سارع مسؤولون إسرائيليون بالتبرؤ من مجزرة رفح التي راح ضحيتها عشرات المدنيين الفلسطينيين، مساء أمس، واثارت غضيا دوليًا واسعًا. وزعم الناطق باسم حكومة الاحتلال، آفي هايمان، أنه وفقا لنتائج «تحقيق أولي» قُتل مواطنون مدنيون في غزة جراء حريق اندلع في رفح نتيجة الغارة الجوية التي استهدفت القياديين في «حماس» ياسين ربيع، وخالد النجار. وفي الأثناء، وصفت المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي، اليوم، خلال مؤتمر صحفي عقد في تل أيبب، القصف الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم للنازحين جنوبي قطاع غزة مساء الأحد بأنه كان «خطيرًا للغاية»، مشيرة إلى أنه يتم إجراء تحقيق لمعرفة تفاصيل الحادث. وأسفر القصف الإسرائيلي الذي جاء في اليوم 233 من حرب الإبادة عن مقتل نحو 45 مدنيًا فلسطينيًا وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح. وكانت الخارجية المصرية حذرت مرارًا من اجتياح رفح مشددة على خطورته وانعكاساته؛ الأمر الذي تكرر اليوم في تصريحات رئاسية. وتعتبر إسرائيل أن هذه المنطقة «آمنة»، غير أنها لم تحذر النازحين في المنطقة قبيل القصف أو تخطرهم بإخلاءها. في ضوء ذلك زعمت المدعية العسكرية العامة، في إسرائيل، خلال مؤتمر في نقابة المحامين بمدينة تل أبيب أن تفاصيل الحادث «لا تزال قيد التحقيق» وأنهم ملتزمون بإجرائه بدقة. ومن جهته، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان له أن القصف استهدف قياديين من حركة حماس لكنه أقر بوجود تقارير عن إصابة مدنيين واندلاع حريق في المكان. وأثارت المجزرة في مدينة رفح انتقادات إقليمية ودولية حادة لإسرائيل، مع اتهامات بتحدي قرارات الشرعية الدولية، وسط دعوات إلى فرض عقوبات والضغط عليها لأنهاء اجتياح رفح ووقف حرب الابادة الاحتلال يزعم فتح 70 تحقيقًا عسكريًا ووفقًا لإذاعة جيش الاحتلال كشفت المدعية العامة العسكرية عن فتح حوالي 70 تحقيقًا عسكريًا في شبهات بارتكاب إسرائيل «جرائم جنائية في الحرب» المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، لكن المسؤولة العسكرية الإسرائيلية لم تحدد إذا ما كان تلك التحقيقات استكملت نتائجها أم لا. وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة لليوم 234 على التوالي رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال «إبادة جماعية» وتحسين الوضع الإنساني في القطاع. وأسفر العدوان الإسرائيلي المدمر على القطاع عن استشهاد وإصابة أكثر من 116 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى حوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة الأطفال والمسنين.