بينما كانت دفعات شاحنات الإغاثة تتحرك من معبر رفح المصرى فى طريقها إلى قطاع غزة، كان هناك مئات الشبان المتطوعين من المصريين استجابوا لنداء الإنسانية، فبقوا مرابطين بخيامهم أمام معبر رفح الحدودى لضمان تمرير المساعدات، فى ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه وقصفه القطاع لليوم الخامس عشر على التوالى، منذ انطلاق «طوفان الأقصى». «عبد الله»، طبيب متخصص فى الرعاية المركزة، 29 عاما، لم يخف مما يتم ترويجه حول العنف الإسرائيلى المتزايد. استغل فرصة النداء الإنسانى وتطوع ضمن فرق مؤسسة مرسال لتوصيل المساعدات لقطاع غزة. «عبدالله» واحد من مئات الشباب الذين تجمعوا من مناطق مختلفة للمساعدة فى دخول شاحنات الإغاثة بعدما قطعت إسرائيل الماء والكهرباء وكافة سبل الحياة. «إبراهيم»، شاب عشرينى، تعلق بالقضية الفلسطينية التى يراها روح العروبة وأساسها، لا ينفى تأثره الشديد بوفاة الآلاف من المصريين على يد الجيش الإسرائيلى لسنوات طويلة: «هذه قضيتنا ليست مجرد مناصرة لشعب شقيق». منار توفيق، 19 عاما، تحدثت ل«المصرى اليوم» عن حالة التآلف بين المتطوعين، مشيدة بإجراءات تأمينهم والدفع بعربات إسعاف فى محيط المعبر، قائلة: «نسمع من هنا صوت القصف بشكل متواصل.. ترتجف قلوبنا مع كل رشقة يصلنا صوتها بوضوح، نفكر أن وراءها قصة موت، نستعيد مشاهد أطفال غزة لتتجدد رغبتنا فى وجوب وضرورة إدخال المساعدات». «الأمل فى ربنا كبير».. هكذا قالت سارة من أمام المعبر، مشيرة إلى أن الجميع هنا يد واحدة، لا يمكنك أن تفرق بينهم». عم بهاء، 53 عاما، كتب له القدر أن يكون أول مصرى تخطو قدماه إلى داخل قطاع غزة، يرى أن وجوده فى أحد أكثر الأماكن خطرا هو بمثابة واجب وطنى وإنسانى. ترك عم بهاء ابنته، التى ستزف بداية الشهر المقبل، وابنه بالصف الثالث الثانوى، منذ أسابيع قائلا: «ليهم رب اسمه الكريم.. بس منظر دم إخواتى فى فلسطين مكنش ممكن يخلينى أتراجع أو مروحش مع الناس رفح». وعم بهاء، هو أحد أقدم سائقى شاحنات المساعدات على حدود رفح، ومن ثم تم اختياره ليكون أول فرد يدخل القطاع.
