وطلب تحريات الشرطة التي توصلت إلى تحديد شخصيتها وشخص قاتلها الذي تعرف عليها واصطحبها لمسكنه بدائرة قسم شرطة القطامية ل تعاطى المواد المخدرة، وحال وقوعها تحت تأثير تلك المواد، قام بقتلها وتخلص من جثمانها بمكان العثور عليه. القبض على السفاح وأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره حيث تم إلقاء القبض عليه من مسكنه والسيارة التي استخدمها في نقل الجثة وكذا هاتفين محمولين، وعرض المتهم على النيابة العامة التي قامت باستجوابه والى أقر في التحقيقاتِ، انه اعتاد التعرف على الفتيات واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وكان يقوم بتعاطى المواد المخدرة معهن ومعاشرتهن وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعي، ثم يقوم بقتلهن وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفيه وأقر بواقعة قتل المجنى عليها. تفريع الهواتف وأثبتت النيابة العامة صحة اعترافات المتهم من خلال فحص وتفريغ النيابة العامة للهاتفين حيث أسفر ذلك عن وجود مقاطع فيديو يظهر بها المتهم حال إتيانه أفعالًا جنسية غير مألوفة مع جثمان المجنى عليها كما أسفر فحص الهاتف عن فيديو يدل على ارتكاب المتهم لواقعة مماثلة مع سيدة أخرى، كان قد عُثر على جثمانها يوم 13 إبريل الماضى على جانب طريق 30 يونيو في اتجاه محافظة الإسماعيلية والمحرر محضر بالعثور على جثتها المحضر رقم 909 لسنة 2024 إدارى مركز القنطرة غرب. اعتراف بقتل الضحية الثانية وقامت النيابة العامة بمطابقة ما أسفر عنه ذلك الفحص من صور لتلك السيدة وما بجسدها من علامات مميزة توصلت النيابة العامة لشخص تلك السيدة وبمواجهة المتهم أقر تفصيليا بواقعة قتل السيدة الثانية، وانتقلت النيابة العامة برفقة سفاح التجمع إلى مسكنه حيث أجرَى تمثيل الجريمتين وكيفية ارتكاب الواقعتيْن، وأرشد عن مكان احتفاظه بالأدوات المعدة لتعاطى المواد المخدرة، وكميات من العقاقير الطبية المذهبة للعقل، كما عُثر على المتعلقات الشخصية لإحدى المجنى عليهما، وأمرت النيابة العامة بحصر حالات العثور على الجثامين المجهولة، التي جرت في وقت معاصر للواقعتين، وفى محيط مسكن المتهم، ووقفت النيابة على العامة على وجود محضر رقم 19053 لسنة 2023 جنح التجمع الأول- للعثور على جثة لسيدة ثالثة تتشابه معهما في ذات ظروفهما. عقار مذهب للوعي وأثبت تقرير الطب الشرعى العثور بأحشاء المجنى عليها الثالثة على ذات العقار الطبى المذهب للوعى الذي يستخدمه المتهم حال معاشرته للمجنى عليهن والذى ضبطته النيابة العامة بمسكنه، وطلبت النيابة العامة التحريات بشأنها فجاءت مؤكدة ارتكاب المتهم لواقعة قتل المجنى عليها الثالثة، وبمواجهة النيابة العامة له أقر بارتكابها على غرار سابقتيْها. الاستعلام من الهواتف وهو ما تأكد بنتيجة الاستعلام الصادر من النيابة العامة عن الأرقام الصادرة والواردة من وإلى هاتف المتهم وهواتف المجنى عليهن وتحديد نطاقها الجغرافى بالتزامن مع واقعات العثور على جثامينهن، الذي بتحليله أسفر عن وجود المتهم والمجنى عليهن بمسكنه وبمحل العثور على الجثامين في زمان ارتكاب الواقعات الثلاث، كما تأكد أيضًا بفحص النيابة العامة لآلات المراقبة المثبتة بمحطات تحصيل الرسوم بطريق 30 يونيو في اتجاهيه، من عبور المتهم لها تزامنًا مع تخلصه من جثمانى المجنى عليهما الأولى والثانية ،وأمرت النيابة العامة ب حبس المتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات التي لم تسفر حتى الآن عن ثبوت ارتكاب المتهم لوقائع قتل أخرى، وتم تكليف جهات البحث بالتحرى عن ذلك السقوط والاعتراف: تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم بعد تحقيقات مكثّفة، واعترف المتهم بارتكابه جرائم القتل الثلاث، مُشيرًا إلى أنه كان يُمارس أفعالًا جنسية غير مألوفة مع ضحاياه قبل قتلهن، كما قام بتصويرهنّ خلال ذلك. اكتشاف المزيد من الجرائم: أثبتت التحقيقات تورّط المتهم في جرائم قتل أخرى، حيث كشفت النيابة العامة عن وجود محضر رقم 19053 لسنة 2023 جنح التجمع الأول، يتعلق بالعثور على جثة سيدة ثالثة تتشابه ظروف وفاتها مع ضحايا المتهم. الوضع القانوني: أمرت النيابة العامة بحبس المتهم احتياطيًا، وجارٍ استكمال التحقيقات للكشف عن المزيد من تفاصيل الجرائم، ومعرفة ما إذا كان هناك ضحايا آخرون. التأثيرات: أثارت هذه القضية قلقًا كبيرًا في المجتمع المصري، خاصةً مع انتشار جرائم القتل ضد النساء. وتُطالب الجهات المعنية بتشديد العقوبات على مرتكبي مثل هذه الجرائم، وتوفير المزيد من الدعم والحماية للنساء.