عم بهاء-53 عاما- كُتب له القدر أن يكون أول مصري تخطو قدماه إلى داخل قطاع غزة لإغاثة الفلسطينيين بعد نحو أسبوعين على رفض دخول المساعدات.. يشير إلى أنه لم يتوانَ لحظة عن قبول وجوده في أحد أكثر الأماكن خطرا في هذه الأثناء، حيث يعتبر أن الأمر بمثابة واجب وطني وإنساني. ترك عم بهاء خلفه ابنته التي ستزف بداية الشهر المقبل وابنه الذي بدأ الصف الثالث الثانوي منذ أسابيع قائلا: «ليهم رب اسمه الكريم ورب هنا رب هناك.. بس منظر دم إخواتي في فلسطين مكنش ممكن يخليني أتراجع أو مروحش مع الناس رفح»، ويشير إلى أنه على استعداد لدخول القطاع مرة واثنتين وثلاثا إذا تطلب الأمر. يعتبر عم بهاء أحد أقدم سائقي الشاحنات التي تحمل مساعدات على حدود رفح ومن ثم تم اختياره ليكون أول فرد يدخل إلى قطاع غزة، حيث يشير في حديثه ل«المصري اليوم» إلى أنه رأى بعينه آثار الدمار على الأرض وآثار القصف الإسرائيلي السابق على معبر رفح ناحية غزة والذي استمر لعدة أيام قبل السماح بدخولهم إلى القطاع بنحو 20 شاحنة تحمل مساعدات طبية. وتمنى بهاء أن يتم السماح بدخول كافة الشاحنات الموجودة أمام معبر رفح البري الذي أصبح ممتلئًا بالمصريين المرابطين منذ عدة أيام تاركين خلفهم كافة أمورهم وأبنائهم ومصالحهم حتى يلبوا نداء إنسانيا، قائلا: «المصريين مش بيناصروا حد.. دي قضيتنا وياما راح من المصريين عشان أرضهم والعدو واحد.. وكل شهيد أخويا وكل مصاب ابني». معبر رفح وشهد معبر رفح لأول مرة منذ أسبوعين من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة السماح بدخول نحو 20 شاحنة تحمل مساعدات طبية فقط إلى قطاع غزة الذي قررت إسرائيل قطع كافة المساعدات عنه بعد هجمات حركة حماس على مستوطنات إسرائيلية يوم 7 أكتوبر الماضي، على نحو أوقع نحو 1400 قتيل كأكبر حصيلة قتلى بين الصفوف الإسرائيلية منذ 75 عاما.
