فلسطين: النكبة تتكرر في غزة.. والمئات ينتظرون دورهم لطحن القمح بسبب شُح الدقيق

قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن معاناة اللاجئين الفلسطينيين مستمرة منذ النكبة في عام 1948، وهي تتكرر الآن في قطاع غزة، في ظل العدوان وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال، جاء ذلك خلال كلمة في المنتدى العالمي للاجئين المنعقد في مدينة جنيف بسويسرا.
وأوضح أن الإحتلال تسبب في سقوط أكثر من 20 ألف شهيد أغلبيتهم من الأطفال والنساء، مؤكدًا أن 70% من الشعب في القطاع هم من اللاجئين.
وقال إن أكثر من 1.9 مليون مواطن نزحوا من منازلهم، والكثير منهم تعرضوا للتهجير مرتين أو مرات، وأكثر من 20 ألف قُتلوا بوحشية على يد الاحتلال، مؤكدًا أن استمرار هذه المذبحة بحق الأطفال والمدنيين الأبرياء وفشل العالم في تحقيق وقف إطلاق النار، هما إفشال للإنسانية ولحقوق الإنسان.
ودعا، المجتمع الدولي إلى التعاون لوقف حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي، والعمل على وقف إطلاق النار، وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف التهجير القسري، وتأمين الدعم المستدام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
ولاتزال قوات جيش الاحتلال تكثف نيرانها وهجوماتها الواسعة، ويزداد الوضع في غزة سوءًا، ما سيؤدي إلى صعوبة إعادة الإعمار، ويرى البعض أن هناك أهمية للعودة إلى المفاوضات، لتقليل الأضرار وإطلاق سراح الأسرى، باعتبارها أداة ضغط من قبل حماس وصولا إلى وقف إطلاق النار.
ويرى غالبية الشارع الغزاوي، أن ما حدث هو يشبه الوضع في غزة للنكبة الكبرى التي يمر بها الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الصور الأخيرة التي تظهر فيها مئات الرجال الغزاويين والمدنيين تم تجريدهم من ملابسهم، يتم نقلهم بالشاحنات للتحقيق إلى سجون الاحتلال، فيما لايزال الرهان على عودة المفاوضات بين حماس والاحتلال الاسرائيلي من أجل إيقاف الدمار الهائل في غزة، فيما وصفوا الأحداث الراهنة بأنها أشبه بالساعة الرملية.
ونقلت وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية، أن مئات الفلسطينيين قضوا ليلتهم في البرد وتحت المطر بانتظار دورهم على باب مطحنة بدائية في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، لطحن أكياس القمح التي اشتروها بعد عناء إثر شح الدقيق في القطاع، وانشغلوا في تغطية أكياس القمح بقطع من النايلون لحمايتها من البلل، لكن هذا لم يحمها من الأسفل حيث جرت سيول من الأمطار والوحل.
ويلجأ الفلسطينيون لشراء القمح وطحنه بعد شح الدقيق في قطاع غزة بسبب إغلاق قوات الاحتلال للمعابر ومنع دخول الطعام والغذاء والوقود، وتابعت: يتدافع مواطنون على مدخل المحطة وتعلو أصواتهم لحجز مكان في طابورين طويلين على يمين ويسار المطحنة «القديمة»، المتوقفة منذ يومين بسبب نفاذ الوقود، وسط هذا التدافع يعلو صوت صاحب المطحنة «أبومزيد» ويقول: إنه لن يشغل المطحنة لأنه لا يوجد وقود لها، وأكد أنه في حال توفر الوقود فسيتم تشغيلها، إلا أن أبناء القطاع متمترسون في أماكنهم على أمل أن يتوفر الوقود في أي لحظة.
ويشهد قطاع غزة شحا في الوقود بسبب منع الاحتلال تدفقه عبر المعابر بجانب منع الطعام والكهرباء والماء منذ 7 أكتوبر الماضي، وشهد القطاع إدخال بعض من البضائع والوقود بكميات شحيحة خلال أسبوع من تهدئة إنسانية الشهر الماضي، ويدخل معظمها لمؤسسات دولية وإغاثية فقط.
ونقلت الوكالة عن سيدة تقول، أولادي جياع، إن لم يموتوا من القصف فسيموتون جوعا، وهذا القمح تبرع لي به رجل مقتدر وتابعت وهي تشير لكيس من البلاستيك بالكاد يتسع 10 كيلوجرامات، أنها تقيم في مدرسة مع آلاف النازحين في مخيم المغازي. «استلمت كيسا من الأونروا قبل حوالي شهر لكنه نفد، ولا تستطيع شراء خبز .