شهدت المنطقة المحيطة بميدان التحرير، مساء الإثنين، شجارا بين عدد من البلطجية وأصحاب المحال، بدأ بإطلاق شخص مجهول لأعيرة نارية، قام بعدها عدد من البلطجية بالهجوم على المحال، بحسب شهود عيان. وشهد الميدان بعد ذلك وعلى مدار نصف ساعة أو يزيد، حالات من الكر والفر، والمواجهات بين عمالة وأصحاب المحال، الذين قاموا بإغلاق أبواب محلاتهم، وبين البلطجية الذين حملوا سنج واسطوانات غاز وفريون. إضافة لقيامهم برشق المحال بالحجارة، مما أسفر عن تحطم جزء من الواجهة الزجاجية لإحدى شركات السياحة. وتضاربت أقوال شهود العيان، حيث أشار بعضهم إلى أن الشجار بسبب تكرار قيام البلطجية بمحاولة السرقة والتعدي على المارة والمحال، حيث قامت مجموعة منهم، الإثنين، يبلغ عددهم 15 تقريبا، بالتعدي على أحد المارة، ليقوموا بعدها بقليل بالهجوم بالسنج واسطوانات الغاز المشتعلة على المحال المجاورة لشارع طلعت حرب. بينما قال آخرون إن أسباب الهجوم تعود إلى الأحد الماضي حينما قام أحد المارة بالاستنجاد من البلطجية بمقهى مطل على الميدان، حيث قام العاملين بالمقهى بمنع البلطجية من التعرض له، وهو ما دفعهم للانتقام مساء الإثنين. وأضاف الشهود أن أصحاب المحال والباعة هم من فضوا الشجار، مشيرين لعدم تدخل المعتصمين أو قدوم قوات الشرطة. وقال حسن محمد، صاحب مقهى «وادي النيل»، المطلة على الميدان «فوجئنا بعد الساعة الخامسة مساء الإثنين، بقيام أحد الأشخاص الواقفين على مقربة من المقهى بإطلاق أعيرة نارية ثم اختفى سريعا ليقوم البلطجية فور ذلك بالهجوم، حيث بدأوا فى قذف المحال بالحجارة، إضافة لاشعال النيران باستخدام اسطوانات الفريون والغاز، فقمت بإغلاق المقهى على الزبائن، وهو ما فعله بقية أصحاب المحال والمطاعم، وتصدت العمالة لهم بإلقاء الزجاج والطوب عليهم». مشيرا إلى أن «السور الحديدى للرصيف منع الالتحام بين الطرفين». وأكد على أن هذه الهجمات من البلطجية تتكرر، لكن على نطاق أصغر مما حدث الإثنين، «حيث يقوم البلطجية بالخروج من أنحاء متفرقة محيطة بالميدان بشكل متكرر يوميا، ويدعوا الشجار فيما بينهم ليفر أحدهم إلى داخل أحد المحلات المحيطة بالميدان مستنجدا بها، ويتبعه الباقون فى محاولة لإحداث هرج وفوضى ليتمكنوا من سرقة أي متعلقات خاصة بالزبائن أو أصحاب المحلات، إضافة لقيامهم بتثبيت أي من المارة فى أى وقت. وهو ما حدث، الأحد، حينما استنجد بنا أحد المارة من هجومهم عليه، وحاول البلطجية اتباعه داخل المقهى، لكننا تصدينا لهم، وهو ما قد يكون سببا فى أحداث اليوم». وقالت فاطمة على، شاهدة عيان، «كنت أجلس فى أحد المطاعم المطلة على الصينية، حوالى الخامسة والنصف مساء، عندما فوجئنا بقيام إدارة المطعم بإغلاق أبوابه علينا بسبب هجوم بلطجية على المحال، مؤكدين على خطورة خروجنا، مما أبقانا محجوزين بالداخل لمدة نصف ساعة سمعنا خلالها اصطدام أجسام صلبة بالأبواب، وأصوات كسر زجاج. حتى خرجنا و رأينا تلفيات شركة السياحة المجاورة للمطعم». فى ذات السياق اصطف ثلاث من مجندي الشرطة داخل محطة مترو «أنور السادات» عند بداية مخرج شارع «طلعت حرب»، لمنع الناس من الخروج منه وتوجيههم للمخرج الآخر المقابل له، وذلك لأنه ومخرج «الجامعة الأمريكية» مغلقين، حيث بدا ممريهما مظلمان تماما من الداخل والخارج لإغلاقهما، ونفس الأمر مع مداخل ومخارج مجمع التحرير. ورفضت الإدارة المسؤولة عن تشغيل محطة مترو «أنور السادات» التعليق على ما حدث، مشيرين إلى أن إغلاق بعض مداخل المحطة من جانب شارعي طلعت حرب ومحمد محمود، وأمام المجمع، لم يكن بسبب أحداث الإثنين، ولكن لأخرى سابقة، وبناء على تعليمات إدارة جهاز تشغيل المترو.