تلقى الأقتصاد المحلي والعالمي عدة أزمات متتالية بداية بجائحة كورونا، مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية، ووصولا إلى الحرب على غزة، إذ طالت التوترات السياسية والجيوسياسية الاقتصاد بصورة مباشرة وسريعة، وتأثر اقتصاد منطقة الشرق الأوسط ككل، كما تضررت أمدادات الغاز العالمي وانخفضت أسعار أسهم الشركات خلال فترة الصراع الممتد حتى الآن، وكذا قفز الطلب على الذهب كملاذ أمن في أوقات الأزمات الاقتصادية. وترصد «المصري اليوم» خلال تقريرها التالي تأثير استمرار الحرب على غزة على الأقتصاد العالمي والمحلي. تأثير استمرار الحرب على غزة على الاقتصاد المحلي والعالمي قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن استمرار الحرب على غزة يمثل صدمة اقتصادية عالمية جديدة بدأت تلوح في الأفق وظهرت أثارها السلبية، موضحا أن الأثار السلبية ستنتقل عبر الأسواق المالية وارتفاع الأصول الدولارية على نحو مفاجئ وفق ما أعلنه البنك الدولي، إضافة لارتفاع أسعار الطاقة والذي يتسبب في انخفاض النمو العالمي إلى 1.7% مسببا ركودا قد يقتطع حوالي تريليون دولار من الناتج الإجمالي العالمي في أسوأ تقدير وفقا لتقديرات وكالة بلومبرج . وأضاف في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن الحرب على غزة تسببت في ارتفاع أسعار النفط لأكثر من 10% منذ اندلاع الحرب، كما زادت أسعار الغاز عالميا بمقدار الثلث ليصل سعر المليون وحدة حرارية من الغاز إلى 17 دولارا بعد أن كان ب 11 دولار، ما ينذر بتفاقم وزيادة معدلات التضخم في كل دول العالم ونقص في المعروض من النفط والغاز، موضحا أن توقعات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن حدة الأزمة الاقتصادية تعتمد على اتساع الصراع الحالي، ما يتسبب في زيادة سعر النفط لأكثر من 150 دولار للبرميل وفقا لتحذيرات البنك الدولي، موضحا أن أسواق النفط والغاز ستظل في حالة ترقب وتقلبات مع تطور الأزمة . تأثير ارتفاع الغاز والنفط على أسعار السلع والأغذية ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن ارتفاع أسعار الغاز والنفط يعني ارتفاع في تكلفة الشحن والنقل يعقبه ارتفاع في أسعار السلع المنتجة والأغذية عالميا ونقص في سلاسل الإمدادات، ما سيؤدي إلى مزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية في كل دول العالم وزيادات جديدة في معدلات التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة أو بقائها عالية لفترة طويلة وبالتالي تقلص فرص النمو الاقتصادي، وزيادة في عجز الموازنات بدول العالم ومستويات المديونيات العالمية، إضافة إلى أن توتر جيوسياسي يجعل المستثمرين يقبلون على شراء الذهب كملاذ آمن لأموالهم ما قد يؤدي لزيادات في سعر الذهب الفترة القادمة ويقلل من معدلات النمو. آثار حرب غزة ضعفي آثار الحرب الروسية الأوكرانية ومن جانبه، قال الدكتور فرج عبدالله، الخبير الاقتصادي، إن حرب غزة تركت آثارًا وتداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي، خصوصًا في ظل وجود أزمات أخرى بالفعل مثل الأزمة الأوكرانية المتسببة في صدمات الأسعار وتفاقم التضخم. وأضاف في تصريحات، أن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتزايد تكاليف النقل واللوجستيات وهي المحركات الأساسية لعمليات النمو الاقتصادي، أثَّر في متوسط معدلات التضخم بأوروبا لتأتي حرب غزة بتأثيرات مضاعفة على الاقتصاد العالمي؛ نظرًا للأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية من موقع يمثل قلب العالم/ موضحًا أن حالة الارتباك التي تسود الاقتصاد العالمي بسبب هذه الحرب قد تكون ضعفي الآثار التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية. وكشف مقال تحليلي لصحيفة «The New York Times» الأمريكية، أن المخاوف من احتمال تحول الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة، إلى صراع إقليمي، أمر يلقي بظلاله على آفاق الاقتصاد العالمي، ويهدد بإضعاف النمو الاقتصادي، وإعادة إشعال أسعار الطاقة والغذاء. وأوضح «المقال» أن الدول العالم، الغنية منها والفقيرة، كانت قد بدأت للتو في التقاط أنفاسها بعد سلسلة من الصدمات الاقتصادية استمرت ثلاث سنوات، بما في ذلك جائحة كوفيد 19 والحرب في أوكرانيا، والتضخم المرتفع، ليتراجع التضخم، ولتتمكن بعض الاقتصادات الرئيسية من تجنب الركود،.ولكن تحذر الآن بعض المؤسسات المالية الدولية، ومستثمري القطاع الخاص، من أن التعافي الهش قد يتحول إلى وضع سيئ. إلى ذلك، قال جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، في تصريحات سابقة: «ليس من الواضح في هذه المرحلة أن الصراع في الشرق الأوسط يسير على الطريق الصحيح لإحداث آثار اقتصادية كبيرة» على الولاياتالمتحدة، لكنه أضاف: «هذا لا يعني أنه ليس مهمًا للغاية.» وفي ذات السياق، أوضح جيسون بوردوف، مدير مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا: «إنه وضع متقلب للغاية وغير مؤكد ومخيف»، ولكن هناك «اعتراف بين معظم الأطراف، الولاياتالمتحدة وأوروبا وإيران ودول الخليج، بأنه ليس من مصلحة أحد أن يتوسع هذا الصراع بشكل كبير خارج إسرائيل وغزة».