اشتعلت وتيرة الحرب الدائرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» ظاهريًا منذ شهر أكتوبر الماضي، وتدخلت بها أطراف أخرى كحزب الله وحركة أنصار الله اليمنية المعروفة ب«جماعة الحوثي». وبعد اغتيال المهندس الأول لمعركة طوفان الأقصى، صالح العاروري في لبنان الأمس، بدا أن اختراق ما يُعرف ب«قواعد الاشتباك» حدث بالفعل، إذ ترجح التقارير مسؤولية إسرائيل عن العملية، حتى وإن لم تتبنها علانية وبعد انتقال الاحتلال الإسرائيلي من توجيه ضرباته لحدود لبنانالجنوبية إلى استهداف معقل حزب الله في العمق اللبناني، ومع سيطرة أعلى درجات التوتر بين الطرفين، هل سيلتزم كل من الطرفين بقواعد الاشتباك المنصوص عليها بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي. ما هي قواعد الاشتباك؟ بدأ تطبيق قواعد الاشتباك بين المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) والاحتلال الإسرائيلي بعد «حرب تموز» أو «حرب لبنان الثانية» التي وقعت بين الطرفين في العام 2006، إزاء أسر جنديين من جيش الاحتلال، بعدها تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان. منذ ذلك العام تحديد، جرى وضع ما عُرف ب «قواعد الاشتباك» بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، والتي نصت على أن «أي رد سيقابله رد مماثل». وقواعد الاشتباك تعني بقاء العمليات محصورة في حدود الفعل ورد الفعل بالحجم نفسه، والتزام الأطراف قدر الإمكان بالقرارات الدولية، بما فيها قرار مجلس الأمن 1701، الذي أنشأ منطقة منزوعة السلاح جنوب النهر الليطاني وفتح الطريق أمام الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المحاذية للحدود مع إسرائيل. ووفقًا لتصحريحات مسؤليين لبنانيين، فإن قواعد الاشتباك لا تزال محصورة بقصف ورد بالطريقة نفسها وضمن مناطق وحدود معينة. قصة القرار 1701 ونصّ قرار مجلس الأمن على عدد من البنود، منها احترام صارم من الجانبين للخط الأزرق وهو خط يبلغ طوله 120 كم، تم وضعه من قبل الأممالمتحدة عام 2000، لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، بالإضافة إلى تسليم الأممالمتحدة خرائط الألغام البرية التي زرعت في لبنان، التي لاتزال بحوزة إسرائيل، إلى جانب اتخاذ إجراءات أمنية تمنع استئناف العمليات الحربية وخصوصًا إقامة منطقة بين الخط الأزرق والليطاني خالية من أي مسلحين أو ممتلكات أو أسلحة غير تلك التي تنشرها في المنطقة الحكومة اللبنانية وقوة الطوارئ الدولية المسموح بها طبقًا للبند11. نصر الله: إن اندلعت الحرب لن يكون لها أي ضوابط في سياق متصل، قال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في كلمة له اليوم الأربعاء: «لسنا خائفين من الحرب مع إسرائيل وإن اندلعت لن يكون لها أي ضوابط»، مُضيفًا أن الحرب مع لبنان ستكون مكلفة وباهظة وتهدد وجود إسرائيل.
