في ظل الضغوط التي فرضتها الحرب على العدة والعتاد لدى الطرفين المتحاربين، تواصل أوكرانيا استخدام المسيرات في تنفيذ هجمات متفرقة ضد روسيا، تسبب إحداها، أمس، في إصابة خمسة أشخاص في محطة للسكك الحديدية، فيما أعلنت أوكرانيا أنها سترد بشكل صارم على الهجوم الذي نفذته موسكو، مساء أمس الأول، على ميدان وسط مدينة تشيرنيهيف الأوكرانية، وأدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو 150. وفيما تسابق أوكرانيا الزمن لاستخدام طائرات «إف-16» أمريكية الصنع، تتعاظم مخاوفها من تعزيز روسيا إمكاناتها في البحر الأسود. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح أمس، في بيان، رصد مسيرة أوكرانية فوق أراضى منطقة ستوبينسكى في ضواحى العاصمة موسكو، حوالى الساعة الرابعة، صباح أمس، تم إسقاطها، بينما كانت متجهة نحو العاصمة. وأضافت الوزارة أن المسيرة دُمرت بوسائل إلكترونية وتحطمت في منطقة مهجورة دون التسبب في أي إصابات أو أضرار، منددة بمحاولة «هجوم إرهابى» من جانب «نظام كييف». من جهته أفاد رئيس بلدية موسكو، سيرجى سوبيانين، بأن طائرة مسيرة حاولت التوجه نحو موسكو، وبأن الهجوم أحبِط، بفضل اعتراض قوات الدفاع الجوى الروسى لها، فيما أشارت وكالة الأنباء الروسية «تاس» إلى أن الهجوم تسبب في إغلاق مؤقت لمطارى دوموديدوفو وفنوكوفو، اللذين يخدمان العاصمة الروسية. في الوقت نفسه، أعلن حاكم مدينة كورسك الروسية، رومان ستاروفويت، عبر تطبيق «تليجرام» أن «هجوما أوكرانيا بمسيرة» استهدف محطة سكك حديدية في كورسك، موضحًا أن المسيرة تحطمت على سطح مبنى المحطة، وبعدها اندلع حريق على السطح. غير أن الهجوم تسبب في إصابة خمسة أشخاص بجروح طفيفة بفعل شظايا الزجاج المتطاير، وأشار إلى أن مسعفين كانوا متواجدين في المحطة وقت وقوع الهجوم. تجدر الإشارة إلى أن كورسك تبعد حوالى 90 كيلو مترا فقط عن الحدود الفاصلة بين روسياوأوكرانيا. في المقابل، أعلن سلاح الجو في كييف أن الجيش الأوكرانى، أمس، تمكن من إسقاط 15 طائرة مسيرة إيرانية الصنع استخدمتها القوات الروسية لشن هجوم جوى، ليل الجمعة وأمس الأول. ويأتى الإعلان بعد أن أفاد مسؤولون أوكرانيون، أمس، بأن سبعة أشخاص، بينهم طفل عمره ستة أعوام، قُتلوا، وأُصيب 129 آخرون، فيما نُقل 41 للمستشفى في الضربة الصاروخية الروسية التي أصابت ميدانا في وسط مدينة تشيرنيهيف التاريخية بشمال أوكرانيا، مساء أمس الأول. وقال وزير الداخلية، إيهور كليمينكو، إن المصابين بينهم 15 طفلا و15 من رجال الشرطة. وقال فياتشيسلاف تشاوس، حاكم منطقة تشيرنهيف، في وقت لاحق، إن 140 شخصا طلبوا الحصول على مساعدة طبية وإن 41 نُقلوا للمستشفى. وتعهد الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، بالرد بشكل صارم على القصف الصاروخى الروسى على مدينة «تشيرنيهيف»، وأكد في خطاب فيديو نُشر في ختام زيارته للسويد، على «ثقته» في أن الجنود الأوكرانيين «سيردون بقوة على هذا الهجوم الإرهابى». من جانبه، أدان وزير الخارجية الأمريكية، أنتونى بلينكن، أمس، القصف الروسى الصاروخى لوسط مدينة «تشيرنيهيف»، معرباً عن حزنه على هذه الخسارة المأساوية في الأرواح، وجدد تأكيده على وقوف واشنطن دائما إلى جانب الشعب الأوكرانى، وداعيا موسكو إلى إنهاء حربها الآن. إلى ذلك، تسابق أوكرانيا الزمن لإتمام تدريب قوات الدفاع الجوى على الطائرات «إف-16» أمريكية الصنع، فبعد ساعات من منح الولاياتالمتحدة الضوء الأخضر للدنمارك وهولندا تسليم طائرات «إف-16» المقاتلة إلى كييف، أعلن وزير الدفاع الأوكرانى، أوليكسى ريزنيكوف، في تصريحات صحفية نشرتها شبكة «سى إن إن» الإخبارية، أن الطيارين الأوكران بدأوا التدريب على مقاتلات «إف -16» أمريكية الصنع.