أكملت الثورة التونسية عامها الأولى. وتدفق التونسيون إلى الشوارع، يحتفلون بعيد ثورتهم، التي منحت الشعوب العربية الأمل في الحياة والحرية، وأثبتت بالبرهان القاطع، كيف أن الحراك الشعبي قادر على إخضاع رأس الدولة، وإجباره على الرحيل والهرب. وفي عام كامل، قطعت تونس خطوات هامة في سياق بناء نظام جديد، رغم بعض العثرات والمخاوف. فقد انتخب الشعب التونسي مجلس تأسيسي سيكتب دستور البلاد الجديد، وشكلت حكومة ائتلافية يترأسها إسلاميون معتدلون، وانتخبت رئيسًا مؤقتًا خلفياته يسارية وكان معارضًا هاربًا يتنقل بين العواصم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وإلى ذلك، ما زال التونسيون يحلمون باستعادة رئيسهم الملاحق قضائيًا من السعودية، التي فر إليها قبل عام كامل، لمحاكمته حضوريًا في تهم عديدة، تتنوع بين فساد مالي، وقتل، وإهدار لأموال الدولة، وإضافة إلى رئيسهم، فإنهم يلاحقون أمواله التي يؤكدون أنه حصل عليها بطريقة غير مشروعة. تونسيون يحتفون بالحرية السياسة والإعلام.. وآخرون يكافحون الفساد وتردّي الاقتصاد تونس تحيي عيد ثورتها بالهتافات والورد وتحية الشهداء بن علي يحتج على مصادرة أملاكه.. ومحاميه يستنجد بمحكمة حقوق الإنسان بجنيف بن علي هرب.. والتونسيون يجاهدون لتعقب 11 مليار دولار خبأها نظامه