فى الصين.. تفاصيل أول لقاء للوفد المصري بمنتدى المدن المستدامة والسياحية

استهل اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، والوفد المرافق له، زيارته الحالية لمدينة ( تشنغتشو ) الصينية للمشاركة في أعمال المنتدى الدولي للمدن المستدامة والسياحية بحضور حفل الاستقبال الذي أقامته اللجنة المنظمة للمنتدى للوزراء والمحافظين ورؤساء الحكومات المحلية من مختلف دول العالم وممثلي المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وضم الوفد المصري كل من وزير التنمية المحلية واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر وعدد من قيادات وزارة التنمية المحلية.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز تبادل الخبرات بين رؤساء الحكومات المحلية لدعم التنمية السياحية المستدامة، ومناقشة الفرص والتحديات التي تواجه المدن السياحية والتراثية في الوضع الجديد، وذلك تحت عنوان «اكتشاف قوي دافعة جديدة وتعزيز استدامة المدن السياحية»، والذى من المقرر عقده خلال الفترة من 4- 6 سبتمبر الجاري. ولقد تضمن حفل الاستقبال بعض العروض الفنية والشعبية والفلكلورية الصينية للترحيب بالسادة الضيوف والمشاركين في المنتدى.
وفى السياق ذاته، التقى وزير التنمية المحلية ومحافظي القاهرة والأقصر، وانج كاي نائب سكرتير لجنة الحزب الشيوعى الصينى ومحافظ مقاطعة خنان الصينية والتى تضم مدينة هنجشتو أحد أقدم مدن وعواصم الصين ويناهز عمرها أكثر من 3 آلاف سنة بالاضافة إلى عدد من المسؤولين الصينيين، وذلك بهدف مناقشة سبل تعزيز العلاقات وأوجه التعاون المستقبلية بين الجانبين في عدد من مجالات التنمية المستدامة ولاسيما التنمية المحلية المتكاملة وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين خاصة في ظل ما تشهده العلاقات الثنائية الصينية والمصرية من تطور مستمر سياسيًا واقتصاديًا.
وأكد «آمنة»، خلال اللقاء على عمق العلاقات المصرية الصينية وطابعها الاستراتيجي وما حققته من مكاسب عبر السنوات الماضية برعاية ودعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الصينى شي جين بينج، مشيداً بما تقدمه الصين من خبرات وإسهامات واستثمارات هامة لمواكبة التحولات الدولية والإقليمية والمحلية منها تأسيس المدينة الصناعية الحرة بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، والذى يعد من أكبر وأهم نماذج التعاون الذي تتعدد مجالاته بين تجارة بينية متميزة، ومساهمات هامة للشركات الصينية ففي مشروعات البنية التحتية بصفة خاصة الحى الإداري بالعاصمة الإدارية الجديدة.
كما نوه وزير التنمية المحلية إلى إنشاء مصر لمنظومة المدن الذكية والتي تمثل إطلالة حضارية للتحضر المستدام، وهو ما يجب أن نتبادل بشأنه الخبرات للمكانة التي حققتها مقاطعة خنان في مجال البنية التحتية، مشيرا إلى اهتمام الدولة المصرية بالمشروعات السياحية والثقافية الكبرى وعلى رأسها إنشاء المتحف المصري الكبير الذي أوشك على الافتتاح ويسعدنا مشاركتكم في هذا الحدث الفريد.
وتابع: استضافة مدينة القاهرة للمنتدى الحضري العالمي في عام 2024 وقمة المدن الأفريقية 2025، موجهاً الدعوة للوفد الصيني للمشاركة في هذه المؤتمرات المهمة رفيعة المستوي، معربا عن تطلعه للاستفادة من التجربة الصينية في الولاية من تطوير حالة العمران ورفع كفاءة البنية التحتية ونقل تجربتها وأسلوب الإدارة علاوة على استراتيجية التعامل مع ملف المخلفات البلدية الصلبة .
واختتم وزير التنمية المحلية حديثه معرباً عن تقدير الدولة المصرية لمناخ العلاقات الثنائية بين البلدين ومسيرتها المتنامية والتى كللها انضمام مصر لمجموعة البريكس مؤخراً خلال قمتها الأخيرة في جنوب أفريقيا، مؤكداً تقدير مصر لمكانة الصين وصعودها المبهر الذي شكل إلهام لعدد كبير من بلدان العالم.
كما شدد اللواء هشام آمنة على التزام مصر بدعم سياسة الصين دولة واحدة، مؤكداً إيماننا بأن التحول الذي تشهد الصين سينعكس إيجاباً على مصر والعالم متمثلاً في استثمارات ومشروعات كبرى نأمل أن تستمر لخدمة أهداف التنمية والأمن والاستقرار في العالم.
ومن جانبه عبر وانج كاي عن تقديره لعمق العلاقات الثنائية بين بكين والقاهرة واتفاقه الكامل مع حديث وزير التنمية المحلية وأهمية العلاقات المشتركة وتأكيده وإيمانه بفرصها المتاحة وتنوعها.
كما دعا نائب سكرتير لجنة الحزب الشيوعى الصينى لتبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين ومشاركة الزيارات بين المحافظات المصرية وولاية خنان وتوقيع مذكرة تفاهم شاملة تخدم الشعبين وأهداف التنمية.
كما نوه وانج كاي إلى أهمية تدارس تسيير خط طيران مباشر بين الولاية والقاهرة لخدمة حركة السياسة المتنامية خلال تلك الفترة بين البلدين، كما دعا إلى إمكانية دراسة الحكومة المصرية إلى فتح قنصلية عامة في ولاية خنان وهو ما سيخدم حركة التجارة والسياحة والاستثمار في البلدين.
وخلال اللقاء تحدث اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة عن جهود الحكومة في دعم تعزيز دور المحافظات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة باعتبار المستوي المحلي له الدور المحوري في مواجهة جميع التحديات العالمية، مشيراً إلى أن الحكومة تبنت عدد من الإستراتيجيات والسياسات بهدف تحقيق التنمية المحلية المتكاملة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين على المستوي المحلي ومن بينها محافظة القاهرة؛ وعلي رأسها التوجه نحو اللامركزية، والتنمية الحضرية، وكذا دعم التنمية البيئية المستدامة من خلال عدد من المبادرات المتكاملة وتنفيذ العديد من المشروعات القومية منها تطوير المناطق غير الآمنة .
وأشار المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر في هذا السياق إلى أن الحكومة المصرية تسعي إلى زيادة مشاركة القطاع الخاص ودعم المناخ الداعم للاستثمار على مستوي المحلي.
وأعرب «ألهم»، عن تطلعه لمزيد من التطوير للشراكة الإستراتيجية الشاملة لتعميق العلاقات الثنائية مع المدن الصينية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية لاسيما الخاصة بالتنمية المحلية المتكاملة، واللامركزية ودعم وتعزيز التنافسية وتنمية الاقتصاد المحلي.